أهمية الذكاءات المتعددة
أحدثت نظرية الذكاءات المتعددة تحولًا جذريًا في مجال التعليم على مستوى العالم. إن تنوع واختلاف مستويات الذكاء لدى المتعلمين يساهم في تبني أساليب تعليمية متنوعة وشاملة. وقد أضافت هذه النظرية أهمية كبيرة في المجال التعليمي، ويمكن تلخيص فوائدها في النقاط التالية:
- تهيئة بيئة تعليمية مشوقة ومحفزة للطلاب، ما يعزز من مستوى انتباههم واهتمامهم بالدروس. تساعد نظرية الذكاءات المتعددة المعلم في الحفاظ على تجربة تعليمية dynamical من خلال تحديث أساليب التدريس.
- توفر الذكاءات المتعددة فرصًا أكبر للنجاح في التعلم، فالمتعلم الذي يملك ذكاءً بصريًا مكانيًا يتفوق في الرسم وحل الألغاز، بينما يحقق الطلاب الذين لديهم قوة في الذكاء اللغوي أداءً جيدًا في كتابة التقارير. كما يبرع الطلاب الذين يمتلكون الذكاء الذاتي في المناقشات الصفية المختلفة. وعندما يشعر الطلاب بزيادة قدراتهم التعليمية، تنخفض السلوكيات السلبية لديهم.
- تعزيز مستوى قدرات الطلاب التعليمية من خلال تطبيق مبدأ الذكاءات المتعددة، وذلك عبر تنويع الأنشطة المستخدمة في الدروس. على سبيل المثال، الطلاب القادرون على التفكير بشكل رياضي منطقي يحققون نتائج ممتازة في المهام الحسابية باستخدام القلم والورقة.
- تعزيز فهم الطلاب للمفاهيم من خلال تقديمها بطرق متنوعة تتماشى مع قدراتهم، مما يسهل عليهم استيعاب تلك المفاهيم بشكل أفضل.
- يمنح المعلم إمكانية تقييم وتقويم تعلم الطلاب بشكل فعال، حيث يمكن أن يكون التقييم عبارة عن اختبار كتابي أو شفهي، أو إعداد عمل فني، أو نشاط بنائي، أو أي نشاط آخر يساعد المعلم على فهم مدى استيعاب الطالب للمفاهيم الجديدة.
جاردنر والذكاءات المتعددة
يوضح هوارد جاردنر أن الطلاب يتعلمون بطرق مختلفة خلال مراحل تعليمهم المختلفة، ويؤكد أن كل طالب يحمل موهبة فريدة وقدرات تعليمية خاصة. وقد قدم جاردنر تعريفًا للذكاء بأنه القدرة على التعلم والمهارات المتنوعة. بدأ بوضع قائمة من 7 قدرات، والتي تم تعديلها لاحقًا لتصبح 9، مما أدى إلى تطوير نظرية الذكاءات المتعددة.
أشار جاردنر إلى اختلاف طرق تعلم البشر، حيث تقترح نظريته أن كل شخص يمتلك نوع واحد من أنواع الذكاءات التسعة بشكل بارز مقارنة بغيره. وقد حدد جاردنر هذه الأنواع بما يلي: (الذكاء المنطقي الرياضي، المكاني، اللغوي، الجسمي الحركي، الموسيقي، الذاتي، الاجتماعي، الطبيعي والوجودي).
أنواع الذكاءات المتعددة
تشمل الذكاءات أنواعًا متعددة من المهارات العقلية القابلة للتطوير، وهي:
- الذكاء اللغوي
يعبر عن القدرة على التعبير اللغوي، وتنظيم الكلمات وتنسيق الجمل.
- الذكاء المنطقي – الرياضي
يغطي جميع القدرات العقلية المرتبطة بحل المشكلات، وتحليل البيانات والرسوم البيانية.
- الذكاء التفاعلي الاجتماعي
يمتاز أصحاب هذا الذكاء بقدرتهم العالية على فهم الآخرين والتفاعل الإيجابي معهم.
- الذكاء الذاتي
يركز على قدرة الفرد على التفكير في ذاته وفهم عواطفه وأهدافه، إلى جانب تقديره لقدراته ومهاراته الشخصية.
- الذكاء الجسمي – الحركي
يتعلق باستخدام الجسم في التعبير عن الأفكار أو حل المشكلات، ويتميز أصحابه بالتنسيق بين الحركات والرؤية.
- الذكاء الموسيقي
يمثل القدرة على التعرف على النغمات الموسيقية والإحساس بالإيقاع والتفاعل معها.
- الذكاء البصري – الفضائي
يعكس القدرة على تشكيل تصورات بصرية عن العالم والتفاعل مع تلك التصورات بطرق ملموسة.
- الذكاء الطبيعي
يمتاز بالألفة مع الطبيعة والقدرة على تصنيف الكائنات الحية.
- الذكاء الوجودي
يرتبط بالقدرة على التفكير في الأسئلة العميقة المتعلقة بالوجود البشري.