إيمان أصحاب الكهف
قصّة أصحاب الكهف وردت في القرآن الكريم، حيث تُظهر عظمة الله -تعالى- وقدرته وحسن تدبيره لشؤون عباده. بدأت هذه القصة عندما جاء أحد الحواريين الذين دعوا إلى دين عيسى -عليه السلام- وكان يعمل في حمام بالمدينة. تعرف هذا الحواري على مجموعة من الفتية الذين قيل إن عددهم سبعة، وعلمهم كلمة التوحيد، وهو الدين الصحيح الذي حضّ عليه عيسى -عليه السلام-. أعجب الفتية بكلامه وقرروا اتباعه، لكنهم واجهوا الملك دقيانوس الذي بدأ بمطاردتهم، معلنًا عداءه لهم بسبب توحيدهم.
الانفصال عن قومهم
حينما لاحظ الفتية ميل قومهم إلى الشرك وعبادة الأوثان، أدركوا أنه لن يتمكنوا من إقناعهم بالتوحيد إذا علموا بأمرهم. لذا قرر كل واحد منهم الانعزال عن قومه هرباً بدينهم. اجتمع الفتية في كهف حيث تآلفت أرواحهم، وقد وصف الله -تعالى- هذا الكهف بدقة، مبينًا كيف كانت الشمس تدخل من ناحية الغرب وتغيب من الشرق. وقد جهّز هذا الكهف لاستقبال معجزة ستحدث لهؤلاء الفتية؛ إذ يخبرنا القرآن الكريم أنهم ناموا في الكهف لثلاثمئة سنة وتسع سنوات.
استيقاظ أصحاب الكهف
بعد فترة النوم الطويلة، استيقظ الفتية وتبادلوا النظر، يتساءلون عن المدة التي قضوها في الكهف. لم يتوقعوا أن يكون قد حدثت معجزة طوال نومهم، ولذلك قرروا إرسال أحدهم إلى المدينة لمعرفة حال الناس والزمن. وعند خروجه، وُجدت المدينة مختلفة تمامًا؛ كل شيء تغير. لكنه تردد في التحدث خوفًا من أن يُكشف أمره، فاشترى شيئًا ودفع للبائع، الذي أبدى دهشته من شكل النقود وأخبره بأنها قد تكون كنزًا. هكذا تكشفت الحقيقة للفتى وللناس، وانتشرت قصة ظهور الفتية الذين آمنوا.