يُعتبر الشيخ عبد الحميد كشك (عالم وداعية مصري) أحد الأعلام البارزين في الدعوة الإسلامية. درس في الأزهر الشريف وكلية أصول الدين، وتم تعيينه إمامًا في العديد من مساجد الأوقاف.
أصبح الشيخ كشك فيما بعد خطيبًا له تاريخ مشرق، وقد أُطلق عليه لقب “فارس المنابر”. عاش الشيخ كشك متمتعًا بالشجاعة في الحق، حيث لم يتردد في التعبير عن آراءه على الرغم من تعرضه للاعتقال وظروف الإقامة الجبرية التي عاشها حتى وفاته.
نبذة عن الشيخ عبد الحميد كشك
يُعتبر اسم الشيخ كشك رمزًا في المنابر المصرية، فقد كان يمتلك صوتًا جهوريًا قويًا في الدفاع عن الحق. فيما يلي أبرز المعلومات عنه:
- الاسم الكامل: عبد الحميد عبد العزيز محمد كشك.
- وُلِد عام 1933 في بلدة شبراخيت بمحافظة البحيرة.
- نشأ الشيخ كشك في أسرة متواضعة تعاني من الفقر.
- فقد بصره في سن السادسة نتيجة مرض الرمد.
- أتم حفظ القرآن الكريم خلال دراسته في المعهد الديني بالإسكندرية.
- يُعتبر عمه الشيخ عبد الفتاح من الشخصيات المعروفة في البلدة، حيث عمل كمأذون.
- ألقى أول خطبة له في سن السادسة عشر في المسجد البحري.
- التحق بالأزهر الشريف ونجح في اجتياز هذه المرحلة بتفوق، ثم التحق بكلية أصول الدين وحصل على درجات عالية.
- عمل على تقديم تفسير كتاب الله بأسلوب مبسط وجديد ومبتكر.
منهج الشيخ كشك في التفسير
اتبعم الشيخ كشك منهجًا متميزًا في تفسير القرآن الكريم، حيث:
- كان يبدأ بتقديم مقدمة صغيرة عن السورة محل التفسير.
- يستعرض مكان نزول السورة، وعدد آياتها وكلماتها، وفضل السورة.
- يُبسط المقصود من السورة بصورة مختصرة.
- يُشير إلى الآيات المتشابهة ورابطها بين السورة وآيات أخرى.
- كان يوضح مناسبة الآيات التي قبلها.
- يقوم بتقسيم السورة إلى عدة مقاطع، مع وضع عنوان لكل مقطع وفقًا للموضوع.
- عند تفسير آية، يُوضح المفردات الصعبة ويقدم الشرح المناسب لها، مع التركيز على سياق الآية.
- كان يستشهد بنصوص من السنة النبوية ومن أقوال الصحابة والعلماء.
مؤلفات عبد الحميد كشك
لقد ترك الشيخ عبد الحميد كشك العديد من المؤلفات القيمة، منها:
- كتاب “حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا”: وهو دعوة للمسلمين لمراقبة النفس، وناقش فيه مسائل شرعية مثل عذاب القبر.
- كتاب “فرسان المنابر”: شرح فيه أصول الدعوة الإسلامية والمبادئ التي يجب أن يتحلى بها الدعاة.
- كتاب “هنا مدرسة محمد صلى الله عليه وسلم”: يركز على شخصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وخاصةً أحداث الإسراء والمعراج.
- كتاب “فتاوى الشيخ كشك”: تطرق فيه إلى العديد من القضايا العقائدية مثل الميراث وغفلة البرزخ.
دروس ومحاضرات الشيخ كشك
حياته كانت مليئة بالدروس والمحاضرات العلمية، وترك لنا مجموعة كبيرة منها، وهذه بعض الأمثلة:
- خطبة “جدّد السفينة فإن البحر عميق”: تتناول ظروف قيام الساعة الكبرى والصغرى، والبعث من القبور.
- درس بعنوان “من دروس الهجرة”: ألقاه في عام 1977، ناقش فيه أسباب هجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
- درس في الاستغفار: يوضح كيفية أن الاستغفار يمكن أن يكون منقذًا للمؤمنين من الذنوب.
كيف أثرت آراء الشيخ كشك على مسيرته؟
نال الشيخ كشك لقب “أسد المنابر” خلال فترة السبعينات لأسباب عدة:
- انتشر صيت خطبه بسبب شجاعته في التعبير عن آراءه الجريئة.
- شكل له جمهور واسع في أنحاء الوطن العربي.
- كان يجرؤ على نقد الساسة والقادة دون خوف، مكتفيًا بخوف الله.
- أدى ذلك إلى صدامه مع القيادات العامة والشخصيات المؤثرة.
- اتهم بتشدد آرائه ضد الفن والفنانين.
- تعرض للاعتقال وصعوبات كثيرة حتى انتهى به المطاف للإقامة الجبرية حتى وفاته في التسعينات.
وفاة الشيخ كشك
بعد مسيرة طويلة في قول الحق، توفي الشيخ عبد الحميد كشك:
- توفي يوم 25 رجب 1417 هجريًا، الموافق 6 سبتمبر 1996.
- مات الشيخ في منزله، وقيل إنه كان يؤدي الصلاة وقت وفاته.
- روى أبناؤه أنه في أواخر أيامه، كان يتجول في المنزل متأملًا في مستقبل الأمة الإسلامية.
- أوصى ابنه بتسليم الأمانات التي كانت لديه لأصحابها، وكأنه يستعد للقاء ربه.
- أخبر زوجته برؤية قبل وفاته، أنه قد توفي ووجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقوم بتغسيله.
- وأضافت زوجته أنه بعد إخبارها بذلك ذهب للصلاة ولم يخرج بعدها، ففاضت روحه ساجدًا في غرفته.
حياة الشيخ عبد الحميد كشك
يُعتبر الشيخ عبد الحميد كشك (المولود في عام 1933) شخصية بارزة في مجال الدعوة الإسلامية في مصر. كان له تأثير كبير في المجتمع المصري والعالم الإسلامي من خلال خطبه ومحاضراته التي تميزت بالقوة والوضوح.
تخرج الشيخ من كلية الشريعة في الأزهر الشريف، وبدأ مسيرته كإمام وخطيب في العديد من المساجد بمصر، وسرعان ما نال شهرة واسعة بفضل خطبه المؤثرة.
حظى الشيخ بقاعدة شعبية كبيرة بين الناس، وكان يُعتبر أحد الدعاة المحبوبين. كما ناضل من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية، ودعا إلى التسامح والوسطية في التعامل مع القضايا الدينية والاجتماعية.
