محل دفن سيدنا سليمان

موقع قبر سيدنا سليمان عليه السلام

يعتبر موضوع موقع قبور الأنبياء -عليهم السلام- من القضايا التي لم يتم الاتفاق عليها بشكل قاطع، باستثناء قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وقبر النبي إبراهيم -عليه السلام-؛ ولذلك، فإن المعلومات المتاحة حول قبور الأنبياء هي غالبًا اجتهادات غير مؤكدة، ولا يحق الجزم بمواقعها.

أما بخصوص قبر سيدنا سليمان -عليه السلام-، فقد أشار بعض العلماء إلى أنه يقع في مدينة بيت المقدس قرب كنيسة تعرف باسم كنيسة الجسمانية، حيث يعتقد أن سيدنا سليمان ووالده سيدنا داود -عليهما السلام- مدفونان معًا. وقيل أيضًا إن قبره -عليه السلام- يوجد على ساحل بحيرة طبرية.

تباينت الآراء حول عمر سيدنا سليمان عند وفاته -عليه السلام-؛ إذ قيل إنه عاش مدة ثلاث وخمسين سنة، حيث تولى حكمه وهو في الثالثة عشر من عمره. وقيل أيضًا إنه عاش اثنين وخمسين سنة، وبدأ حكمه في الثانية عشرة، بينما يُذكر أنه عاش سبعمائة سنة، وهذا القول يُعتبر ضعيفًا.

قصة وفاة سيدنا سليمان عليه السلام

عبادة سيدنا سليمان عليه السلام

أورد العلماء أن سيدنا سليمان -عليه السلام- كان يقيم في بيت المقدس لفترات تمتد من شهر إلى شهرين أو حتى سنين، وكان يدخُل أماكن العبادة ليعكف عليها. وكان يستيقظ كل يوم ليجد أن الله قد أنبت له شجرة يسألها عن اسمها، وذات مرة، ظهرت له شجرة تُعرف بالخروبة، فأخذ غصنًا منها وغرسها بجوار المسجد واستخدمه كعصا، ثم دعا الله قائلاً: “اللهم خفِ الموت عن الجن حتى يعلم الإنس أن الجن لا يعرفون الغيب”.

لحظة القدر مع ملك الموت

روى العلماء أن سيدنا سليمان -عليه السلام- طلب من ملك الموت أن يُعلمه عندما يحين أجله، فجاءه ملك الموت ليخبره أن الوقت قد حان وأن لديه فترة قصيرة متبقية من الزمن. وفي تلك اللحظة، دعا الشياطين ليبنون له صرحًا من الزجاج دون باب، واستمر في العبادة حتى اختاره الله -عز وجل-، وكان قد استند على عصاه.

قيل بأنه في إحدى الأيام، كان يرغب في قضاء يوم هادئ بعيدًا عن الفوضى، فدخل قصره وأغلق الأبواب أمام الجميع. لكن ملك الموت دخل عليه وقبض روحه وهو مستند على عصاه، بينما كانت الشياطين محيطين بمحرابه ولا يجرؤ أحد منهم على النظر إليه إلا واحتُرق.

مفاجأة الجن بعد وفاة سيدنا سليمان

لم يكن الجن يعرفون الغيب كما ادعوا، فالغيب هو من علم الله -عز وجل- وحده. لذا، ذكر العلماء أنه لدى وفاة سيدنا سليمان -عليه السلام-، لم يكن يعلم أحد بموته، إذ كانت عصاه لا تزال قائمة، حتى أكلتها الأرضة فسقطت العصا، وبالتالي أدرك الجميع في تلك اللحظة أنه قد توفي.

حينها، أدركت الجن أن سيدنا سليمان -عليه السلام- قد فارق الحياة، وعلموا أنهم لو كانوا يعرفون الغيب لكانوا بعيدين عن عذابهم الدائم. وقد قيل أن الجن كانوا يعبون الماء للأرضة التي أكلت العصا.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *