تُعتبر مسألة الفرق بين الاسم الجامد والاسم المشتق من الأمور المهمة التي تثير اهتمام العديد من الطلاب. يكمن الفرق في أن الاسم الجامد يأتي في المرتبة الأولى من حيث الظهور، بينما الاسم المشتق يتكون من جزئين، حيث يمثل الجزء الأول اسم الذات مثل الحيوان.
بينما يُعبر الاسم المعنى عن مفهوم معين مثل “علم”، نجد أن الاسم المشتق يُشتق من اسم آخر. في هذا المقال، سنستعرض بالتفصيل الطرق التي تميز بين الاسم الجامد والاسم المشتق.
الاسم الجامد
الاسم الجامد هو الاسم الذي لا يمكننا أن نعود فيه إلى كلمة سابقة. من الأمثلة الشائعة على ذلك “شجر” و”شمس”، حيث لا يمكننا الرجوع بهما لأسماء سابقة. ولهذا، يتم تصنيفه كاسم جامد؛ إذ لا توجد أسماء سابقة له.
يمكن تقسيم الاسم الجامد إلى شقين: الاسم الذي يدل على معنى مجرد، واسم يدل على ذات لأشياء مادية ولكن دون وصف.
تنقسم الأسماء الجامدة إلى المصادر، ومنها:
- مصدر ثلاثي: يتضمن مصادر ثلاثية مصاغة بأوزان سماعية مثل “فعالة”، والتي تتعلق بأنشطة مثل “زراعة” أو “صناعة”، وهناك أيضًا مصادر على وزن “فعال” تدل على الأمراض، مثل كلمة “صداع”.
- مصدر رباعي: يتضمن أوزانًا على غرار “أفعل” و”إفعالا”، وفيه يتم تشديد حرف العين للتعبير عن الوزن “تفعيلا”، وأيضًا وزني “فاعل” و”مفاعلة”.
- المصادر الخماسية والسداسية: تُستخدم فيها أفعال الماضي مع كسر الحرف الثالث ويوضع حرف الألف قبل الحرف الأخير مثل “استخداما” و”استحماما”، وفي حالة المصادر المبدوءة بتاء زائدة، يتم ضم الحرف ما قبل الأخير، كمثال “تعلما”.
- المصدر الصناعي: كلمة تنتهي بيا أو تاء التأنيث مثل “سوري” و”سورية”.
- المصدر الميمي: مصدر يبدأ بحرف الميم الزائدة، على وزن ثلاثي مثل “مفعل” حيث تكون العين مفتوحة، وعندما نقول “قال” يكون الوزن “مفعل” مع كسر العين.
- اسم الهيئة: يستخدم للتعرف على هيئة الفاعل أثناء قيامه بالفعل، ويكون وزنه “فعلة” بكسر حرف الفاء، ويُصاغ من تاء التأنيث في المصدر.
الاسم المشتق
الاسم المشتق هو اسم يُشتق من اسم آخر وله عدة أقسام، منها اسم الفاعل واسم المفعول.
كما يشمل صيغ المبالغة، اسم التفضيل، الصفة المشبهة، واسم الآلة، بالإضافة إلى اسمي الزمان والمكان:
اسم الفاعل
- هو اسم يُشتق من المصدر المعروف للفعل.
- يشتق الفاعل من الفعل الثُلاثي، مثل “شاعر” من “شعر”، و”قائل” من “قال”، و”لاعب” من “لعب”.
- أما الفعل غير الثلاثي، فيجب قلب حرف المضارعة إلى ميم مضمومة مع كسر الحرف قبل الأخير، مثل “مدحرج” من “يدحرج”، و”مستخدم” من “يستخدم”.
اسم المفعول
- يتم اشتقاق اسم المفعول من الفعل بعد أن يتم بناؤه للمجهول، ويتم صياغته على وزن “مفعول”، مثل “مكتوب”.
- في حالة كون الفعل غير ثلاثي، يتم صياغته بوجود حرف مضارعة وميم مضمومة مع فتح الحرف قبل الأخير.
صيغ المبالغة
- تشير صيغ المبالغة إلى وجود خمس أنواع منها: “فعال”، “فعول”، “فعيل”، و”فعل”.
اسم التفضيل
- يعبر عن اشتراك شيءين في صفة معينة، ولكن أحدهما يتميز عنها، وصياغته تأتي على وزن “أفعل” و”فعلاء”. “أفعل” للمذكر و”فعلى” للمؤنث.
- توجد شروط لصياغة اسم التفضيل، مثل أن يكون الثلاثي، وحالة الفعل تام، وغير ناقص، ويجب أن يكون مبني للمعلوم وغير مجهول وغير دال على عيب أو لون. في حالة عدم تحقق الشروط، لا يصح اسم التفضيل إلا بوجود وسيط.
اسمي الزمان والمكان
- اسم دال على المكان وآخر دال على الزمان، يأتي على وزن “مفعل” بفتح حرف العين للفعل الثلاثي الصحيح، أما الفعل الناقص فيكون على وزن “مفعل” بكسر حرف العين.
اسم الآلة
- اسم يُشتق من فعل ثلاثي متعدٍ، يدل على أداة قامت بعملية معينة، وقد يأتي من فعل لازم. هناك صيغ قياسية، مثل “مفعل”، “مفعال”، “مفعلة”، و”فعالة”، كمثل كلمة “غسالة”.
أنواع الاسم الجامد
كما ذُكر، الاسم الجامد لا يعود لكلمة سابقة، وينقسم إلى نوعين:
اسم الذات
- هو الذي يمكن إدراكه بحاسة من الحواس، كالحيوانات مثل “حصان”، “حمار”، “أسد”، “كلب”، “تمساح”، “سلحفاة”، “ثعلب”، “ذئب”، و”سمكة”.
- كما يمكن رؤية الطيور المختلفة، وكذلك الشمس والقمر.
- لذا، كل ما يمكن لمسه أو رؤيته بأي حاسة يعتبر اسم ذات.
اسم المعنى
ندرك الاسم من خلال العقل دون الحاجة لإدراكه بالحواس، وهو أصل المشتقات مثل “استعداد”، “استخدام”، “استقدام”، “استعطاء”، و”انطلاق”.
شروط صياغة اسم التفضيل
هناك مجموعة من الشروط اللازمة لصياغة اسم التفضيل.
- يجب أن يكون ثلاثي وغير بحالي أو أكثر.
- يجب أن يكون الفعل تام وغير ناقص، فلا يمكن تفضيل فعل ناقص.
- يجب تجريد الفعل دون إضافات ليتم صياغة اسم تفضيل.
- يجب أن يكون مبني للمعلوم وليس للمجهول، وأن لا يدل على عيب أو لون.
- يجب أن يكون الفعل متصرف، وليس مثل “ليس”، أي أن يكون الفعل قابلًا للتفاوت.
المصدر الصناعي
- عبارة عن اسم ينتهي بحرف يدل على صفة معينة.
- توجد أوزان مختلفة للمصدر الصناعي، حيث يتم صياغته بسهولة من الأسماء الجامدة.
- لا يقتصر وصف الكلمة على الجانب المؤنث فقط، بل يمكن أن تصف أشياء معينة مثل “إنسانية” أو “كيفية”.
اسم المرة
يُعتبر اسمًا يساعد في وصف حدوث الشيء كم مرة، وهناك أوزان مختلفة لهذا الاسم منها:
- يتم صياغته من فعل ثلاثي الوزن على وزن “فعلة”.
- يجب أن يكون بحركة فتحة على حرف الفاء وسكون حرف العين.
- مثال: “أكل الولد أكلة”، “شرب أحمد شربة”، “لعبت أسماء لعبة”.
- كذلك “رحم رحمة”، حيث يُمكن وصف عدد المرات بسهولة مثل “قرأ الكتاب قراءة واحدة”، و”كتب الواجب كتابة واحدة”، مما يدل على حدوث الفعل مرة واحدة فقط.
- في حالة صياغته من الفعل فوق الثلاثي، يتم إضافة حرف التاء بعد التصريف من المصدر، مثل “أقبل إقبالة”، و”قدم تقديمه”.
- تُفضل في حالة زيادة الوزن عن ثلاثي استخدام الصيغة الأشهر، مثل “زلة” و”زلزلة” وليس “زلزالة”.
- يجب التركيز على قراءة الكلمة عدة مرات واختيار الأنسب، حيث لا يعتمد الاختيار فقط على المصدر.