يُعتبر الفرق بين النفي والنهي أحد الأسئلة التي تثير الحيرة لدى بعض الأفراد. تُعد هذه المواضيع جزءًا من الأساليب المتنوعة التي تتضمنها اللغة العربية.
على الرغم من أن كلا من النفي والنهي يبدأ بلا، إلا أن معانيهما تختلف بشكل جوهري. هذا الاختلاف قد يؤدي إلى عدم قدرة البعض على التمييز بينهما، نظرًا للتشابه الكبير بينهما. ومع ذلك، هناك أساليب وطرق للتفريق بينهما بوضوح.
يُعتبر النفي والنهي من الأساليب الأساسية في اللغة العربية، والتي تُدرس للأطفال منذ سن مبكرة، مما يستوجب تبسيط المفاهيم المتعلقة بهما لضمان فهمها بشكل يسير.
تمييز النفي عن النهي
- تستخدم “لا” الناهية للنهي عن القيام بفعل ما، على سبيل المثال: “لا تلعب في الشارع”، حيث تعبر هذه العبارة عن نهي واضح عن اللعب في الشارع.
- في المقابل، “لا” النافية تُستخدم لنفي حدوث الفعل، كأن نقول: “لا يكذب محمد”، حيث تُنفي صفة الكذب عن محمد.
أنواع الجمل في النفي والنهي
- تختص “لا” الناهية بالفعل المضارع فقط، وتقوم بجزمه، كما في أمثلة: “لا تكتب” و”لا تأكل”. فهي تشير إلى النهي عن فعل الشيء ولا تُستخدم في الجمل الاسمية.
- أما “لا” النافية فتدخل على الجملتين الفعلية والاسمية، كما في: “لا أشرب اللبن” أو “لا أكتب الدرس”، حيث تُعبر هذه الأمثلة عن نفي الفعل.
- ينتمي النفي إلى الجملة الخبرية، بينما يُعتبر النهي جملة طلبية. فإذا كانت الجملة تعبر عن الإخبار بشيء، فهي جملة نفي، أما إذا كانت تعبر عن طلب، فهي جملة نهي.
- جملة النهي لا تُقبل التصديق أو الكذب، في حين أن جملة النفي يمكن أن تُقبل كليهما.
أدوات النفي
للكشف عن الفرق بين النفي والنهي، من المهم التعرف على أدوات كل منهما. وتنقسم أدوات النفي إلى ثلاثة أنواع:
أدوات النفي الخاصة بالأفعال
- تقوم هذه الأدوات بدخول الجملة الفعلية فقط، ومنها:
- لن: تنفي الفعل في المستقبل وتدخل على الفعل المضارع، مثل: “لن يدخل الجنة مشرك.”
- لم: تُستخدم كأداة نفي جازمة، تُنفي حدوث الفعل في الماضي، كما في “لم يكتب محمد الدرس.”
- لما: تنفي الفعل في الماضي المتصل بالزمن الحالي وتهتم بالفعل المضارع، مثل: “لما يلعب محمد بالكرة.”
أدوات النفي الخاصة بالأسماء
- تختص هذه الأدوات بنفي الجملة الاسمية:
- لات: تُستخدم لنفي وقوع الجملة الاسمية، مثل “فنادوا ولات حين مناص.”
- هناك أدوات نفي تُستخدم مع الأسماء والأفعال معًا، حيث يمكنها نفي كلا النوعين:
لا النافية
تتنوع أنواع “لا” النافية:
لا النافية للجنس
- تشبه إن الناسخة، مثلاً: “لا تلميذ بالمدرسة.”
لا النافية للوحدة
- تشبه ليس في عملها، مثل: “لا شيء على الأرض.”
لا النافية للعاطفة
- كما في: “الذي جاء أحمد لا خالد.”
لا النافية الجوابية
- تستخدم في إجابة الأسئلة بـ “هل”، مثل: “هل جاء خالد؟ لا.”
لا النافية المهملة
- ليس لها عمل، مثل: “لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر.”
لا النافية المعترضة
- تأتي بين الجار والمجرور، وأيضًا بين العطف والمعطوف.
ما النافية
تنقسم ما النافية إلى نوعين:
ما العاملة
- وتأتي بمعنى ليس، مثل قوله تعالى: “فلما رأينه أكبرنه.”
ما المهملة غير العاملة
- مثل قوله تعالى: “وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله.”
إن النافية
تنقسم أيضًا إلى نوعين:
إن العاملة
- تعمل كعمل ليس.
إن المهملة
- ليس لها عمل، مثل قوله تعالى: “وليحلفن إن أردن إلا الحسنى.”
ليس النافية
لها نوعان أيضًا:
ليس العاملة
- من أخوات كان، مثل: “ليس محمد شاعراً.”
ليس المهملة
- لا عمل لها، مثل: “ليس ينبغي لك أن تقول غير الحق.”
أدوات النهي
- يختص النهي بأداة “لا” الناهية، والتي تدخل على الفعل المضارع وتجزمه، وعلامة جزمه السكون، مثل: “لا تقطف الزهرة.”
- يختلف النهي عن النفي في كونه يستند إلى أداة واحدة فقط، وهي “لا”، بينما يحتوي النفي على أدوات متعددة.
الفرق بين “لا” النافية و”لا” الناهية من حيث المعنى
- يمكن التفريق بينهما حسب المعنى؛ فإذا كانت الجملة تشير إلى النهي عن القيام بشيء، فهي “لا” الناهية، أما إذا كانت تنفي حصول الفعل، فهي “لا” النافية.
- فمثلاً: “لا تكذب محمداً” هي هنا ناهية، بينما “لا يكذب محمد” تعتبر نافية.
الفرق بين “لا” النافية و”لا” الناهية من حيث الإعراب
لا تكذب محمدا
- إعرابها: “لا”: حرف نهي وجزم، و”تكذب”: فعل مضارع مجزوم، والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت، و”محمداً”: مفعول به منصوب.
لا يكذب محمد
- إعرابها: “لا”: حرف نفي مبني على السكون لا محل له من الإعراب، و”يكذب”: فعل مضارع مرفوع، و”محمد”: فاعل مرفوع.
“لا” الناهية
- تدخل على الفعل المضارع وتجزمه، مما يجعل معناها نهياً عن الفعل، وتضفي على الفعل المضارع معنى الاستمرار والمستقبل.
- غالباً ما يبدأ الفعل المضارع الذي تدخل عليه بالتاء، ومن النادر أن يبدأ بالياء أو بالألف أو النون.
أمثلة
- لا تهمل دروسك. لا تنم متأخراً.
- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من كان يؤمن بالله واليوم الآخر، فلا يؤذي جاره.”
“لا” النافية
- تختلف عن “لا” الناهية، حيث يمكنها دخولها على الأفعال والأسماء، دون التأثير في إعراب الفعل.
أمثلة
- لا يكذب محمد. لا أهمل واجباتي.
- أيضاً يمكن استخدامها في الجمل الاسمية، مثل: “لا حياء في العلم.” و”لا منافق محبوب.”
“لا” النافية للجنس
- عند دخولها على الجملة الاسمية، تنصب المبتدأ وترفع الخبر، تماماً كما تفعل “إن” وأخواتها.
شروط عمل “لا” النافية للجنس
- ينبغي أن يكون كل من المبتدأ والخبر نكرة.
- أيضاً، يجب ألا يكون هناك فاصل بين اسمها وخبرها.
- ينبغي ألا يدخل عليها حرف جر.
مثال
- لا ماء في البيت.
أسلوب النفي والنهي للأطفال
- لفهم الفرق بين النفي والنهي، يجب على الطفل معرفة معنى الجملة في كلا الأسلوبين، حيث يُعتبر فهم المعنى أمراً ضرورياً لتمييز بينهما، خاصة في استخدام “لا”.
- تعد باقي الأدوات واضحة، حيث تستخدم فقط للنفي، بينما يُحدث الخلط عند الأطفال عند استخدام “لا”، لذا ينبغي عليهم فهم المعنى لتفريق بين الطريقتين.
- تُعتبر اللغة العربية من أرقى اللغات التي تحمل معاني متعددة وتتميز بأساليبها العميقة والمتنوعة، مما يستدعي ضرورة دراستها بعمق وفهمها بدقة.
