تعدّ الابتلاءات جزءًا لا يتجزأ من حياة الإنسان، حيث يحتاج الفرد إلى الصبر بشكل كبير لتجاوز هذه المحن. وعندما تبدأ الابتلاءات في الظهور، يتوجه الشخص إلى الله سبحانه وتعالى طلبًا للعون والدعم.
ينطلق العديد من الأشخاص للبحث عن الآيات القرآنية التي تُعزز من صبرهم وتُعينهم على مواجهة التحديات، كما يقول الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا) (إنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا). سنستعرض في هذه المقالة بعض الآيات التي تتعلق بالصبر والفرج.
تعريف الصبر
- الشخص الذي يتمتع بالصبر هو من يواجه العديد من المحن والتحديات، إلا أنه يظل ثابتاً ومثابرًا في سبيل التغلّب عليها.
- فالصبر يتطلب قوة روحية كبيرة للسماح للفرد بالتعامل مع الابتلاءات.
- غالبًا ما يتناقض الابتلاء مع ما يريده الإنسان، ولكن ينبغي علينا أن نتعلم كيفية الرضا بقضاء الله وقدره في جميع جوانب حياتنا.
- الصبر والرضا يُعتبران من أعلى درجات الإيمان، ففي كثير من الأحيان تعارض النفس أوامر الله.
- من يمتلك القدرة على كبح جماح نفسه والامتناع عن العصيان، ويقبل بقضاء الله، يُبشر بالستر وبتجاوز ذنوبه، كما وعده الله بأفضل مما كان يتمنى، وبالتالي يصبح الرضا والصبر المنهج الصحيح لتجاوز الصعوبات.
- يأتي الصبر ضمن الأخلاقيات الإسلامية، حيث إن العفو يُعتبر صبرًا على الرغبة في الانتقام، والحلم هو صبر على الغضب، والجود هو صبر على شح النفس، والاجتهاد هو نوع آخر من أنواع الصبر.
أنواع الصبر
- للصبر أشكال متعددة، منها الصبر على الطاعة، حيث يميل الإنسان دائمًا إلى اللعب واللهو.
- ومع ذلك يجب مجاهدة هذه الرغبات المبتذلة من أجل الالتزام بأوامر الله، مثل القيام بالصلاة وقراءة القرآن.
- يمكن أيضًا أن يتجلى الصبر في الذكر وتقديم الصدقات، وكل عمل يسعى لإرضاء الله، ومقاومة النفس لتحقيق ذلك.
- قال الله تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ… وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا) (الكهف 28).
- بالإضافة إلى ذلك، يعد الصبر على المعصية من أشكال الرضا بقضاء الله، فالدنيا مليئة بالمغريات والأهواء التي تتعارض مع توجيهات الله.
- يواجه الإنسان في حياته العديد من الابتلاءات، مثل الفتنة بالمال أو النساء.
- ومثال حي على ذلك هو سيدنا يوسف الذي صبر على معصية خشيةً من الله تعالى.
أهمية الصبر
- قال الله تعالى في حق سيدنا يوسف: (وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ…) (يوسف 23).
- الصبر على البلاء من أشد أنواع الصبر، ويتطلب الأمر رضا الشخص بالابتلاءات التي قد تصيبه.
- جميعنا نواجه الابتلاءات في مختلف مراحل الحياة، والشخص السوي هو من يقبل بها.
- حيث أننا معرضون لفقدان أعزائنا أو التعرض لمرض أو حادث، ولا نملك سوى قولنا: “إن لله وإنا إليه راجعون”.
- كما قال الله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِن رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ) (البقرة 157).
فضائل الصبر في القرآن الكريم
- يؤكد الله سبحانه وتعالى أن النجاح والفلاح مرتبطان بالصبر على قضاء الله وقدره كما ورد في كتابه العزيز: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا…) (آل عمران 200).
- الصابرون على البلاء لهم أجر عظيم، وقد ذكر الله تعالى أن: (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) (الزمر 10).
- الصابرون يصبحون أئمة بالدعوة إلى الله ويوجهون الناس لأوامره، كما يقول: (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا) (السجدة 24).
- أوصى الله الذين يصبرون ويقيمون الصلاة بأنهم في رعاية الله جل وعلا يوم الدين، كما قال: (يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة) (البقرة 153).
- للصابرين مكافآت عظيمة في الدنيا والآخرة، ويمتازون بصلوات من الله ورحمة، حيث ورد: (أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون) (البقرة 157).
- كذلك فقد أكد الله على أن الاستعانة بالصبر والسعي للخضوع لإرادته هي من أعظم الأشياء، حيث أكد أن: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ۚ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ) (البقرة 45).
فضل الصبر
- الصبر والتقوى هما مفتاحا الفلاح والنصر، كما قال الله في القرآن: (بلى إن تصبروا وتتقوا…) (آل عمران 125).
- الصابرون سوف يستقبلون السلام من الملائكة في الجنة تقديرًا لصبرهم في الدنيا، كما ورد: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب) (الرعد 23-24).
- لقد أعد الله للصابرين مغفرة وأجرًا جزيلًا، كما قال: (إن الذين صبروا وعملوا الصالحات أولئك لهم مغفرة وأجر كبير) (هود 11).
- الصبر على الابتلاءات والمصائب دليلٌ على العزم والإرادة القوية، حيث ذكر: (وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَٰلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى 43).
- تُمنح محبة الله للصابرين كجزء من مكافأتهم على صبرهم، كما قال: (واللَّه يحب الصابرين) (آل عمران 146).
- أخبرنا الله أن من يتصبر على الابتلاءات هم الذين حقًا يستفيدون، كما ورد في قوله: (إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (إبراهيم 5).