يعتبر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة موضوعًا مهمًا يستحق التعمق في دراسته، نظرًا لترابطه الوثيق مع مختلف جوانب حياتنا، بما في ذلك الطب والهندسة والاقتصاد والاجتماع.
معجزات القرآن الكريم
القرآن الكريم يمثل إحدى أعظم معجزات النبي محمد -عليه الصلاة والسلام-، فهو كلام الله تعالى الذي يهدف إلى إرشاد البشر وتنظيم حياتهم وفقًا لما جاء به من تعليمات إلهية، ليست من صنع البشر. وبالتالي، يصبح القرآن الكريم وثيقة تنظم التفاعلات والامتيازات بين الأفراد.
يتضمن القرآن أيضًا تفسيرات للعديد من الأمور التي كانت غامضة للبشرية، حيث يتميز بالإعجاز على مستويات متعددة، منها الإعجاز البياني والعلمي والتشريعي، بالإضافة إلى الإعجاز الغيبي.
الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة
- قد حدد الإعجاز العلمي في القرآن جوانب من المعرفة لا يمكن أن تنتج من مجهودات البشر، وقد أوضح حقائق لم يتم اكتشافها إلا بعد سنوات من البحث والدراسة، مثل حقيقة انفصال الأرض، حيث بين أن السماء والأرض كانتا مرتقة ثم انفصلتا.
- وتناول القرآن الكريم أيضًا موضوع المياه، مشيرًا إلى وجود مياه البحار المالحة والمياه العذبة التي تلتقي دون أن تختلط. كما ينص على أن الماء هو أصل الحياة، وتوجد العديد من الحقائق التي لم تصل إليها العلوم إلا بعد أبحاث وعدم القدرة على تفسيرها بالكامل.
- تعتبر السنة النبوية أيضًا مصدرًا للكثير من المعلومات حول الصحة والعادات الحسنة، حيث تم تحفيز تناول التمر في بعض الأحاديث، ليأتي العلم بعد ذلك ويؤكد فوائده العديدة للجسم.
معجزات القرآن الكريم في بيان الحقائق العلمية والكونية
- تناول القرآن الكريم مفهوم الانفجار العظيم بين السموات والأرض، وقد أجرى العلماء دراسات متعددة حول هذا الموضوع، ليبين الله سبحانه وتعالى كل ما وقع في آياته.
- تم التأكيد في آيات القرآن على أن الماء هو أساس الحياة، حيث أثبت العلم الحديث أن بعض أنواع البكتيريا تستطيع البقاء لفترات بدون هواء، ولكن لا يمكنها ذلك بدون ماء.
- كما ظهر أن اللبن يتكون في ضروع الأغنام كما ذُكر في القرآن، حيث يأتي من الطعام المهضوم الذي ينتقل إلى الغدد اللبنية.
- بيّن القرآن الكريم أيضًا حقيقة ضيق التنفس في المرتفعات قبل اكتشاف هذه الظاهرة من قبل العلماء، حيث ذكر أن من يصعد إلى السماء يصبح لديه ضيق في الصدر.
- تحدث القرآن عن ظلمة البحار ووجود أمواج فيها من أعلى ومن أسفل، وقد أكدت الأبحاث الحديثة أن أعماق البحار تصل إلى درجات تجعل الضوء غير قادر على النفاذ إليها.
- وصف القرآن الجبال بأنها أوتاد للأرض، وقد أظهرت الدراسات أن الجبال تعمل على تثبيت قشرة الأرض كما يشير القرآن إلى أنها الرواسي.
- كما أشار القرآن إلى بيت العنكبوت بصفة المؤنث، وقد أثبت العلماء أنه هو الأنثى التي تبني الشبكة، نظرًا لعدم امتلاك الذكر القدرة على ذلك.
مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة
- توجد العديد من الحقائق العلمية التي لا تزال مجهولة للبشرية حتى الآن.
- وقد أتى بها القرآن منذ فترة طويلة، ليثبت الإعجاز في آياته وصدق النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، مما يعكس أن القرآن الكريم هو كلام من الله تعالى وليس من البشر.
- كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم أميًا، مما يضيف لمسة من الإعجاز، إذ ذكر القرآن حقائق علمية دقيقة بشكل عام ومفصل.
- يجب أن نُدرك أن القرآن الكريم ليس مجرد كتاب يهدف إلى توضيح الحقائق الكونية والعلوم، بل هو رحلة روحية متكاملة لتحقيق الهداية.
- تأمّل في الازدهار العلمي الحالي سيظهر لنا المزيد من الحقائق القرآنية متوالية.
- لا ريب أن العلم يعتبر دليلاً على الإيمان، وأن الحقائق العلمية تحسم الجدل حول عدم وجود كتاب مثل القرآن في العالم.
- ركز علماء الآثار في السابق على جوانب الإعجاز البلاغي، بينما يركز العلماء المعاصرون على الجوانب العلمية.
- تظهر الآيات القرآنية حقائق علمية تتعلق بنظرية تمدد الكون، مثل قوله تعالى: (وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ).
- كما توصل عالم فلك أمريكي إلى أن المجرات تتحرك بعيدًا عن بعضها البعض، مما يتماشى مع قوله تعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَّهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).
- أما موضوع عدم اختلاط المياه العذبة بالمالحة، فقد أورد القرآن الكريم ذلك بقوله: (مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ* بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ)، وأثبتت الدراسات الحديثة ذلك أيضًا.
مظاهر الإعجاز في السنة النبوية والأحاديث
- تقول عائشة رضي الله عنها: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لَا تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ”، مما أظهر أهمية التمر في تغذية الأفراد.
- وقد عُقدت الكثير من الأبحاث لتظهر قيمة التمر ودوره في الشبع، نظرًا لاحتوائه على مكونات مغذية.
- ويعد هناك إعجاز علمي في الأحاديث الخاصة بحيوان الوزغ، حيث وردت عدة روايات عن النبي صلى الله عليه وسلم حول دعوته لقتله، كونه يمثل خطرًا على الناس.
- وقد علق علماء الدين على هذا الأمر، حيث أوضحوا أن الوزغ سام ويشكل ضررًا، مما يستدعي اتخاذ قرار القضاء عليه.