أول مسجد تم بناؤه على وجه الأرض
يُشير القرآن الكريم إلى أن أول مسجد تم بناؤه لغرض العبادة والصلاة هو البيت الحرام. قال الله -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ). وقد اختلف العلماء حول من قام ببناء البيت الحرام؛ فقيل إن الملائكة هم من قاموا بذلك بعد أن أرادوا استغفار الله -تعالى- ظنًا منهم أن الإنسان سيكون مفسدًا في الأرض. وهناك من قال إن الذي بناه هو نبي الله آدم، بينما يرى آخرون أن نبي الله شيث -عليه السلام- هو من قام ببنائه.
لمحة عن تاريخ البيت الحرام
إليكم بعض المعلومات التاريخية والجغرافية الهامة عن البيت الحرام:
- يعتبر البيت الحرام موجودًا في مكة المكرّمة، الواقعة في الجزيرة العربية.
- تُعتبر مكة المكرّمة مسقط رأس النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ومكان انطلاقه، فضلاً عن كونها المكان الذي نزل فيه القرآن الكريم عليه للمرة الأولى.
- تقع الكعبة المشرّفة في قلب البيت الحرام تقريباً. وقد شهدت بنائها عدة شعوب، بدءًا من إبراهيم -عليه السلام-، ثمّ العمالقة، يليهم قبيلة جرهم، ثم جاء قصي بن كلاب، وتبعته قبيلة قريش، التي اختلفت حول من سيحمل الحجر الأسود ليضعه في مكانه. وعندما طال بهم الخلاف، اتفقوا أن يكون أول من يظهر أمامهم هو من يحكم بينهم، وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هو أول من ظهر، وكان غلامًا حينها. وقد اقترح أن يُحمل الحجر في ثوبٍ ليتمكن كل فرد من القبائل من حمل جانب من الثوب، وبذلك رفعه نبيّ الله ووضع الحجر في مكانه.
الأذان في البيت العتيق
وكُلِّف نبي الله إبراهيم -عليه السلام- برفع قواعد البيت مع ابنه إسماعيل. وحين انتهوا من البناء، جاء جبريل -عليه السلام- إلى نبي الله إبراهيم ليبلغه أمر الله -تعالى- بأن يؤذّن في الحرم. إذًا، أذّن إبراهيم -عليه السلام- رغم علمه بعدم سماع أحدٍ لأذانه، فشكا ذلك إلى ربه. فعهد الله -تعالى- إليه بأنه سيصل النداء إلى الناس كافة.