تعريف بصلاح الدين الأيوبي
وُلد صلاح الدين يوسف بن أيوب عام 1137 ميلادي في مدينة تكريت الواقعة في بلاد الرافدين، وتوفي في عام 1193 ميلادي في مدينة دمشق بسوريا. يُعتبر صلاح الدين الأيوبي حاكماً مسلماً بارزاً نجح في إدارة العديد من المناطق بما في ذلك سوريا، اليمن، فلسطين ومصر. اشتهر بشكل خاص بحروبه ضد الصليبيين، حيث يُعد انتصاره في معركة حطين عام 1187 ميلادي من أعظم إنجازاته، إذ كان ذلك النصر مفتاح الفتح الإسلامي لمدينة القدس وعدد من المدن الأخرى في الأراضي المقدسة بالشرق الأدنى.
أهم إنجازات صلاح الدين
أسس صلاح الدين الأيوبي الدولة الأيوبية في عام 569هـ، وقادها لمدة عشرين عاماً. ومن بين أبرز إنجازاته:
- استطاع توحيد العديد من الدول بما في ذلك مصر والشام، وقيادة الجهاد ضد الصليبيين، محققاً انتصارات ملحوظة.
- ساهم صلاح الدين في بناء دولة قوية ومهيمنة تمتد سيطرتها لتغطي مصر، والشام، والحجاز، واليمن، وأجزاء من العراق، وتركيا، وكذلك بعض المناطق في ليبيا والنوبة.
- شغل منصب الوزير في مصر، حيث تمكن من تجاوز التحديات الداخلية والخارجية، كما أسس مؤسسات تعليمية رائدة مثل المدرسة الناصرية والكاملية، مما ساهم في تعزيز مذهب أهل السنة.
- استفاد صلاح الدين من ثروات مصر الاقتصادية التي كانت الداعم المالي الرئيسي لغزواته في سوريا، ثم استخدم موارد سوريا ليتوجه نحو شمال بلاد الرافدين، مما ساعده على انتزاع السيطرة على المدن الصليبية الممتدة على الساحل الشرقي.
- عاش صلاح الدين في القدس حتى بلغ السابعة والخمسين، حيث وُجه جهوده لتنظيم الشؤون الإدارية في فلسطين، وكان يقضي معظم وقته في الصيد أو مناقشة القضايا الدينية مع العلماء.
نشأة صلاح الدين الأيوبي
نشأ صلاح الدين الأيوبي في عائلة ذات أصول كردية، وكان والده حاكماً لقلعة تكريت. وعلى الرغم من ذلك، اضطر والده إلى مغادرة تكريت بعد ولادته، مما أدى إلى انتقالهم إلى الموصل حيث استضافهم عماد الدين الزنكي، الأمر الذي أتاح لصلاح الدين بيئة مثالية للتربية. هنا، تلقى تدريبات عسكرية على فنون القتال والفروسية، وغرس في نفسه حب الجهاد، كما حفظ القرآن الكريم والحديث الشريف وتعلم اللغة العربية.
رحيل صلاح الدين الأيوبي
توفي صلاح الدين الأيوبي عام 1193 ميلادي بعد إصابته بحمى صفراء استمرت لاثني عشر يوماً، تاركاً وراءه دولة واسعة وسبعة عشر ولداً وبنتاً واحدة. خلال حياته، قام صلاح الدين بتوزيع الأقاليم التي سيطر عليها بين أبنائه، مما منحهم سلطات واسعة للسيطرة. ولكن بعد وفاته، بدأت الدولة تشهد تراجعاً ملحوظاً واندلعت نزاعات داخلية بين أفراد الأسرة الأيوبية، مما أضعف الدولة.