اختلاف استخدام “لم” و”لن” في اللغة العربية

تُعتبر “لم” و “لن” من حروف النفي المهمة في اللغة العربية، حيث تُستخدم بشكل واسع في سياقات متعددة، مما يجعل العديد من المهتمين باللغة يسعون لفهم الفرق بينهما.

في هذا المقال، سنستعرض الفروقات بين هاتين الأداتين، بالإضافة إلى بعض النقاط الهامة المتعلقة بهما.

الفرق بين لم ولن

تُستخدم أدوات النفي لإبطال المعنى في الجمل، ويمكن أن تكون هذه الأدوات مرتبطة بالفعل المضارع أو الماضي.

ورغم أن “لم” و “لن” تتشاركان في الهدف العام من النفي، إلا أن لكل منهما استخدامات خاصة تميزها. سنوضح ذلك من خلال التعرف على استخدامات كل أداة على حدة، كما يلي:

الأداة لن

  • تُستخدم “لن” لنفي الفعل المضارع، وتقوم بنصبه أيضًا، لذا تُعرف بأنها حرف نفي ونصب واستقبال.
  • مثلاً، في الجملة “لن تبلغ العلا حتى تصبر”، تشير “لن” إلى نفي الفعل المضارع “تبلغ” الذي جاء منصوبًا.
  • من الأمثلة القرآنية أيضًا قوله تعالى: “قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا”.

الأداة لم

  • تُستخدم “لم” للدخول على الفعل المضارع، مما يجعله مجزومًا، وتحوّله من زمن المضارع إلى الزمن الماضي.
  • كما تُستخدم مع الأفعال التي يُتوقع حدوثها في المستقبل، وتُعتبر حرف جزم ونفي وقلب.

كيفية استخدام لم ولن

  • تعمل هذه الحروف كأدوات نفي مثل “ألم” و “ألما”، حيث تُستخدم لجزم فعل واحد مثل لام الدعاء أو لام الأمر.
  • تتشابه هذه الحروف بشكل كبير من حيث المعنى.
  • لذا، سنوضح الفرق بين “لم” و “لن” من خلال شرح استخدامات كل منهما بشكل منفصل، كما يلي:

أولاً: استخدامات لم في الجملة

  • قام العديد من علماء اللغة العربية بتوضيح كيفية استعمال هذه الأدوات.
  • تُستخدم “لم” لنفي الجملة ولجزمها، ويمكن تلخيص استخداماتها وفقًا للنقاط التالية:
    • تقوم “لم” بتغيير زمن الفعل المضارع الذي يليها من الحاضر أو المستقبل إلى الماضي.
    • تعمل “لم” على تحويل الجملة من صيغة الإثبات إلى صيغة النفي.
    • تدخل “لم” على الفعل المضارع الذي يليها وتجزم هذا الفعل.

ثانيًا: استخدامات لن في الجملة

  • تُعَد “لن” حرف ناصب يدخل على الجملة الفعلية، محتويةً على فعل مضارع.
  • تُستخدم لنفي فعل المستقبل، ويشبه تأثيرها تأثير “أن”.
  • تتكون “لن” من حرفين؛ حيث تأتي اللام مفتوحة والنون ساكنة، والفعل المنفي يعرب كخبر.

إعراب أدوات النفي لم ولن

  • تتميز حروف النفي بإعرابها الخاص في القواعد النحوية، حيث يتواجد عدد من هذه الأدوات التي تُدخل على الجملة وتؤثر على معناها.
    • تقوم بتغيير حركة ما يأتي بعدها، بينما يترك الآخر تأثيرًا نافيًا.
  • توجد العديد من الأمثلة التي توضح أنواع الإعراب لهذه الأدوات.

ومن الأمثلة الرئيسية ما يلي:

  • لن أمشي في الدرب.
    • لن: حرف نفي.
    • أمشي: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.
  • لم أحطم زجاج السيارة.
    • لم: حرف نصب.
    • أحطم: فعل مضارع منصوب.
  • يقول رب العزة “قالوا لن نبرح عليه عاكفين”.
    • لن: حرف نصب واستقبال ونفي.
    • نبرح: فعل مضارع منصوب وعلامة نصبه حرف النفي.
      • وهو فعل ناقص وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في نهايته، والنون تعرب ضمير مستتر تقديره نحن.
      • عليه: مجرور وجار مرتبطان بكلمة عاكفين.
      • عاكفين: خبر نبرح منصوب وعلامة نصبه الياء لأنها جمع مذكر سالم.
        • وجاء حرف النون كعوض عن التنوين الوارد في الاسم المفرد.
  • يقول الله تعالى في كتابه الكريم في سورة البقرة “قالوا أنى يكون له الملك علينا ونحن أحق بالملك منه ولم يؤت سعة من المال”. وتعتبر هذه الآية الكريمة مثالًا على الفرق بين “لم” و”لن”، وإعرابها كالتالي:
    • لم: حرف نفي وجزم وقلب.
    • يؤت: فعل مجزوم وعلامة جزمه حذف حرف الألف وهو حرف علة.
      • الدليل هو وضع الفتحة على الحرف قبل حرف العلة.
  • في قوله سبحانه “لم يلد ولم يولد”.
    • لم: تعرب حرف نفي وجزم وقلب.
    • يلد: تعرب فعل مضارع مجزوم وعلامة جزمه حرف النفي.
    • ولم: الواو حرف عطف، ولم حرف جزم ونفي مثلها مثل الأولى.
      • يولد: فعل مضارع مجزوم أيضًا بحرف النفي، وعلامة جزمه السكون.
  • لم ينقص قدر رجل يقدر غيره.
    • لم: حرف نصب.
    • ينقص: فعل مضارع منصوب، وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة في آخره.

أمثلة لتوضيح الفرق بين لم ولن

توجد العديد من الأمثلة التي توضح الاستخدامات الدقيقة لهذه الأدوات في عبارات متعددة، ومنها:

  • يقول الله تعالى “فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة أعدت للكافرين”.
    • في هذه الآية، يُظهر التحدي من الله عز وجل للكافرين بأن يأتوا بكتاب مماثل للقرآن الكريم.
    • إضافةً إلى أنهم لم يستطيعوا من قبل أن يأتوا بمثله، ولا يمكنهم مستقبلاً أن يفعلوا ذلك.
  • لعز وجل أيضًا في سورة الحجرات “قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم”، مما يعني أنهم لم يؤمنوا بل أسلموا لله.
  • يقول النبي صلى الله عليه وسلم “أيها الناس إني تركت فيكم الثقلين إن أخذتم بهما لن تضلوا.
    • أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لم يفترقا حتى يردا على الحوض”.
  • أيضًا قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم “لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين”.
  • لا خير في امرئ كاذب.
  • لن تقام المباراة غدًا بسبب العواصف والأمطار.
  • لم يدرس التلميذ المنهج.
  • لن ينجح المتكاسلون.
  • ما أتى إلا تلميذ.
  • لم تأتي أختي لزيارتي اليوم.
  • ما كان عمر ليكذب.
  • لن أصمت عن المطالبة بمتطلباتي.
  • لم أذهب إلى العمل غدًا.
  • لم تقم بدفع الاشتراك، لذلك لن تسجل في الرحلة.
  • لن يتأخر المدرس عن الصف.
  • لن يتقن الكسول وظيفته.
  • لم يحضر التلاميذ إلى المدرسة بسبب سوء الظروف الجوية.
  • لم تبدأ أمي بتحضير مائدة الطعام.
  • لما يقرأ أحمد القصيدة.
  • لم آكل المزيد من الخضراوات.
  • لم يسمع علي كلام أخيه.
  • يقول رب العزة في سورة الحجرات “قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبهم”.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *