موقع وفاة خالد بن الوليد

موقع وفاة خالد بن الوليد

خالد بن الوليد -رضي الله عنه- كان مجاهداً نبيلًا، دافع عن الإسلام ببسالة لا مثيل لها. كانت أمنيته أن يلقى ربه شهيداً في ساحة المعركة، لكن مشيئة الله -عز وجل- قضت بأن يتوفى على فراشه نتيجة مرضه، وذلك في مدينة حمص، في بلاد الشام، في السنة 21 للهجرة.

يعتبر هذا الرأي الأكثر شيوعًا لدى المؤرخين، حيث أشار ابن كثير في كتابه “البداية والنهاية” إلى ذلك. وفيما يتعلق بمكان وفاته، فقد ذكر ابن تيمية وجود آراء متعددة؛ فمنهم من يقول إنه دُفن في حمص، وآخرون يرون أنه توفي في المدينة المنورة ودفن هناك. وقد توفي في عهد الخليفة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، الذي شعر بحزن عميق لفقدانه، وكان عمره عند وفاته 60 عامًا.

كلمات خالد بن الوليد قبل وفاته

كان خالد بن الوليد -رضي الله عنه- في حزن شديد لشعوره بقرب أجله، إذ يتمنى الشهادة التي طالما سعى إليها. خاض العديد من المعارك، تجاوزت المئة، ورغماً عن الجروح التي غطت جسده من ضربات السيوف والسهام، توفي في فراشه. وقد بكى خالد متأثراً بحالته، ولم تفارق خياله أمنية الجهاد والاستشهاد. ومن أبرز الكلمات التي قالها قبل وفاته، والتي خلدها التاريخ:

  • “لقد حضرت كذا وكذا زحفا وما في جسدي موضع شبر إلا وفيه ضربة بسيف، أو رمية بسهم، أو طعنة برمح، وها أنا ذا أموت على فراشي حتف أنفي، كما يموت البعير، فلا نامت أعين الجبناء”.
  • “ما كان في الأرض من ليلة أحب إلي من ليلة شديدة الجليد في سرية من المهاجرين أصبح بهم العدو، فعليكم بالجهاد”.

لمحة عن حياة خالد بن الوليد

منّ الله -تعالى- على الإسلام بجيل من الرجال والنساء المخلصين الذين ساهموا في نشر رسالة الحق تحت قيادة الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-، ونبذوا المنكر وتصدوا لحماية الدين بجميع ما أوتوا من قوة. ومن بين هؤلاء الأبطال، يبرز خالد بن الوليد، المعروف بشجاعته وقوته، والملقب بسيف الله المسلول.

وهو خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي، الذي يجتمع نسبه مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في مرة بن كعب بن لؤي، الجد السابع للنبي، وأمه هي لبانة بنت الحارث بن حزن الهلالية. وقد نشأ خالد بن الوليد، المعروف بلقب “أبو سليمان”، في مكة المكرمة.

عُرف خالد بن الوليد -رضي الله عنه- بشجاعته وروحه الجهادية، وترعرع في بيئة تهيمن عليها قيم القتال والحرب. كانت لديه براعة عسكرية جعلته يُعرف بجنبه الذكي، وقد لعب دوراً مهماً في غزوة أحد، حيث أدت استراتيجياته إلى خسارة المسلمين بعد أن كانوا في وضع انتصار. ولا تزال خططه العسكرية تُدرس في معاهد وجامعات اليوم.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *