تبحث هذه المقالة في ظواهر العنف المدرسي وسبل علاجه. أطفالنا هم زينة حياتنا وفلذات أكبادنا، ونحن ندافع عنهم بحب ورعاية، ونحرص على حمايتهم بعين يقظة.
ومع ذلك، فإن مرحلة الدراسة قد تحمل بعض التحديات، حيث قد يتعرض الأطفال للإيذاء من قبل زملائهم أو قد يصبحون هم أنفسهم مصدرًا للعنف.
في كلتا الحالتين، يقع على عاتق الأهل والمعلمين مسؤولية التدخل لإعادة الأمور إلى نصابها. ومن خلال هذا المقال، نستعرض مظاهر العنف المدرسي وكيف يمكن معالجتها في موقع مقال المتميز.
مقدمة في دراسة مظاهر العنف المدرسي وطرق معالجته
- العنف المدرسي هو جزء من العنف الذي يواجه الشباب.
- ويشير إلى الاستخدام المتعمد للقوة الجسدية أو النفسية ضد الأطفال في المناخ المدرسي، أو من قبل الأفراد المرتبطين بالمدرسة.
- يمكن أن يتأثر الأطفال بالعنف المدرسي منذ سن مبكرة، أي منذ سن الثامنة أو حتى أقل.
أنواع ومظاهر العنف المدرسي
- يمكن أن يتخذ العنف المدرسي أشكالًا متعددة وليس بالضرورة عنيفًا جسديًا فقط، وفيما يلي بعض الأنواع الأكثر شيوعًا:
- تشمل المعارك الجسدية، مثل الصفع والدفع واللكم والركل، وغير ذلك.
- العنف المنظم من قبل مجموعة من المتنمرين.
- استخدام الأسلحة.
- التنمر بجميع أشكاله، سواء الجسدي أو النفسي.
- الإساءة اللفظية.
- العنف الإلكتروني مثل التنمر الإلكتروني والتحرش عبر الإنترنت.
المواقع المحتملة لحدوث العنف في المدارس
- لا يقتصر العنف المدرسي على ما يحدث داخل الحرم المدرسي فحسب، بل يشمل أيضًا:
- العنف الذي قد يتعرض له الأطفال في أي حدث متعلق بالمدرسة، مثل الرحلات والمعسكرات.
- العنف الذي يمكن أن يحدث أثناء ذهاب الطفل أو العودة من أي نشاط مرتبط بالمدرسة.
- وكذلك العنف الذي يحدث في طريق الطفل إلى المدرسة أو منها.
أسباب العنف المدرسي
تشير التحليلات إلى وجود عدد من الأسباب والعوامل المحفزة التي قد تؤدي إلى حدوث العنف في المدارس:
- غالبًا ما يسعى الأطفال للحصول على الاحترام، وفي محاولة لكسب احترام الآخرين، قد يلجأون إلى سلوكيات عنيفة.
- يتأثر الأطفال بما يرونه من مشاهد عنف في التلفزيون أو الألعاب، دون إدراكهم لفروق بين الواقع والخيال، ما يدفعهم لتقليد أبطالهم المفضلين.
- الأطفال الذين تعرضوا للتنمر أو السخرية قد يلجأون إلى العنف كوسيلة لإثبات قوتهم بعد التعرض للإهانة.
- كما يسعى بعض الأطفال إلى استخدام السلوك العنيف ليثبتوا قوتهم ويكسبوا إعجاب الجنس الآخر.
- العنف المنزلي، وخاصة في حالة وجود اضطراب بين الأهل، يمكن أن يتحول إلى سلوك عنيف لدى الأطفال.
استراتيجيات للحد من العنف المدرسي
- من النقاط الأساسية في دراسة العنف المدرسي هي كيفية إيقافه.
- يجب أن يتعاون الأهل والمعلمون معًا لمنع العنف في المدارس.
- وفيما يلي بعض الطرق التي يمكن من خلالها المساهمة في تقليل العنف في المدارس:
التواصل مع الأطفال
- إن الحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة مع الأطفال والمراهقين يعد خطوة مهمة لتعزيز المشاركة في النشاطات المدرسية.
- وكذلك معرفة الأصدقاء والأنشطة المختلفة.
- احرص على طرح أسئلة مفتوحة مثل “أخبرني المزيد” و “ما رأيك؟”، مما يدل على أنك مهتم بسماع آرائهم.
- ابدأ محادثات جادة مع أطفالك حول مواضيع مثل العنف، التدخين، المخدرات، والجنس.
