مقالة حول الاحتفال بعيد المعلم في العراق

يوم المعلم في العراق

تحتفل الأسرة التعليمية في العراق، بما في ذلك الإداريين والمعلمين والطلاب، بإحياء يوم المعلم في الأول من مارس. في هذه المناسبة العزيزة، يعبر الطلاب عن تقديرهم واعتزازهم بمساهمات معلميهم، إذ أن العديد من المعلمين أضاءوا طريق طلابهم بالعلم والمعرفة. إن رسالة التعليم هي رسالة نبيلة، تضئ العقول وتفتح آفاق المستقبل، حيث ساهمت في تطوير حضارات وأساليب الحياة عبر العصور، فالعلم هو نهر جاري لا ينضب، يمتاز كل يوم بما هو جديد.

في هذا اليوم المميز، نهنئ المعلم بمناسبته، فهو النور الذي انقلبت على يديه ظلمة الجهل، وهو الشخص الذي يكرس جهوده في تنمية الأخلاق وصقل القيم في سبيل تربية عقول تسهم في بناء الأمة. المعلم يشبه المزارع الذي يسعى لزراعة غرسه ويرويه بحب وعطاء، منتظراً قطف ثمار جهوده، فقد تخرج على يديه العديد من الطلاب الذين برعوا في شتى المجالات، لتصبح منهم الطبيب أو المهندس أو المحاسب، وكل منهم يسير على خطى معلمه، فالعائلة التعليمية هي في واقع الأمر عائلة حقيقية.

المعلم هو بمثابة الأب، والطالب هو الابن، حيث يقضيان معًا أوقاتهم في المدرسة في سبيل رسالة التعليم. يبذل المعلم قصارى جهده بتواضع وصبر، ويتوجب على الطالب في المقابل اكتساب العلم من معلمه.

في عراقنا الحبيب، يعد المعلم رمزاً للتضحية والإخلاص وحب الإنسانية والوطن. فهو يمضي الساعات في تحضير الدروس وإيصالها للطلاب بأسلوب مبتكر يشجعهم على المشاركة والنشاط، بعيداً عن الكسل والخمول.

يعد المعلم عوناً للطالب في القراءة والتأمل، حيث يُعتبر التعليم مهنة صعبة تتطلب بناء شخصية الطالب وتنمية عقله، وهو يدرب الطالب ليصبح معتمداً على نفسه في الحياة، أي أن المعلم يعزّز قدرات الطالب حتى يصل إلى التفوق في دراسته.

إلى جانب المعلم، ينبغي على الآباء والأمهات تكاتف الجهود مع هذا المعلم الذي كرس حياته في سبيل العلم. يجب على الأسرة تشجيع أبنائها على حب التعليم والمعلم وعدم تجاهل الدروس. المعلم يقدم خبراته بأشكال حضارية وتعليمية تجعلها قابلة لفهم جميع الطلاب، بغض النظر عن اختلاف مستويات الذكاء.

الجهود التي يبذلها المعلم هي جهود موحدة لجميع طلابه، لذا من الواجب على الآباء عدم دعم أبنائهم للذهاب إلى الدروس الخصوصية، بل أن يركزوا على دعم المعلم ومساندته. كما يُقال: “من علمني حرفاً، صرت له عبداً”، فالمعلم هو المصباح الذي يتساعد به الطالب خلال مسيرته التعليمية. إن التعليم مهنة نبيلة، ونُكن كل التقدير والاحترام لكافة المعلمين العراقيين والعرب، وبوركت جهودهم المباركة.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *