أشكال الاستقامة في الإسلام

أنواع الاستقامة في الإسلام

تشدد الشريعة الإسلامية على ضرورة الاستقامة في كل جوانب حياة المسلم، حيث قال الله -عز وجل-: (إِنَّمَا إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ). كما أوصى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن). وقد تناول العلماء تعريف الاستقامة بتنوع. فبعضهم اعتبرها الإخلاص في العبادة والعمل، بينما رأى آخرون أنها المداومة على أداء الفرائض، وهناك من عرفها بأنها الالتزام بطاعة الله. وبصورة شاملة، يمكن القول إن الاستقامة تعني الالتزام بفعل الطاعات وترك المعاصي، سواء كانت ظاهرة أو باطنه.

تتجلى أنواع الاستقامة في ثلاث مجالات: القلب واللسان والجوارح. حيث يوضح الإمام ابن رجب أن أساس الاستقامة هو استقامة القلب على التوحيد. فإذا استقر القلب في معرفة الله وخشيته وتقديره وحبه ورجائه، فإن الجوارح ستستقيم كذلك على طاعته. فالقلب بمثابة الملك، والجوارح هي جنوده؛ لذا فإذا كان الملك مستقيمًا، سوف تتجه الجنود في طاعته. ومن الأمور المهمة التي يجب مراعاتها بعد القلب هي استقامة اللسان، الذي يعبر عن مشاعر القلب.

وسائل تحقيق الاستقامة

فيما يلي مجموعة من السبل الفعالة لتحقيق الاستقامة:

  • الحفاظ على الطاعات والاجتهاد في القيام بها: إذ يجب أن يسعى المسلم لزيادة إيمانه من خلال الطاعة وتجنب المعصية، ومن أبرز الأمور التي يجب عليه الالتزام بها هي الصلوات الخمس، بالإضافة إلى القيام بالفرائض والنوافل.
  • الإخلاص في النية والعمل: من الضروري أن تكون نية العبد خالصة لوجه الله -تعالى-، حيث تشكل النية الروح الحقيقية للعمل، وفي ذلك قال الله -عز وجل-: (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا).
  • المداومة على قراءة القرآن الكريم: يجب على المؤمن أن يخصص وقتًا يوميًا لقراءة القرآن، وأن يتأمل في معانيه، ويعمل بما جاء فيه، كما يمكنه محاولة حفظه. فقد جعل الله -تعالى- من القرآن وسيلة لمن يرغب في الاستقامة، حيث قال -عز وجل-: (إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ* لِمَن شَاءَ مِنكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ).
  • الدعاء: يعتبر الدعاء أحد الأدوات المهمة في تعزيز إيمان العبد، وهو سبب لاستقامته وثباته على الطاعات.
  • الصحبة الصالحة: إن الرفقة مع أصحاب الذنوب والمعاصي قد تؤثر سلبًا على الاستقامة، بينما تزيد الصحبة الصالحة من استقامة الفرد وتحفزه على الالتزام بالطاعات.
  • التوازن والاعتدال: يجب على المسلم أن يسير في الوسط، متجنبًا الغلو أو التفريط، واتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم هو سبيل التوازن الصحيح.

مظاهر نقص الاستقامة

فيما يلي بعض علامات نقص الاستقامة:

  • عدم الاستعداد للتضحية: على المؤمن أن يؤدي واجباته مثل الصلاة والصوم والزكاة والحج، ويجب عليه أيضاً أن يتحمل الأذى في سبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
  • الرياء والنفاق في العبادات: الأعمال التي تفتقر للإخلاص تكون من علامات نقص الاستقامة، ويجب على الأفراد مراجعة أنفسهم والعودة لله -تعالى- لإصلاح ذلك.
  • الكذب وإخلاف الوعد والانحراف في الخلافات: الأشخاص الذين يتجنبون الصدق ويكثرون من المشاكل، تكون استقامتهم ناقصة ويجب عليهم إعادة النظر في سلوكياتهم.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *