الفروق بين الفعل الذي يحتاج إلى مفعول والفعل الذي لا يحتاج إليه

يعتبر الفعل في اللغة العربية عنصرًا أساسيًا يمكن أن يظهر في الزمن الماضي، المضارع، أو بصيغة الأمر. كما يمكن تصنيفه كفعل صحيح أو متنوع، حيث ينقسم إلى نوعين رئيسيين: الفعل اللازم والفعل المتعدي.

تُعدّ معرفة الفرق بين هذين النوعين أمرًا بالغ الأهمية في فهم اللغة وإعراب الجمل بشكل صحيح.

سنتناول في هذا المقال الفروق بين الفعل اللازم والمتعدي بشكل مفصل.

تعريف الفعل اللازم والمتعدي

هناك العديد من الأفراد الذين يجدون صعوبة في فهم معنى الفعل اللازم والمتعدي. لذا، سنعمل على توضيح تعريفاتهما على النحو التالي:

الفعل اللازم

  • الفعل اللازم هو ذلك الفعل الذي يقتصر تأثيره على الفاعل فقط، بمعنى أنه لا يحتاج إلى مفعول به في الجملة. مثال ذلك: “خرج محمد”، “سافر محمد”، “لعب محمد”.
  • نلاحظ أن الفعل اللازم يتواجد في سياق الجملة دون الحاجة إلى مفعول به، مما يجعل المعنى مكتملًا دون أي معلومات إضافية.
  • يطلق العديد من العلماء والأدباء على الفعل اللازم “الفعل القاصر” لأنه يكتفي بالفاعل لوصف الحالة دون الحاجة لمفعول به.

الفعل المتعدي

  • على النقيض، الفعل المتعدي هو الفعل الذي يمتد تأثيره إلى مفعول به. من هنا، يُعرف بأنه “الفعل الواقع” أو “المتجاوز” لأنه يتضمن تأثيرًا مباشرًا على المفعول به، كما في المثال: “فتح عمرو مصر”.
  • يتسم الفعل المتعدي بقدرته على نصب أكثر من مفعول به في الجملة.
  • أحد الأمثلة المهمة التي توضح ذلك هو: “أكلت القطة الفأر”، حيث إن وجود مفعول به يجعل الجملة مفهومة पूरा.

الفروق بين الفعل اللازم والمتعدي

للتفريق بين الفعل اللازم والمتعدي وتحديد متى نستخدم كل منهما، من الضروري التعرف على الاختلافات بينهما، وتظهر على النحو التالي:

الفعل المتعدي

كما سبق ذكره، الفعل المتعدي يحتاج إلى مفعول به للحصول على المعنى الكامل للجملة. وينقسم الفعل المتعدي إلى أربعة أقسام رئيسية:

  • حالة الفعل المتعدي الذي ينصب مفعولًا به واحدًا، كما في: “ضرب الصبي القطة”، “تناول الولد الطعام”.
  • الفعل المتعدي الذي ينصب مفعولين، حيث يكون أصلهما مبتدأ وخبر، مثل: “ظننت الجو ممطرًا”، “لاحظت السماء صافية”.
  • الفعل المتعدي الذي ينصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأ وخبر، مثل: “كسوت الشاب ثوبًا”، “تركته الباب مغلقًا”.
  • الفعل المتعدي الذي ينصب ثلاثة مفاعيل، حيث يجب أن يكون المفعول الثاني والثالث مبتدأ وخبر، كما في: “أعلمت الولد الكرسي نظيفًا”.

ملاحظات عامة حول الفعل المتعدي

هناك مجموعة من الملاحظات الهامة التي يجب أن نتذكرها لفهم الفعل المتعدي، وهي كالتالي:

  • الفعل المتعدي عادة ما يتصل بهاء الضمير بدون المصدر، مثل: “الغنوة غناها المغني”.
  • الفعل المتعدي يبني اسم المفعول التام، كما في: “اللوحة رسمها الفنان”، حيث تعود هاء الضمير على كلمة “اللوحة”.

الفعل اللازم

كما تم الإشارة إليه سابقًا، الفعل اللازم هو ذلك الذي لا يحتاج مفعولًا به في سبيل تكوين الجملة، كالأمثلة “أكلت البنت” و”نام الطفل”.

من الجدير بالذكر أن الفعل اللازم قد يتحول إلى فعل متعدي في بعض الحالات، كالتالي:

  • زيادة همزة قبل الفعل، مثل: “أذهبت الراحة الإرهاق”.
  • تضعيف الحرف الثاني، كأن نقول: “شبع الطفل الطعام” بدلًا من “شبع الطفل”.
  • إضافة حرف الألف مكان الحرف الثاني، كما في “جلس الشاب” تتحول إلى “جالس الشاب أصدقائه”.

أمثلة على الفعل اللازم

القرآن الكريم يعتبر مرجعًا أساسيًا في اللغة العربية، لذا سنستشهد بمثالين للفعل اللازم من القرآن الكريم:

  • قال الله تعالى: “ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم…” صدق الله العظيم، حيث الفعل “يطع” جاء فعلًا لازمًا.
  • وأيضًا قال تعالى: “ما لهم به من علمًا…” صدق الله العظيم.

كيفية التمييز بين الفعل اللازم والفعل المتعدي

تتفاوت حالات الفعل بين الماضي والمضارع والأمر، ويمكن أن يظهر الفعل كمتعدٍ أو لازم.

ولتمييز الفعل المتعدي من اللازم، يمكننا ربط الفعل بضمير النصب في الجملة مثل: “هاء الغائب” أو “كاف المخاطبة”.

إذا قبل الفعل الربط بإحدى الضمائر، فإنه يكون فعلًا متعديًا. أما إذا لم يقبل الربط، فلازم. مثلاً:

  • في حالة الفعل “سمع”، عندما نضيف “هاء” الغائب، يصبح “سمعه”، مما يجعله متعديًا.
  • وفي الفعل “ضرب”، عند إدراج “كاف المخاطبة”، يصبح “ضربك”، وهو فعل متعدٍ.
  • بينما الفعل “نام”، لا يمكن ربطه بأي من الضمائر، مما يجعله فعلًا لازمًا.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *