الوسواس القهري وتأثيره على فقدان الشهية للطعام

تتأثر شهية الإنسان بعدد من العوامل، سواء في زيادة الرغبة في تناول الطعام أو فقدانها. ومن بين الأسباب الشائعة التي تؤثر على شهية الأكل، نجد مرض الوسواس القهري الذي يرتبط غالباً بفقدان الشهية.

في هذا المقال، نستعرض العلاقة بين الوسواس القهري وفقدان الشهية وتأثيره على الإنسان.

الوسواس القهري وفقدان الشهية

تشير الدراسات إلى أن ما يقرب من 11% إلى 13% من الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يعانون من اضطرابات غذائية متنوعة مثل الشره المرضي أو فقدان الشهية العصبي.

تظهر الأبحاث النفسية التي تناولت علاج الحالات المرتبطة بالوسواس والهلوسة أن المرضى غالبًا ما يخشون من تراكم الدهون في الجسم، مما يدفعهم لتقليل استهلاك السعرات الحرارية. وقد يعتقد الأشخاص الذين يعانون من فقدان الشهية أنهم يعانون من زيادة الوزن رغم أن وزنهم الفعلي قد يكون أقل من الطبيعي.

هناك تشابه كبير بين الوسواس القهري وفقدان الشهية العصبي، حيث يسعى الأفراد في كلا الحالتين إلى السيطرة على المواقف المحيطة بهم. فعلى الرغم من أن الشخص المصاب بفقدان الشهية يكون واضح النحافة، يسعى للسيطرة على وزنه بطرق متنوعة، فيتناول كميات ضئيلة جداً من الطعام ويحسب كل سعر حراري يدخل جسده، مما يؤدي في غالب الأحيان إلى سلوكيات قاسية للغاية.

تعريف الوسواس القهري

الوسواس القهري هو نوع من اضطرابات القلق، ويعاني العديد من الأفراد من أفكار غير مرغوبة تؤدي إلى سلوكيات قهرية غير مت kontrol such as excessive handwashing or cleaning activities.

غالبًا ما تكون هذه السلوكيات مرتبطة بالخوف من الجراثيم أو أحد المفاهيم الهوسية الأخرى، حيث يمكن للفرد أن يشعر بالحاجة القهرية للعودة إلى إطفاء الأنوار عدة مرات قبل مغادرة الغرفة، وذلك بسبب الخوف من حدوث شيء غير مرغوب فيه إن لم يُغلق الضوء.

أسباب الوسواس القهري

تشير الدراسات إلى أن الاضطرابات الأكثر شيوعًا التي تتزامن مع الوسواس القهري تشمل الاضطراب الثنائي القطبي واضطرابات الهلع والفصام، ولكن كثيراً ما تُتجاهل في بعض الأحيان من قِبل مختصي الطب النفسي بسبب وجودها مع حالات أكثر وضوحًا.

يُعتقد أن الوسواس القهري قد ينجم عن اختلالات كيميائية في الدماغ، بما في ذلك حاجز استرخاء الأعصاب، مما قد يتسبب في مشكلات في مناطق معينة من المخ.

أعراض الوسواس القهري المرتبط بالأكل

تظهر على معظم الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات الأكل القهري الأعراض التالية:

  • تناول كميات كبيرة من الطعام، كما يُعتبر من قبل الآخرين كميات غير معتادة.
  • شعور دائم بعدم القدرة على السيطرة على نوعية وكمية الطعام المتناول.
  • تسريع تناول الطعام بشكل مفرط.
  • تناول كميات كبيرة من الطعام حتى الشعور بالامتلاء وعدم الراحة.
  • تناول الطعام بكميات كبيرة رغم عدم الشعور بالجوع.
  • تجنب تناول الطعام أمام الآخرين بسبب الإحراج من الكميات التي يتناولها الفرد.
  • شعور بالتقزز والذنب أو الاكتئاب بعد الإفراط في تناول الطعام.
  • انخفاض أو انعدام الرغبة الجنسية.

مضاعفات اضطراب الأكل القهري

يمكن أن تؤدي عادات الأكل غير الصحية، المرتبطة بالاضطراب القهري، إلى مجموعة من المشاكل الصحية المتنوعة.

تشمل المضاعفات الأكثر شيوعًا لدى المصابين باضطراب الأكل القهري المضاعفات الطبية التي ترتبط بالسمنة، مثل:

  • مرض السكري.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • مشاكل في المرارة.
  • أمراض القلب.
  • صعوبات التنفس.
  • أنواع معينة من السرطان.
  • مشكلات في الدورة الشهرية.
  • صعوبات في الحركة والإرهاق.
  • اضطرابات النوم.

يتوجب على الأفراد الذين يعانون من هذا الاضطراب أن يكونوا مدركين للمشاكل المستمرة المتعلقة بعاداتهم الغذائية، حيث يمكن أن يؤدي هذا في بعض الحالات إلى إهمال العمل أو الدراسة أو النشاطات الاجتماعية للتركيز على عاداتهم القهرية المرتبطة بالطعام.

تشخيص اضطراب الأكل القهري

يعتبر تشخيص اضطراب الأكل القهري أمرًا معقدًا، حيث إنه غالبًا ما يحيط به السرية والعار، ما يعيق اكتشافه بسرعة.

يمر وقت طويل غالبًا حتى يتم تشخيصه، وغالبًا ما يُكتشف عندما يلتمس الشخص مساعدة طبية لفقدان الوزن أو عند البحث عن علاج لأعراض السمنة.

إذا شک الطبيب في وجود اضطراب الأكل القهري، يقوم بإجراء تقييم شامل بناءً على التاريخ الطبي للفرد وإجراء الفحوصات اللازمة.

عند استبعاد وجود أي مشاكل طبية أخرى، قد يتم توجيه الفرد إلى العلاج النفسي، بهدف التشخيص الدقيق لأي مشاكل نفسية محتملة.

يعتبر الأطباء النفسيون هم الأكثر تخصصًا في استخدام أدوات التشخيص والتقييم المناسبة لتحديد ما إذا كان الشخص يعاني من اضطرابات الأكل.

علاج اضطراب الأكل القهري

يُعتبر علاج اضطراب الأكل القهري تحديًا حقيقيًا، حيث إن العديد من المصابين به يشعرون بالخجل الشديد ويعملون على إخفاء مشكلتهم.

في كثير من الحالات، يكون الأفراد ناجحين جداً في إخفاء حالاتهم، لدرجة أن العائلة والأصدقاء المقربين قد لا يلاحظون المشكلة.

يتطلب علاج هذا الاضطراب تصميم برنامج علاجي شامل مُناسب لاحتياجات كل فرد، حيث يهدف علاج اضطراب الأكل إلى تمكين المريض من التحكم في عاداته الغذائية.

يتضمن العلاج عادةً دمج مجموعة من الأساليب العلاجيّة، مثل:

  • العلاج النفسي.
  • العلاج الدوائي.
  • الاستشارة الغذائية.
  • العلاج الجماعي أو العائلي.
  • وقاية من اضطرابات الأكل القهري.

من المهم تعلم وتعزيز عادات غذائية صحية من خلال تبني منظور واقعي فيما يتعلق بالطعام ورؤية الأفراد لأنفسهم، حيث يساعد ذلك على منع ظهور أو تفاقم اضطرابات الأكل.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *