تأملات في العلاقة بين المظهر والجوهر في الإسلام

تتناول مقالتنا اليوم على موقع maqall.net العلاقة بين المظهر والجوهر في الإسلام.

يعتبر التفاعل بين المظهر والجوهر علاقة تكاملية حيث إن كمال الجوهر لا يقلل من أهمية ظهوره بوضوح في المظهر، والعكس صحيح. ومع ذلك، يبقى جمال الجوهر هو الأساس، لأنه يمثل أصل كل خير.

العلاقة بين المظهر والجوهر في الإسلام

لا يمكن فصل الجوهر عن المظهر، فالظاهر يعد في جوهره تعبيراً عن ماهية الشخص. لذلك، أعطى الإسلام أهمية عظيمة للجوهر مع الاهتمام أيضاً بالمظهر. فيما يلي بعض النقاط البارزة:

  • تعتبر العلاقة بين المظهر والجوهر في الإسلام تكاملية، مما يستدعي من المسلم أن يعطي الاهتمام لكلا الجانبين: الجمال الخارجي والسمو الداخلي.
  • يجب أن يتماشى ما يختزنه قلب الفرد مع ما يظهره للآخرين؛ فلا يُعقل أن تكون هناك مؤسسة رائعة من الخارج لكنها تفتقر إلى تعليم حقيقي.
  • جمال الشكل والمظهر مطلوب، ولكن الأهم هو كيفية انعكاس هذا الجمال على جوهر الروح، وهو ما يحسن كافة جوانب الحياة.
  • من غير الصحيح أن يكون اختيار شريك الحياة قائمًا فقط على الشكل الخارجي دون الأخذ بالاعتبار الجوهر مثل الأخلاق والدين، حيث إن الجوهر هو الذي يؤثر بشكل كبير على تربية الأبناء في النهاية.
  • الاعتماد على المظهر دون الجوهر يشكل تجربة مروعة وقد يؤدي إلى مصائر مأساوية، وهذا ينطبق أيضاً على العلاقات الإنسانية التي ستكون هشة ولا يمكن الاعتماد عليها.

معنى المظهر

تشير كلمة “المظهر” إلى الصورة أو الشكل الخارجي الذي يظهر خصائص الشيء أو الشخص. وعندما يُقال إن “المظاهر تخدع”، فإنه يعني أن الشكل قد لا يعكس الحقيقة. والمظاهر تشمل مجموعة من الصفات الجسدية التي تميز الفرد عن غيره.

معنى الجوهر

الجوهر يُعتبر مزيجاً من الخبرات والخصائص النفسية والأخلاقية، بالإضافة إلى الصفات الشخصية العميقة. قال الشاعر المهدي في وصف الجوهر: “ألا يا جوهر القلب، لقد زدت على الجوهر وقد أكملك الله بحسن الدل والمنظر”.

التدين وعلاقته بالمظهر والجوهر

تنطبق نظرية التكامل بين المظهر والجوهر على التدين والشخصية الإسلامية، حيث يُعتبر وجود تكامل ضروري لتحقيق جمال الصورة الشخصية الإسلامية:

  • لا شك في أن الشخص الذي يتسم بجمال الظاهر والباطن ومرضي لله هو الأفضل.
  • عندما جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: “إنّي لأتأخر عن صلاة الغداة مِن أجل فلان”. فكان النبي صلى الله عليه وسلم غاضباً جداً وأوضح أن بعضهم قد يكون سبباً في التنفير.
  • لضمان جمال الجوهر والمظهر في الدين، يجب أن يتجنب المسلم أي صورة تنفر الآخرين، بمعنى أنه لا ينبغي أن يتجسد في مظهر متسخ أو غير منظم.
  • يجب على المتدين أن يفهم أن ارتداء الملابس المتسخة لا يعكس الزهد، بل يدل على التصنع، حيث يعد الاعتناء بالنظافة الشخصية جزءاً من الهدي النبوي.
  • يتعلق الاهتمام بجوهر التدين بالتحلي بالصفات الحسنة والمطلوبة في الإسلام مثل العلم والعفاف والشجاعة والجود، فهذه هي الصفات التي ينظر الله إليها في قلب عبده.
  • قال الله تعالى في وصف المنافقين في سورة المنافقين: “وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة…”.
  • تشير الآية إلى جمال المنافقين ومظهرهم الجذاب، ولكن في أعماق قلوبهم يختبئ النفاق والكذب.

التدين جوهر يدل عليه المظهر

يتطلب التدين الكامل توفر كلاً من الجوهر والمظهر؛ حيث أن الاعتماد فقط على المظهر وتجاهل الجوهر يؤديان إلى الفراغ والتزوير، وكذلك التركيز على الجوهر دون إظهار مظهر يتسم بالنقاء يدل على تقصير وإهمال.

  • تحقيق التوازن بين الجوهر والمظهر يتطلب فقه الأولويات، حيث يأتي الجوهر أولاً، لكن عادة ما يكون المظهر تعبيراً عن الجوهر.
  • لذلك، التدين الذي يولي اهتماماً للمظهر ويهمل الجوهر يكون تديناً مغشوشاً. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “إن الله لا ينظر إلى صوركم وألوانكم، إنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم”.
  • أيضاً ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنّه لا يُحب المسرفين}.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *