أول من عمل على تنقيط القرآن الكريم
تباينت آراء العلماء حول أول شخص قام بتنقيط القرآن الكريم، حيث أشار البعض إلى أبو الأسود الدؤلي، بينما ذكر آخرون نصر بن عاصم، أو يحيى بن يعمر، أو الخليل بن أحمد. ولكن الرأي الأرجح هو أن أبو الأسود الدؤلي هو أول من أسس نظام التنقيط للقرآن بأمر من زياد بن أبيه والي البصرة في العهد الأموي. وقد قسم العلماء عملية التنقيط إلى نوعين، وهما:
- نقط الإعراب: وهي تشير إلى الحركات مثل الضمة والفتحة والكسرة، وتعرف أيضًا بالضبط، وهو النظام الأول لتنقيط حروف القرآن الذي أرساه أبو الأسود الدؤلي.
- نقط الإعجام: وهذه تستخدم للتمييز بين الحروف المتشابهة في الشكل، مثل الباء والتاء، أو الحروف القريبة، مثل الفاء والقاف. وكان نظام الضبط الثاني للمصحف بفضل جهود نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر.
أسباب تنقيط حروف القرآن
تكفل الله بحفظ القرآن الكريم كما جاء في قوله: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ). وكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند نزول الآيات يأمر الصحابة بتدوينها في أماكن محددة دون استخدام النقاط أو التشكيل. ومع انتشار الإسلام وتزايد الفتوحات الإسلامية في عهد الخليفة علي بن أبي طالب، أسلم الكثير من غير العرب، مما أدى إلى حدوث أخطاء في قراءة القرآن. وقد لفت أبو الأسود الدؤلي الانتباه إلى هذه الظاهرة، وخاطب الخليفة بشأنها، فعلمه أساسيات النحو. ومن ثم، وضع أبو الأسود نظام التنقيط لتسهيل القراءة، مع وضع النقطة للدلالة على الحركات: فوق الحرف للدلالة على الفتحة، وأمامه للدلالة على الضمة، وتحت الحرف للدلالة على الكسرة. واستمرت هذه الطريقة حتى جاء الخليل بن أحمد الفراهيدي الذي قام بتطوير النظام، حيث استخدم علامة الألف الممدودة فوق الحرف للدلالة على الفتحة، وتحتها للدلالة على الكسرة، ورأس الواو الصغيرة للدلالة على الضمة.
آداب تلاوة القرآن الكريم
من المستحسن أن يلتزم قارئ القرآن بمجموعة من الآداب، مثل: استحضار النية الصادقة والمخلصة لله، واستخدام السواك، والحرص على الطهارة، والاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم. كما ينبغي الخشوع والتأمل أثناء القراءة، وترتيل الآيات مع البكاء، وطلب الرحمة من الله عند التلاوة، والاستعاذة من عذاب ذكره، والسجود عند آيات السجود.
