الملائكة لا تدخل الأماكن التي تحتوي على كلاب
يجب على المسلم احترام أوامر الله -عز وجل- والابتعاد عن نواهيه، حتى وإن لم يعرف السبب وراء ذلك أو حكمته. من المهم أن يكون المسلم واثقًا أن ما يأمر به الله أو ينهاه هو الحق. وفي حال توفرت معلومات عن الحكمة الإلهية، فلا بأس بمعرفتها.
قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (لا تدخل الملائكة بيتًا فيه كلب)، وذلك نظرًا لنجاسة الكلاب ورائحتها غير المستحبة، حيث إن الملائكة تنفر من الروائح الكريهة. ونتيجة لعدم دخول الملائكة إلى هذا المنزل، فإن سكانه سيخسرون حماية الملائكة من الشياطين، وكذلك سيحرم سكان هذا البيت من بركة دخول الملائكة واستغفارهم لهم، مما يُعد خسارة كبيرة.
نجاسة الكلاب وأثرها الصحي
من الحكم المتعلقة بتحريم تربية الكلاب بلا حاجة، هو أن نجدت الكلب تُعتبر نجسة. فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب، أن يغسله سبع مراتٍ أولاهنّ بالتراب). وقد أثبتت الأبحاث الطبية أن لعاب الكلب يحمل الجراثيم والميكروبات، التي لا تُفنى إلا عند غسلها بالتراب، وقد تم تأكيد ذلك من خلال دراسات أجريت في إسبانيا.
إفساد الطعام والشراب
قال النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليهرقه). فإن إراقة الطعام أو الشراب الذي ولغ فيه الكلب يؤدي إلى ضياع تلك النعم، مما ينعكس سلبًا على المستخدمين الذين لا يستفيدون منها.
تربية الكلاب بلا حاجة تعد سلوكًا غير عقلاني
وصل الأمر ببعض الناس إلى الانسياق وراء تربية الكلاب فقاموا بتلحيفها وإطعامها أفخر الأطعمة، بل وبعضهم يقبّلها، رغم أنها من الحيوانات النجسة. ولبعض هؤلاء الناس تمت تربية الكلاب رغم الحاجة إلى اقتناء طعام جيد لهم، مما يُعتبر تصرفًا غير عقلاني.
ترويع الأشخاص وإخافتهم
وقد نهى النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- عن ذلك بقوله: (لا يحلّ لمسلمٍ أن يروّع مسلمًا). ولذلك، فقد أشار الفقهاء إلى أن تربية الكلاب بلا حاجة قد تؤدي إلى ترويع المارة وإيذائهم أثناء مرورهم بالقرب من أماكن تواجدها.
دليل على أن الدين من الله وليس من البشر
بعد الدراسات التي أجريت على لعاب الكلب، والتي أثبتت نجاستها واحتوائها على الجراثيم، كانت هذه المعلومات غير متاحة قبل تطور الطب. وهذا يُعتبر دليلًا للمشككين في الدين الإسلامي، أن هذا الدين ليس من تأليف البشر، وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يتحدث عن الهوى، بل كان رسولًا يوحى إليه.
ومن المهم الإشارة إلى أن بعض العلماء اعتبروا أن هذه الحكمة، مثل ترويع الناس أو عدم دخول الملائكة إلى بيتٍ يحتوي على كلب، تُعد من أسباب نقصان عمل صاحبها. وذلك وفقًا لقول النبي -صلى الله عليه وآله وسلم-: (من اقتنى كلبًا إلا كلب ماشيٍ، نقص من عمله كل يوم قيراطان).