أتت الشريعة الإسلامية لتعطي الناس مفهوم العقيدة والأسس القانونية التي تؤطر حياتهم، حيث يعتبر الإسلام دين الوسطية والاعتدال، مما يسهل على الأفراد العيش في توازن.
الإسلام وطبيعة الحياة
- قدم الإسلام منهجًا رائدًا يهدف لتوحيد الأمة وجعلها تتكاتف في سبيل الخير، ويمثل الدين الإسلامي أحد أسمى الديانات.
- لا شك أن الدين الإسلامي يسير بنا على طريق الهدى، ويحث على فعل الخير والابتعاد عن المحرمات، مع العمل على إصلاح العالم.
- خلق الله -سبحانه وتعالى- هذا الكون ليكون بمثابة اختبار للدنيا والآخرة، ويجب أن ندرك أن الآخرة هي الغاية الحقيقية، لذا علمنا الإسلام كيفية الحياة بشكل صحيح.
- الدنيا فانية وليست دائمة، وقد حث الله -عز وجل- الإنسان على الإعمار والعمل والعبادة ليفوز بالآخرة.
- الدين الإسلامي يكمل الحياة ويضع قواعد شاملة تنظم كل جوانب الحياة، لذا فإن الإسلام هو جوهر الحياة.
- قال الله -عز وجل- في سورة آل عمران: (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِين).
للمزيد من المعلومات، اقرأ أيضًا:
الإسلام والحياة الاجتماعية
- حدد الإسلام ضوابط وقواعد شرعية تنظّم حياة الناس، بما في ذلك الجوانب الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
- تناول الإسلام العلاقات الاجتماعية، مثل صلة الرحم، وحسن الجوار، وحقوق الأبناء تجاه الآباء، وكذلك حقوق الأزواج.
- كل ما سبق يشكل قواعد حياتية تم تسليط الضوء عليها في الدين الإسلامي من أجل تنظيم المجتمع.
- حث الله -سبحانه وتعالى- الناس على عبادة الله، حيث قال في كتابه الكريم: (وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّـهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ).
يمكنكم الاطلاع على:
الإسلام والاقتصاد
- تناول الإسلام أيضًا النظام الاقتصادي، مشددًا على حفظ المال وبيان حقوق الناس فيه، ووسائل كسبه وحفظه وإنفاقه بشكل حذر.
- كما دعا إلى إعطاء الناس حقوقهم، وحرّم الاحتكار وطرق الكسب غير الشرعية.
- ومن النقاط الهامة التي تناولها الإسلام في الجانب الاقتصادي هي الكيل والميزان، حيث قال الله -سبحانه وتعالى- في كتابه الكريم:
- (إِلَىٰ مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ ۖ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ۚ ذَٰلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ).
- كما أكد الإسلام على حقوق الميراث وكيفية توزيعه بالعدل، كما جاء في قول الله -عز وجل-:
- (يوصِيكُمُ اللَّـهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأنْثَيَيْنِ ۚ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثلثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَه وَلَدٌ ۚ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأمِّهِ الثُّلُث. فَإِنْ كَانَ لَه إِخْوَةٌ فَلِأمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِنَ اللَّـهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا).
كما أدعوك لتتعرف على:
الإسلام والسياسة
- عند مناقشة الحياة السياسية، نجد أن الإسلام شرع نظام حكم استمر لقرون عديدة، ومن المهم أن نفهم كيفية تقديم الدين الإسلامي لرؤيته في هذا المجال.
- تناولت تعاليم القرآن الكريم والسنة النبوية الأمور السياسية وآليات التعامل فيها.
- الكلمة “سياسة” لم ترد بشكل مباشر في القرآن، لكنها تتجلى من خلال العديد من الآيات مثل قول الله -عز وجل-: (فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا)، حيث كلمة “ملك” تشير إلى بعض جوانب السياسة، مما يستوجب علينا التأمل وفهم القرآن الكريم.
- هذا يدل على أن الإسلام تناول الحياة السياسية بشكل غير مباشر، مما يتطلب منا التفاعل الجيد مع النصوص القرآنية لفهم معانيها بشكل عميق.
الإسلام ومصالح الناس
- يُعنى الدين الإسلامي بمصالح الناس، وقد وضع قواعد تُعزز من فائدة معاملة الأفراد لبعضهم البعض.
- أمر الله -سبحانه وتعالى- بأن يكون التعاملات مبنية على الحق والعدل والمساواة، حيث إن الإسلام يمثل قيم الحق ولا يظلم أحد.
- وقد حرمت بعض الأمور لنفع الناس، كتحرير الطعام والشراب وما يتعلق بهما، كما جاء في قوله -عز وجل-: (إِنَّما حَرَّمَ عَلَيكُمُ المَيتَةَ وَالدَّمَ وَلَحمَ الخِنزيرِ وَما أُهِلَّ لِغَيرِ اللَّـهِ بِهِ فَمَنِ اضطُرَّ غَيرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ اللَّـهَ غَفورٌ رَحيمٌ).
- وفي سورة الأنعام، يقول عز وجل: (قُل لا أَجِدُ في ما أوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلى طاعِمٍ يَطعَمُهُ إِلّا أَن يَكونَ مَيتَةً أَو دَمًا مَسفوحًا أَو لَحمَ خِنزيرٍ فَإِنَّهُ رِجسٌ أَو فِسقًا أُهِلَّ لِغَيرِ اللَّـهِ بِهِ فَمَنِ اضطُرَّ غَيرَ باغٍ وَلا عادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفورٌ رَحيمٌ).
- وذكر الله -سبحانه وتعالى- في كتابه العزيز (وَما لَكُم أَلّا تَأكُلوا مِمّا ذُكِرَ اسمُ اللَّـهِ عَلَيهِ وَقَد فَصَّلَ لَكُم ما حَرَّمَ عَلَيكُم إِلّا مَا اضطُرِرتُم إِلَيهِ وَإِنَّ كَثيرًا لَيُضِلّونَ بِأَهوائِهِم بِغَيرِ عِلمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعلَمُ بِالمُعتَدينَ).
- لقد أرسل الله -سبحانه وتعالى- القرآن الكريم ليُعين الناس على فهم كيفية العيش بالشكل الصحيح وفق تعاليم الإسلام، مع العلم أن كل شيء خلقه الله بحكمة وبتقدير.
الإسلام وقيم التسامح
- يُعتبر الإسلام دين التسامح، وقد جاء بدون إكراهٍ لأحد في اعتناقه، حيث قال الله -عز وجل-: (لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَن يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللَّـهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىٰ لَا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّـهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ).
- كما نهى الله -عز وجل- عن التطرف في الدين، حيث قال في كتابه العزيز:
- (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّـهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّـهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّـهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انتَهُوا خَيْرًا لَّكُمْ إِنَّمَا اللَّـهُ إِلَـهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَن يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّـهِ وَكِيلًا).
- كما قال الله -سبحانه وتعالى- في سورة المائدة: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ).
- وحذر الله من التفرق في الدين، حيث قال -عز وجل- في سورة الأنعام: (إِنَّ الَّذينَ فَرَّقوا دينَهُم وَكانوا شِيَعًا لَستَ مِنهُم في شَيءٍ إِنَّما أَمرُهُم إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِما كانوا يَفعَلونَ).
- كما قال -عز وجل-: (نِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ * مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ).
- ختامًا، ورد في سورة الشورى ما يشير إلى أهمية الوحدة: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّـهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ).