الموقع الجغرافي لبولندا
تتميز بولندا بموقعها الاستراتيجي في قلب أوروبا، مما يمنحها قربًا من عدة دول. تقع في وسط أوروبا، حيث تحدّها ألمانيا وجمهورية التشيك من الجنوب الغربي، وأوكرانيا من الجنوب الشرقي، وليتوانيا وروسيا من الشمال الشرقي. كما تحدها روسيا البيضاء من الشرق. بالإضافة إلى ذلك، تمتلك بولندا حدودًا بحرية مع الدنمارك والسويد وتمتد حدودها الشمالية على طول ساحل بحر البلطيق لمسافة 440 كم. عاصمتها مدينة وارسو، التي تسجل تعداد سكان يبلغ حوالي 1.7 مليون نسمة.
تتميز بولندا بهويتها الفريدة ومكانتها المميزة، حيث تمثل تلاقياً بين الثقافات الأوروبية الشرقية والغربية، وكانت تُعتبر أكبر دول أوروبا الشرقية سابقًا، كما أنها سابع أكبر دولة في القارة. تعد واحدة من أكثر دول الاتحاد الأوروبي كثافة سكانية، حيث يوزع سكانها على مساحة إجمالية تبلغ 312,680 كم². يشار إلى أن مساحة بولندا أقل بقليل من ولاية نيو مكسيكو، وتظهر المساحة تباينًا بين الاتجاهين الشرقي الغربي والشمالي الجنوبي، مع زيادة تقارب 40 كم في الاتجاه الشرقي الغربي مقارنة بالاتجاه الآخر. تساهم الحدود البرية لبولندا، التي تبلغ 2,788 كم، في تفوقها على حدودها البحرية التي تصل إلى 491 كم.
الطبيعة في بولندا
تتميز بولندا بطبيعتها الخضراء، حيث تنتشر بها الأراضي الحرجية الواسعة التي توفر موطنًا لمجموعة من الحيوانات، بما في ذلك ثور البيسون الأوروبي. تضم البلاد أيضًا العديد من الغابات التي تؤوي بعض الأنواع المهددة بالانقراض في أوروبا، مثل الخيول البرية، وماعز الشامواه، والوشق الأوراسي، والدببة البنية، والذئاب الرمادية. وقد أدت مشكلات التلوث إلى تقليص ثروة بولندا الحيوانية، مما دفع الحكومة إلى إنشاء 23 متنزهًا وطنيًا و1,269 محمية طبيعية و100 محمية للطيور.
جغرافية بولندا
تتنوع التضاريس الجغرافية في بولندا، حيث تشمل مناطق جبلية وصحراوية وساحلية، بالإضافة إلى انتشار المسطحات المائية. تتمتع البلاد بساحل مستوٍ على بحر البلطيق شمالًا، وتحتوي على عدة أنهار رئيسية، حيث يُعتبر نهر فيستولا الأطول في البلاد، الذي يمتد بطول 1,047 كم، يليه نهر الأودر الذي يشكل جزءًا من الحدود الغربية ويصل طوله إلى 854 كم، بالإضافة إلى نهر فارتا. تُوجد أيضًا المئات من البحيرات الصغيرة، خاصة في أقصى الشمال الشرقي، على الرغم من أن فنلندا تضم عددًا أكبر من البحيرات.
تنتشر الجبال في المناطق الشمالية، حيث تُعتبر جبال تاترا الأبرز، وهي جزء من جبال كاربات، والتي تضم 21 قمة يزيد ارتفاعها عن 2,000 م، تمتد على طول الحدود مع سلوفاكيا. تُسجل أعلى قمة في جبال تاترا ارتفاعًا يصل إلى 2,499 م، بينما تقع أدنى نقطة في البلاد عند -1.8 م في دلتا فيستولا. تنتشر الأراضي الزراعية الخصبة ووديان الأنهار في المنخفضات الوسطى التي تنتهي بجبال إلى الجنوب من نهر فيستولا.
تظهر التضاريس الصحراوية في جنوب بولندا، حيث تُعتبر صحراء بيدو الممتدة على مساحة 32 كم² واحدة من أندر الصحاري الطبيعية في أوروبا، وكثبانها الرملية تمتد لتصل إلى 30 م.
الموارد الطبيعية في بولندا
تتمتع بولندا بتنوع في الموارد الطبيعية، بما في ذلك الموارد الزراعية مثل البطاطا، والألبان، والحبوب، وزراعة البساتين، والبذور الزيتية، والشمندر السكري. كما تحتوي البلاد على موارد معدنية مثل النحاس، والفضة، والرصاص، والكبريت، والزنك، حيث يُعتبر الكبريت المعدن الثاني الأهم في البلاد، إذ تُعد بولندا واحدة من أكبر الدول إنتاجًا له. بالإضافة إلى ذلك، توجد الموارد غير المعدنية الهامة مثل الحجر الجيري، والطباشير، والجبس، والرخام، والباريت، والكاولين، والملح. يُذكر أيضًا أن هناك منجمًا تاريخيًا للملح في مدينة فياليتشكا، الذي يُعتبر موقعًا للتراث العالمي لليونسكو.
بالإضافة إلى ذلك، تحتوي بولندا على الفحم الحجري والغاز الطبيعي، حيث يتفوق مخزون الغاز على مخزون النفط. ومع ذلك، أصبحت تكاليف استخراج الفحم والمعادن الأخرى باهظة في أواخر القرن العشرين، حيث تجاوزت التكاليف العوائد المحتملة من البيع، مما أدى إلى انخفاض في مستويات الإنتاج نتيجة تراجع الأسعار وخصخصة المشاريع.
المناخ في بولندا
يهيمن المناخ القاري المعتدل على بولندا، حيث يمتد فصل الشتاء من ديسمبر إلى مارس، وتتراوح درجات الحرارة المتوسطة في يناير بين -1 و -5 درجات مئوية. في فصل الصيف، الذي يمتد من يونيو إلى أغسطس، تتراوح درجات الحرارة في يوليو وأغسطس بين 16.5 و19 درجة مئوية، وقد تصل أحيانًا إلى 35 درجة مئوية. يُشار إلى أن بولندا تقع في منطقة معتدلة مناخياً تحت تأثيرات مناخية مختلطة، حيث بلغ متوسط درجات الحرارة السنوي حوالي 6-8 درجات مئوية، ويُقدَّر هطول الأمطار بحوالي 700 ملم.