يعتبر النوم المتقطع موضوعًا هامًا في علم النفس، وقد أصبح من الظواهر الشائعة في عصرنا الحديث، حيث يعاني منه العديد من الأشخاص، إذ نستشهد بكثير من الحالات التي يجد فيها الأفراد أنفسهم مستيقظين في ساعات متأخرة من الليل دون سبب واضح. وقد أظهرت الدراسات وجود عدة عوامل تؤدي إلى هذه الظاهرة، مما يؤدي إلى بقاء الفرد مستيقظًا حتى ساعات الصباح الباكر.
تؤثر هذه الحالة سلبًا على الصحة العامة، مما يعوق الفرد عن أداء المهام اليومية بصورة فعّالة وينقص من مستوى أدائه الذهني وتركيزه. وبما أن ذلك يسبب شعورًا بالإحباط، سنتناول في هذا المقال تفاصيل حول النوم المتقطع وطبيعته النفسية.
أسباب النوم المتقطع
- يستعرض الكثيرون تجاربهم حول الاستيقاظ ليلاً مع الاستمرار في اليقظة حتى الفجر.
- هذا يسلبهم ساعات الراحة الليلية الحيوية، التي تُعتبر ضرورية لتعزيز هرمون النمو.
- كما أنها تحفز هرمونات فقدان الوزن وتساهم في تجديد الخلايا وتعزيز الأداء العقلي والبدني، مما يعزز النشاط العام للجسم.
- يؤدي هذا إلى تحسين الكفاءة العامة والحفاظ على نضارة البشرة من علامات التقدم في السن.
- للأسف، يحرَم الجسم من هذه الفوائد عند الاستيقاظ ليلاً والمكوث مستيقظًا حتى الصباح.
- أشارت الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة على عينة من 9937 شخصاً في دراسات متخصصة في علم النوم إلى أن أكثر من 40% من المشاركين يستيقظون في منتصف الليل بمعدل يتجاوز الثلاث مرات أسبوعيًا، كما أن نسبة مشابهة تواجه صعوبة في النوم.
- فما هي أسباب النوم المتقطع؟ لنستعرض بعضها فيما يلي:
زيادة التبول الليلي
- تعتبر كثرة التبول ليلاً أحد الأسباب الرئيسية للاستيقاظ المتكرر. هناك عدة محفزات لهذا العرض، بما في ذلك:
- خلل في توازن كميات المياه في الجسم.
- في حالات شرب كميات كبيرة من الماء دون وجود ما يعادله من الأملاح، يقوم الجسم بطرد الماء الزائد.
- أوضح جوناثان ستيل أنه يُنصح بتناول المشروبات قبل النوم بنحو نصف ساعة، وخلط كمية صغيرة من ملح البحر غير المعالج في كوب ماء صغير.
- يساعد هذا في احتفاظ الجسم بالماء ويقلل من الحاجة للتبول ليلاً.
درجة حرارة الغرفة المرتفعة
- أشارت مؤسسة النوم الوطنية إلى أن النوم في بيئة ذات درجات حرارة مرتفعة يمكن أن يسبب القلق ويؤثر سلبًا على النوم.
- يقترح الدكتور ليفي، طبيب الرعاية الأولية في مركز مريسي في بالتيمور، الحفاظ على درجات حرارة معتدلة والنوم في بيئة مريحة.
- يمكن أن يساعد الاستحمام بماء دافئ على رفع درجة حرارة الجسم، وعند الخروج، سيشعر الجسم بأن الغرفة أكثر برودة مما يسهل عملية النوم.
الاكتئاب
- يعتبر الاكتئاب واحدًا من الأسباب المحتملة للنوم المتقطع، حيث تُظهر الأبحاث أن حوالي 17% من النساء يعانين درجات متفاوتة من الاكتئاب.
- تشمل أعراض الاكتئاب الأفكار السلبية، التوتر، القلق، الآلام الجسدية وانخفاض الطاقة العامة.
- أوضح الدكتور ارتي غوبتا، أخصائي علم النفس في بالو ألتو، أن العلاقة بين الاكتئاب والنوم المتقطع ليست واضحة دائمًا.
- إذ أن وجود عادات نوم غير صحية كالاكتئاب، يؤدي إلى الاستيقاظ في منتصف الليل وعدم القدرة على النوم بشكل منتظم.
- لكن، يمكن أن يُحسن استشارة طبيب مختص من الوضع ويحقق الرعاية اللازمة.
إدمان وسائل التواصل الاجتماعي
- يشعر الكثيرون بالانجذاب لوسائل التواصل الاجتماعي قبل النوم، مما يعيق قدرتهم على الاسترخاء.
- أظهرت الدراسات في جامعة جون كارول بولاية أوهايو أن الضوء الأزرق المنبعث من الأجهزة اللوحية يؤثر على إنتاج هرمون الميلاتونين، المسؤول عن النوم.
- لذا، يُفضل تقليل إضاءة الغرفة والابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل الخلود للنوم، وإغلاقها تمامًا إن أمكن.
التقدم في السن
- يمتلك كل إنسان ساعة بيولوجية فريدة تحدد أوقات النوم والاستيقاظ.
- لكن مع بلوغ منتصف العمر، يحدث تغير فيه، حيث تبدأ ساعات النوم بالتناقص. تظهر الدراسات أن السبب الدقيق لا يزال غير معروف.
- لكن النتيجة هي الاستيقاظ بمعدل أكبر نتيجةً لتقدم السن.
- أوضح الدكتور هانز فان دونغن مدير مركز أبحاث النوم أن الأشخاص في عمر الستين يعانون من الاستيقاظ ليلاً دون سبب واضح.
- لذا، يُفضل النوم قبل المعتاد بساعتين لتعويض نقص النوم.
مشاكل التنفس أثناء النوم
- تُعَد مشاكل الأنف والصدر مثل الحساسية واحتقان الأنف من الأسباب الشائعة للاستيقاظ الليلي.
- هذا يحدث بسبب نقص كميات الأكسجين، مما يؤدي إلى الاستيقاظ كحالة استجابة طبيعية.
- ليست فقط مشاكل الأنف هي السبب، بل هناك أيضًا عيوب جسدية يمكن أن تؤدي إلى الانقطاع في النوم.
- لذا، من الأفضل النوم على أحد الجانبين لتحسين تدفق الأكسجين وتقليل فرص الاستيقاظ.
انقطاع التنفس أثناء النوم
- يُعاني الأشخاص الذين يواجهون السمنة المفرطة من انقطاع التنفس أثناء النوم، مما يؤثر غالبًا على الرجال بشكل أكبر.
- بينما قد يعاني النساء نتيجة لأعراض متعلقة بانقطاع الطمث.
- تُعتبر المشاكل النفسية من الأسباب المحتملة أيضًا، لذا يُوصى بالتحدث مع متخصصين للتعامل مع المخاوف النفسية.
خلل في نشاط الغدة الدرقية
- عندما يحدث كسل أو فرط في نشاط الغدة الدرقية، قد تظهر اضطرابات في النوم.
- في حالات فرط النشاط، يزداد إنتاج الأدرينالين مما يؤدي إلى القلق وزيادة فرص الاستيقاظ ليلاً، بينما يسبب الكسل انقطاع النفس.
- من المهم استشارة طبيب مختص لإجراء الفحوصات اللازمة، ومعرفة حالة الغدة الدرقية.
الإجهاد والقلق
- يلعب الضغط النفسي والتوتر دورًا كبيرًا في النوم المتقطع.
- يؤدي القلق إلى تنشيط مناطق في الدماغ ترتبط بالإثارة، مما يُكرر حلقات الأرق.
- لحل هذه المشكلة، يجب محاولة التخلص من مسببات الضغط النفسي، واتباع أساليب الاسترخاء والعلاج النفسي والسلوكي لتحسين نمط النوم.
الحموضة والحرقة
- تُعتبر مشكلة ارتجاع المريء، الذي يتسبب في رجوع سوائل المعدة لأعلى، أحد العوامل التي تعيق النوم.
- يمثل الحمض الموجود في تلك السوائل مصدر للحموضة مما يؤدي لحرقة في الصدر وصعوبة النوم ليلاً.
- تُعتبر الأدوية الخاصة بعلاج هذه الحالة مفيدة، بالإضافة لتجنب الأطعمة الحامضة والدهنية قبل النوم.
نقص فيتامين د
- الأشخاص الذين يعانون من الأمراض القلبية والسرطانية يظهر عليهم نقص في فيتامين د، مما يسبب النوم المتقطع.
- من الضروري تناول مكملات فيتامين د، مع التعرض للشمس لتحفيز إنتاجه في الجسم.
- يُنصح أيضًا بتناول أطعمة غنية بفيتامين د مثل الأسماك الدهنية، البيض، والحليب.
لا تفوت هذا: