من هو أول من قام بالدوران حول الأرض؟
قبل حوالي 500 عام، بدأ المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان رحلة تاريخية حول العالم. بدأت هذه الرحلة من أوروبا نحو جزر التوابل، ثم توجه شرقا عبر المحيط الهندي، وأكمل اتجاهه غربا إلى الفلبين. ومع ذلك، لم تبدأ وتنتهي رحلته في نفس النقطة، حيث فقد حياته بينما كان على متن سفينته في طريقه إلى الأسطول الغربي. وبعد وفاته، أكمل عبده إنريكي الرحلة ووصل إلى نقطة الانطلاق، مما يجعله أول شخص فعلًا يدور حول الأرض. كما كانت الرحلة إلى الفلبين فرصة لإنريكي للتواصل مع السكان المحليين وفهم لغتهم، مما يشير إلى أنه نشأ هناك.
وُلد ماجلان في البرتغال وكان ملاحًا ومستكشفًا بارعًا. كان هدفه الوصول إلى جزر التوابل في جنوب شرق آسيا عن طريق الإبحار غربًا عبر المحيط الأطلسي، متجاوزًا أمريكا الجنوبية، ثم الإبحار من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهادئ. ارتبط اسم ماجلان بالمضيق الذي اكتشفه في أمريكا الجنوبية. بدأت رحلته من إسبانيا عام 1519 بخمس سفن و260 رجلاً. وتوفي في 27 أبريل 1521 في جزيرة ماكتان بالفلبين، ليواصل خوان سيباستيان دي إلكانو قيادة السفن إلى إسبانيا، ويعتبر أول أوروبي يكمل رحلة حول العالم. ومع ذلك، فإن أول من دار حول الأرض فعليًا هو الماليزي عبد إنريكي.
ملخص القصة!
انطلق المستكشف البرتغالي فرديناند ماجلان في رحلته حول العالم سعيًا للشهرة والثروة، حيث بدأت رحلته من إسبانيا عام 1519 بأسطول مكون من خمس سفن بهدف اكتشاف طريق بحري غربي يؤدي إلى جزر التوابل. خلال رحلته، اكتشف ما يعرف اليوم بمضيق ماجلان الذي يقع بين المحيطين الأطلسي والهادئ، واعتبر أول أوروبي يعبر المحيط الهادئ. وبسبب صعوبة الرحلة، عادت سفينة واحدة فقط و18 شخصًا من أصل 270، بعد ثلاث سنوات، وقُتل ماجلان خلال معركة مع الفلبينيين.
حقائق تاريخية مثيرة!
هناك عدة مفارقات تاريخية طرأت خلال رحلة ماجلان:
- وُلد ماجلان وعاش في البرتغال، لكنه أبحر تحت راية إسبانيا.
- رغم اعتراف الجميع بكونه قائدًا بارعًا، إلا أن طاقمه لم يكن يحبوه.
- بدأ الرحلة بهدف الإبحار حول العالم، لكنه لم يُكملها بنفسه، بل أكملها أحد أعضاء طاقمه.
- اسم ماجلان الحقيقي لم يكن ماجلان.
- أحدثت رحلته تغييرات جذرية في العالم.
- حوّل ماجلان الرحلة من رحلة تجارية إلى سلسلة من مواجهات وتحديات مع عالم جديد.
- استقبل خوان دي إلكانو كالبطل رغم أنه انضم للرحلة لتجنب العقوبة، حيث حصل على لقب نبيل.
- تعرض ماجلان لظروف صعبة مع البرتغاليين الذين اعتبروه خائنًا بسبب قيادته طاقمًا يتكون معظمه من الإسبان.
- اكتشف طريقًا بحريًا غربيًا إلى جزر التوابل، لكن لم تستخدمه إسبانيا في التجارة لسنوات عديدة، حيث كانت مشغولة بالاستيلاء على أراضي في أمريكا الجنوبية، إذ كان من الأنسب للبرتغاليين الإبحار حول رأس الرجاء الصالح في أقصى جنوب إفريقيا.
ماجلان قبل عام 1519؟
حياته المبكرة ونشأته
وُلِدَ فرديناند ماجلان في عام 1480 في سابروسا بالبرتغال، لعائلة نبيلة. عند بلوغه الثانية عشر من عمره، انتقل مع شقيقه ديوغو إلى لشبونة حيث انضما إلى بلاط الملكة ليونورا. وقد درس هناك رسم الخرائط والملاحة بجد وطور مهاراته في مجال الاستكشاف البحري. في عام 1505، كُلف هو وشقيقه بالمشاركة في أسطول برتغالي متوجه إلى الهند. خلال السنوات السبع التالية، شارك ماجلان في عدة رحلات استكشافية في الهند وإفريقيا واشتبك في عدة معارك. وفي عام 1513، انضم إلى أسطول مكون من 500 سفينة و15,000 شخص متجهًا إلى المغرب، وذلك بعد الضغط على الحاكم المغربي لدفع الجزية للإمبراطورية البرتغالية، حيث انتصر البرتغاليون بسهولة ووقعت له إصابة خطيرة في إحدى المواجهات.
انتقاله من البرتغال إلى إسبانيا
انتقل ماجلان إلى إسبانيا عام 1517 بعد رفض الملك البرتغالي مانويل دعمه لمشروع رحلته غربًا إلى جزر التوابل. في نفس العام، انخرط في عائلة ديوغو باربوسا، وتزوج من ابنته، وبفضل العلاقات العائلية القوية، تم تقديم ماجلان إلى الضباط المسؤولين عن الاستكشاف البحري في إسبانيا. كما قابل الملك تشارلز الأول الذي منحه دعمه. وذُكر أن سبب مغادرة ماجلان للبرتغال كان اتهامه بالتجارة غير المشروعة مع المغاربة، وعلى الرغم من إنكاره القاطع لهذه الادعاءات، فقد فقد ماجلان منصبه وفرص العمل المستقبلية في البرتغال.
الأسباب والمبررات
كيف أقنع ماجلان البلاط الإسباني بتمويل بعثته؟
أقنع الملك تشارلز بتمويل بعثة ماجلان من خلال الإشارة إلى معرفته الواسعة في رسم الخرائط والملاحة، بالإضافة إلى سنوات من التجربة في الإبحار في المحيط الهندي. وأوضح أنه في حال نجاحه، ستحقق إسبانيا ثروات من سلع الشرق، بينما أكد أنه سيواصل استكشافات فاسكو الذي دعمته إسبانيا فيما مضى، على أن خطته تتبع نهج المستكشفين الأوائل مثل كريستوفر كولومبوس لاستعادة السيطرة على تجارة التوابل.
أسباب اهتمام أوروبا بالشرق
تشمل أسباب اهتمام أوروبا بشرق العالم النقاط التالية:
- التنافس بين البرتغال وإسبانيا للسيطرة على تجارة التوابل في جزر الهند الشرقية، خاصةً جزر التوابل.
- الأهمية الاقتصادية للتوابل، حيث كان القرنفل واحدًا من أغلى التوابل وكان له فوائد صحية مزعومة، مما جعله موردًا اقتصاديًا مهمًا.
- معاهدة تقسيم العالم التي وقعت بين إسبانيا والبرتغال، والتي تحددت بموجبها الحدود بين المناطق التي تخضع لكل منهما، مما دفع البلاط الإسباني للتفكير في كيفية استعادة ثروات الشرق عبر محاور جديدة بعيدة عن طرق التجارة التقليدية.