الزائدة وموقعها في الجسم
تُعرَّف الزائدة (بالإنجليزية: Appendix) على أنها تركيب عضلي رقيق يُشبه الكيس الصغير ويمتد من جزء في الأمعاء الغليظة. تقع الزائدة عادةً في الجزء السفلي الأيمن من البطن، ولكن قد يتغير موقعها في حال انقلاب الأحشاء، ليصبح في الجهة السفلية اليسرى. يبلغ طول الزائدة الدودية حوالي تسع سنتيمترات، بينما يتراوح قطرها ما بين 7 إلى 8 مليمترات. تجدر الإشارة إلى أن الزائدة تندرج ضمن الجهاز الهضمي، وهي مغلّفة بغشاء مخاطي يشبه ذلك الموجود في القناة الهضمية. وتعود التسمية “زائدة دودية” (بالإنجليزية: Vermiform appendix) إلى جذور لاتينية بسبب هيئة الزائدة المشابهة للديدان، كما يُطلق عليها أيضًا اسم الزائدة الأعورية (بالإنجليزية: Cecal appendix).
وظيفة الزائدة
لا تزال وظيفة الزائدة الدودية غير مفهومة بشكل كامل، وهناك مجموعة من النظريات المختلفة حول وظيفتها. يُعتقد أن الزائدة تحتوي على عدد كبير من البكتيريا المفيدة التي تُساعد في إعادة تنشيط الجهاز الهضمي بعد الإصابة بالإسهال. وقد أشارت دراسات إلى دور الزائدة في تعزيز المناعة، نظرًا لاحتوائها على خلايا لمفاوية تُعتبر حاسمة في حماية الجسم من العدوى. يُفترض بعض العلماء أن الزائدة فقدت دورها الأصلي في عملية هضم الطعام مع تطور الإنسان، على أساس عدم ظهور مضاعفات أو مشكلات صحية بعد إزالتها.
التهاب الزائدة
يمكن أن يُصيب التهاب الزائدة (بالإنجليزية: Appendicitis) الأشخاص في أي مرحلة عمرية، إلا أنه الأكثر شيوعًا بين الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و30 عامًا، مع تزايد حدوثه في الذكور. من الضروري مراجعة الطبيب عند ملاحظة أعراض التهاب الزائدة، نظرًا لأن هذه الحالة الطبية يمكن أن تتطور بسرعة إلى حالة طارئة تستدعي التدخل الفوري لتفادي انفجار الزائدة وما يترتب عليه من مضاعفات خطيرة.
أسباب التهاب الزائدة
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى التهاب الزائدة، ومنها:
- انسداد في فتحة الزائدة.
- وجود أنسجة متضخمة في جدار الزائدة نتيجة للعدوى في القناة الهضمية.
- الإصابة بأمراض الأمعاء الالتهابية (بالإنجليزية: Inflammatory bowel disease).
- انسداد تجويف الزائدة بسبب نمو غير طبيعي أو احتباس البراز أو وجود طفيليات.
- تعرض منطقة البطن لإصابة أو صدمة.
أعراض التهاب الزائدة
يُعتبر الألم في منطقة البطن من الأعراض الرئيسية لالتهاب الزائدة، حيث يبدأ الألم بالقرب من السرة ثم ينتقل إلى الموقع الدقيق للزائدة في الجزء السفلي الأيمن، ويزداد الأمر سوءًا خلال الحركات، العطس، والسعال. يبدأ الألم بشكل مفاجئ ويتفاقم خلال ساعات. يُصنف ألم الزائدة كأحد أشد أنواع الألم المرتبطة بمشكلات صحية. تشمل الأعراض الأخرى المصاحبة للالتهاب:
- فقدان الشهية.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- الإسهال أو الإمساك.
- انتفاخ البطن.
- الراحة المؤقتة بعد التغوط.
- صعوبة في إخراج الغازات.
- حمى خفيفة.
تشخيص التهاب الزائدة
لتشخيص التهاب الزائدة، يقوم الطبيب بإجراء فحص بدني للمريض، حيث يُحس بالألم عند لمس منطقة البطن بالجهة اليمنى السفلى، ويتم تقييم وجود انتفاخ أو تصلب يُشير إلى احتمال انفجار الزائدة. تُجرى بعض الفحوصات المخبرية والتشخيصية لاستبعاد أي حالات أخرى مشابهة، وتشمل:
- التعداد الدموي الشامل (بالإنجليزية: Complete blood count) للكشف عن وجود عدوى بكتيرية.
- تحليل البول (بالإنجليزية: Urinalysis) للتأكد من عدم وجود التهاب في المسالك البولية أو حصى في الكلى.
- فحوصات لمنطقة الحوض للتأكد من خلوها من العدوى أو أي مشاكل في الجهاز التناسلي.
- فحص الحمل لاستبعاد حالات الحمل خارج الرحم (بالإنجليزية: Ectopic pregnancy).
- تصوير منطقة البطن باستخدام الأشعة السينية (بالإنجليزية: X-ray)، الفحص المقطعي المحوسب (بالإنجليزية: CT scan)، أو الموجات فوق الصوتية (بالإنجليزية: Ultrasound) للتأكد من عدم وجود خراج.
- تصوير الصدر بالأشعة السينية لاستبعاد وجود التهاب في الرئة الأيمن السفلي.
مضاعفات التهاب الزائدة
إذا لم يُعالج التهاب الزائدة، فإنه قد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل الخراج الزائدي (بالإنجليزية: Appendiceal abscess) والتهاب الصفاق (بالإنجليزية: Peritonitis). يُعتبر التهاب الصفاق حالة خطيرة تحدث عندما تنفجر الزائدة وينتشر الالتهاب في تجويف البطن، وتظهر علامات المرض من خلال الحمى والغثيان والتقيؤ والألم الشديد عند الضغط على البطن.
علاج التهاب الزائدة
يُعتبر شفاء التهاب الزائدة بشكل تلقائي دون الحاجة لعملية جراحية أمرًا نادر الحدوث، إلا في حالات الالتهاب البسيط حيث يُمكن الاكتفاء بتناول المضادات الحيوية فضلًا عن استهلاك الغذاء السائل حتى تختفي الأعراض. في أغلب الأحيان، يتطلب علاج التهاب الزائدة إجراء عملية جراحية تُعرف باستئصال الزائدة الدودية (بالإنجليزية: Appendectomy). في بعض الحالات، قد يحتاج المريض إلى مضادات حيوية لمعالجة الخراج الملتهب، ثم إزالة السوائل المحتجزة بعد ذلك، مع ضرورة إجراء العملية الجراحية عند انفجار الزائدة. هناك نوعان من العمليات: العملية الجراحية المفتوحة التي تستلزم إقامة أطول في المستشفى، والعملية بالمنظار (بالإنجليزية: Laparoscopy) التي تتسم بفترة شفاء أقصر.
الوقاية من التهاب الزائدة
لا توجد طريقة مضمونة لمنع التهاب الزائدة تمامًا، ولكن من الممكن تقليل خطر حدوثه من خلال اتباع نظام غذائي غني بالألياف، والتي توجد في الشوفان، دقيق القمح الكامل، الأرز البني، الفاصولياء، والفواكه.