- لا تنتظر أن يأتي الأطفال إليك لبدء الحديث.
تشجيع ومكافأة الأطفال
قم بتقديم التقدير والتشجيع عندما يبدي الأطفال سلوكًا جيدًا، وتأكد من تسليط الضوء على إنجازاتهم.
يجب أيضًا وضع مكافآت للإنجازات ومساعدتهم في تحديد أهداف إيجابية لحياتهم.
مراقبة علامات العنف
- كن دائمًا حذرًا من أي علامات تشير إلى سلوك عنيف، وتعرف على الأسباب وقدم الحلول الممكنة لتصحيح ذلك السلوك.
- قد يظهر الأطفال الذين لديهم ميول عنيفة عدوانهم بطرق مختلفة؛ لذا، راقب العلامات التالية:
- انتهاك حقوق الحيوانات الأليفة أو الحيوانات البرية.
- الاهتمام المفرط بالأسلحة.
- الهوس بألعاب أو أفلام تتضمن العنف.
- التنمر أو تهديد الآخرين.
تحديد قواعد واضحة للأطفال
- يجب أن يمتلك الأطفال قواعد واضحة لكي يعرفوا ما هو متوقع منهم والعواقب المحتملة للإخلال بتلك القواعد.
- عند وضع قواعد الأسرة، تأكد من أن الأطفال يفهمون المغزى من تلك القواعد وأهميتها.
- تحقيق الانضباط يكون أكثر فعالية عندما يشارك الأطفال في وضع القواعد، وثبت أنك عادل ومرن.
- يجب أن تظهر لأطفالك من خلال سلوكك كيفية الالتزام بالقواعد والتحكم في الغضب.
إظهار الحب والدعم
- يمكن أن يساعد الحب والاهتمام في حل العديد من مشاكل الطفولة.
- أظهر لطفلك أنك تهتم به وثق به، وعبّر عن حبك بشكل علني، حتى يشعر بالأمان.
- كن متاحًا دائما لطفلك عندما يحتاج إليك.
معرفة أصدقاء طفلك
- اجعل من أولوياتك فهم أصدقاء طفلك من خلال تنظيم فعاليات وأنشطة منزلية.
- استفسر عن أصدقائه وما الذي يحبه أو لا يحبه فيهم، ومراقبة إن كان أحدهم يسبب له إزعاجًا.
- إذا كان هناك أصدقاء سلبيون يشجعونه على العنف، يجب توجيه طفلك بطريقة ذكية لابتعاد عنهم.
المشاركة في أنشطة المدرسة
- أظهر لأطفالك أنك تهتم بالتعليم وتريد منهم بذل جهد أكبر في المدرسة من خلال المشاركة في تعليمهم.
- تعرف على معلمي طفلك، وكن لهم نقطة اتصال في جميع الأوقات، وليس فقط عند حدوث مشاكل.
- تابع الأنشطة المدرسية والواجبات المنزلية وكن حاضرًا في الاجتماعات الأسرية.
- تطوع للمساعدة في الأعمال المدرسية ومرافق الأنشطة.
- ساعد أطفالك في إيجاد توازن بين الدراسة والأنشطة اللامنهجية.
- عليك دعم قواعد وأهداف المدرسة؛ فهذا يساعد في تقليل العنف المدرسي.
تنمية الأنشطة خارج المنهج
- شجع طفلك على المشاركة في أنشطة خارج المنهج.
- تعرف على الأنشطة التي يحبها طفلك ووفّر له دروسًا في الهوايات مثل الموسيقى والرياضة، فهذه الأشياء تساعده على تفريغ طاقته بعيدًا عن العنف.
- تأكد من أن طفلك دائمًا مشغول بأشياء ممتعة.
- يجب أن تلعب الأسر والمعلمون دورًا مهمًا في نمو الطفل وسلامته.
- إذا كانت لديك مخاوف بشأن تعرض طفلك للعنف المدرسي، من الضروري تحفيزه للإبلاغ عن أي مشاعر سلبية وأن تُخبر الجهة المختصة في المدرسة.
آثار العنف المدرسي على الطلاب
- تعرض الطلاب لمعاملة جسدية من قبل المعلمين، مما يؤدي إلى خلق مناخ من الخوف.
- يمكن أن يؤثر سلوك المعلم بشكل كبير على بناء شخصية الأطفال.
- قد يؤثر على مدى صدق الطلاب، مما يجعلهم يكذبون على المعلمين وأقرانهم.
- وفي بعض الحالات، قد يفكر الطالب في الهروب أو الانتحار.