الفروق بين المجاز والاستعارة في اللغة العربية

نستعرض في هذا المقال الفرق بين المجاز والاستعارة، حيث يقع العديد من الأفراد في حيرة عند التمييز بينهما. سنقوم بتوضيح هذه الفروق بطريقة مبسطة، مع تسليط الضوء على العلاقات التي تميز المجاز عن الاستعارة.

كما أن للاستعارة نوعان رئيسيان، دعونا نأخذكم في جولة مختصرة للتعرف على كل ما يتعلق بهذا الموضوع بشكل مفصل.

الفرق بين المجاز والاستعارة

يواجه الكثير من الطلاب صعوبة في التفريق بين المجاز والاستعارة، لذا نقدم لكم التفصيل في النقاط التالية:

  • المجاز يعتبر أوسع وأكثر شمولية من الاستعارة، حيث أن كل استعارة هي نوع من المجاز، لكن ليس كل مجاز هو استعارة.
  • الاستعارة تمثل نوعًا من المجاز، إذ ينقسم المجاز إلى نوعين: المجاز اللغوي الذي يشمل الاستعارة، والمجاز المرسل الذي تكون علاقته غير المشابهة.
  • المجاز يعني استخدام كلمة للدلالة على معنى مختلف عن المعنى الأصلي.
  • بينما الاستعارة تعتبر تشبيهًا من خلال حذف أحد طرفيه، إما المشبه أو المشبه به.
  • على سبيل المثال، عبارة “الأسد حيوان مفترس” تعتبر تعبيرًا حقيقيًا.
  • في مقابل ذلك، عندما نقول “إن الملاكم كالأسد”، فإن الأسد هنا يمثل المشبه به، والملاكم هو المشبه، مما يشير إلى وجود تشبيه.
  • وعند قولنا “قام الأسد بإسقاط خصمه على الحلبة”، تم تشبيه الملاكم بالأسد، حيث أن الحلبة تشير إلى موقع العمل، وهذا يعتبر استعارة تصريحية.
    • مثال آخر هو “إن الملاكم قام بافتراس خصمه سريعًا”، حيث أن كلمة “افتراس” تعبير مجازي، لأنها ليست صفة يملكها الملاكم بل تشير إلى تشبيه تم فيه حذف المشبه به، وهي استعارة تصريحية.
  • يوجد أيضًا المجاز المرسل الذي يتضمن ثمانية أنواع.
  • بالإضافة إلى ذلك، يوجد المجاز العقلي الذي لا ينتمي إلى المجاز اللغوي، حيث يتم فيه انتساب العمل لغير صاحبه، مثل “قام المهندس ببناء البرج” حيث يعني أنه قام بتصميم البرج والإشراف عليه.

ما هو المجاز المرسل؟

بعدما تم التعرف على الفرق بين المجاز والاستعارة، دعونا نتحدث عن مفهوم المجاز المرسل بشكل مفصل:

  • المجاز المرسل هو استخدام اللفظ للدلالة على معنى غير المعنى الظاهر، مما يعني تغيير المعنى الحرفي للجملة بمعنى آخر.
  • عادة ما يرتبط المجاز المرسل بمعنى غير مباشر عن المعنى الحرفي.
  • تكمن جمالية المجاز المرسل في دقته وإثارته وإيجازه.
  • سُمي بالمجاز المرسل لأنه لا يرتبط بعلاقة واحدة فقط.

علاقات المجاز المرسل

توجد العديد من العلاقات والأنواع المرتبطة بالمجاز المرسل، وسنستعرضها في النقاط التالية:

العلاقة الجزئية

تستخدم هذه العلاقة للتعبير عن الجزء مع إرادة الكل، مثل:

  • في قوله تعالى “فتحرير رقبة مؤمنة”، كلمة “رقبة” هنا تعبر عن مجاز مرسل حيث تشير إلى الكل، أي الشخص المؤمن.
  • مثال آخر هو “أرسلنا على الأعداء عينًا”، حيث تشير كلمة “عين” إلى الجاسوس باستخدام جزء من الجملة.

العلاقة الكلية

في هذه العلاقة، يتم الإشارة إلى الكل مع إرادة الجزء، مثل:

  • مثال “شربت مياه النيل”، حيث المجاز هنا يعني ماء النيل ككل، مع الإشارة إلى جزء منه وهو كوب ماء.

العلاقة المحلية

تعبر هذه العلاقة عن المكان وتقوم على إشارة إلى ما يجري داخل هذا المكان، مثل:

  • قول الله تعالى “واسأل القرية”، حيث “القرية” تعني أهلها الذين يقيمون في داخلها.

العلاقة الحالية

تستخدم هذه العلاقة في التعبير عن شيء أو شخص داخل مكان بمراد نفس المكان، مثل:

  • قال الله تعالى “إن الأبرار لفي نعيم”، حيث النعيم تعني الجنة، مما يجعل النعيم مرتبطًا بالجنة.

العلاقة السببية

تستخدم هذه العلاقة عند التعبير عن السبب بمسبب شيء، مثل:

  • “للوالدين يد علي”، فـ “يد” هنا تعني العطاء والفضل، ويتم التعبير بالسبب عن المسبب.

العلاقة المسببية

تستخدم هذه العلاقة عندما يتم تسمية شيء وفقًا لمسببه، مثل:

  • قال الله سبحانه وتعالى “هو الذي يريكم آياته وينزل لكم من السماء رزقًا”، فـ “الرزق” هنا يتبع المطر كمسبب له.

علاقة اعتبار ما كان

تستخدم هذه العلاقة فيها تعبير عن الماضي وتأثيره على الحاضر، مثل:

  • عبارة “لبسنا قطنًا” تشير إلى الملابس التي كانت مصنوعة منه.

علاقة اعتبار ما سيكون

تستخدم هذه العلاقة عند إشارة إلى المستقبل في الحاضر، مثل:

  • قول الوالد لابنه “يا دكتور”، حيث اللقب يشير إلى ما سيصبح عليه الابن في المستقبل.

ما هي الاستعارة؟

الاستعارة لها معنى محدد نستعرضه في النقاط التالية:

  • الاستعارة تمثل تشبيهًا يعبر عن حذف أحد أطرافه، سواء كان مشبهًا أو مشبهًا به.
  • علاقة الاستعارة عادة ما تكون من باب المشابهة.
  • يجب أن تتواجد الأطراف الأساسية في التشبيه، وإذا تم حذف أحدهما تتحول إلى استعارة.

ما هي أنواع الاستعارة؟

هناك نوعان رئيسيان من الاستعارة: الاستعارة المكنية والاستعارة التصريحية، وسنوضح كل منهما فيما يلي:

الاستعارة المكنية

الاستعارة المكنية تعني حذف المشبه به، مع الإشارة إليه من خلال أحد صفاته، مثل:

  • عبارة “شاخ الزمان” تشير إلى تشبيه الزمان بإنسان تقدم في السن، مع حذف الإشارة الواضحة للإنسان.

الاستعارة التصريحية

الاستعارة التصريحية تعني حذف المشبه مع ذكر المشبه به بشكل صريح، مثل:

  • قال الله تعالى “كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور”، حيث تم إشارة الكفر كظلام والإيمان كنور، مع حذف المشبه هنا.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *