أهمية الماء في الحياة
يعتبر الماء العنصر الأساسي الذي يعتمد عليه جميع أشكال الحياة على كوكب الأرض. يلعب الماء دورًا حيويًا في العمليات الحيوية المتنوعة التي تحدث داخل الكائنات الحية، سواء كانت كائنات دقيقة أو نباتات أو حتى في جسم الإنسان. يشكل الماء نحو 75% من سطح الكرة الأرضية، ومع ذلك، فإن جزءًا كبيرًا من هذا المورد الحيوي يتعرض للتلوث.
دور الماء في حياة الكائنات الحية
الماء للأميبا
تُعدّ الأميبا واحدة من أبسط الكائنات الحية الموجودة على الأرض، حيث تتكون من خلية واحدة. يشكل الماء 90% من مكونات جسمها، وتعيش الأميبا في بيئات مختلفة تشمل المياه العذبة والمالحة، كما يمكن العثور عليها في التربة. تعتمد حركة الأميبا بشكل رئيسي على وجود الماء في سيتوبلازمها لتكوين الأقدام الكاذبة التي تسهم في حركتها. يحتاج الكائن أيضا الماء للحفاظ على التوازن الأسموزي مع البيئة المحيطة. يتمثل ذلك في وجود فجوة منقبضة تعمل على إخراج الماء الزائد من خلايا الأميبا، بجانب كون غذائها يعتمد بشكل كبير على المواد الذائبة في الماء.
الماء للنباتات
عند مقارنة النباتات بالكائنات الحية الأخرى، يتضح أنهم يعتمدون على الماء بشكل أكبر. ينقل النبات نحو 90% من المياه التي يمتصها عبر جذوره إلى البيئة المحيطة على شكل بخار، ويتم استعمال الماء في صنع الغذاء. يتم امتصاص الماء من التربة بواسطة شعيرات دقيقة موجودة في الجذور، ثم يتحرك خلال ساق النبات ويتوزع إلى الأوراق نتيجة للخاصية الشعرية. خلال عملية “البناء الضوئي” (Photosynthesis)، يتم تحليل الماء إلى مكوناته الأساسية من الأكسجين والهيدروجين بمساعدة مادة الكلوروفيل. حيث يتفاعل الهيدروجين الناتج مع غاز ثاني أكسيد الكربون الذي تمتصه الأوراق من الهواء، لتصنيع السكر ومركبات عضوية وكربوهيدرات ودهون، بالإضافة إلى البروتينات التي تشكل غذاء النبات. أما الأكسجين الناتج عن عملية التحلل فيخرج إلى الهواء ليجدد الأجواء.
الماء في جسم الإنسان
يشكل الماء نحو 70% من جسم الإنسان، ولا يقتصر تأثيره على السوائل الموجودة كالدم والسائل الليمفاوي، بل يدخل في تكوين جميع خلايا الجسم. تتراوح نسبة وجود الماء في الخلايا بين 65% و90% من وزن تلك الخلايا، وهذا يعتمد على نوعها. على سبيل المثال، تحتوي خلايا الدم على نسبة عالية من الماء، بينما تكون نسبة الماء أقل في خلايا العظام.