مفهوم المدّ
في اللغة، يُعرّف المد بأنه الزيادة على الشيء، كما في قوله تعالى: {أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ} أي يزيدكم. أما في الاصطلاح، فهو زيادة في الصوت عند نطق حرف من حروف المد واللين، أو حروف اللين فقط، بمراعاة القصد دون إخلال.
أنواع المدّ
يمكن تقسيم المدّ إلى نوعين رئيسيين: المد الأصلي والمد الفرعي:
- المد الأصلي
ويُعرف أيضاً بالمد الطبيعي، وهو المد الذي لا يمكن لحرف المد أن يقوم إلا من خلاله. يُشترط في المد الأصلي أن لا يسبقه همزة ولا يتبعه همزة أو سكون، وتتراوح مدة مدّه بين حركتين.
- المد الفرعي
وهو المد الذي يتجاوز المد الطبيعي، حيث يسبقه همزة أو يتبعه همزة أو سكون.
أنواع المد الفرعي
يتوقف المد الفرعي على سبب لفظي إما الهمزة أو السكون، وتتنوع أحكام كل نوع بين الوجوب والجواز واللزوم.
الأقسام المعتمدة على الهمزة
تنقسم المدود المعتمدة على الهمزة إلى ثلاثة أنواع، وهي كما يلي:
- المد المتصل
- وهو أن يأتي حرف المد وبعده همزة في كلمة واحدة دون فاصل، وحكمه هو وجوب المد 4 أو 5 حركات.
من أمثلة المد المتصل قوله تعالى: “شاء”، “السماء”، “سوء”، “المسيء”.
- المد المنفصل
وهو أن يكون حرف المد في نهاية الكلمة ويليه كلمة تبدأ بهمزة، وحكمه جواز مدّه من 4 إلى 5 حركات، وقد يُقصر ليصل إلى حركتين.
مثال على المد المنفصل: قوله تعالى: (وتوبوا إلى الله)، (بما أوحينا إليك)، (في أنفسكم).
- صلة الكبرة
- وهذا النوع مرتبط بالمد المنفصل، ويكون في نهاية الكلمة هاء الضمير يليها همزة في بداية الكلمة التالية، وحكمه هو الجواز في المد كما في حالة المد المنفصل.
مثال على صلة الكبرة: قوله تعالى: (مَالَهُۥۤ أَخۡلَدَهُ)، (فِی رَبِّهِۦۤ أَنۡ).
الأقسام المعتمدة على السكون
بالنسبة للأقسام التي تعتمد على السكون، فإنه يوجد فيها تفصيل عند حدوث سكون عارض وليس أصلياً، ومنها نوعان:
- المد العارض للسكون
وهو حدوث سكون في نهاية الكلمة عند الوقف، مع وجود حرف مد قبله. إذا زال السكون بسبب الوصل، فإن الحكم يعود إلى أصله. وحكمه جواز المد في حالة الوقف ما بين حركتين إلى 6 حركات، ومثال ذلك: قوله تعالى (قدير، البروج، التواب).
- مد اللين
وهو الحالة التي يأتي فيها حرف المد (الواو أو الياء) ويكون قبله مفتوح، ويستمر حتى نهاية الكلمة، فإذا وصل الكلام يعود المد إلى أصله. وحكمه مشابه لحكم المد العارض للسكون، ومن أمثلته: قوله تعالى (قُرَیۡشٍ، الصَّیۡفِ، الۡبَیۡتِ، خَوۡفِۭ).
أما في حال كان السكون أصلياً، فيستطيع أن يظهر في كلمة أو حرف، ويمكن أن يكون مثقلاً أو مخففاً. وفي هذه الحالة، يوجد أربعة أنواع، وكلها تمتد لست حركات بشكل إلزامي:
- المد اللازم الكلمي المثقل
وهو ما يلي حرف المد فيه حرف مشدد في كلمة واحدة، كما في قوله تعالى: (الصَّاۤخَّةُ، الطَّاۤمَّةُ، الدابّة، الحاقّة).
- المد اللازم الكلمي المخفف
وهو ما يلي حرف المد فيه حرف ساكن سكوناً أصلياً غير مشدد في كلمة واحدة، كما في قوله تعالى: (آلـَٔـٰنَ).
- المد اللازم الحرفي المثقل
وهو ما يظهر فيه حرف من مجموعة (“نقص عسلكم”) في فواتح السور، بحيث يكون هجاؤه مكوناً من ثلاثة أحرف، حيث يكون الحرف الأوسط هو حرف المد والحرف الثالث مدغم في الذي يليه. وحكمه هو المد 6 حركات عدا حرف العين الذي يجوز فيه 4 أو 6 حركات، كما هو في حرف اللام من قوله تعالى (الۤمۤ).
- المد اللازم الحرفي المخفف
وهو أن يظهر حرف من مجموعة (“نقص عسلكم”) في فواتح السور، بحيث يكون هجاؤه مؤلفاً من ثلاثة أحرف، والحرف الثالث هو ساكن. وحكمه هو المد 6 حركات، كما في حرف القاف من قوله تعالى (قۤۚ وَالۡقُرۡآن الۡمجد).