قرية أم الرصاص
تقع قرية أم الرصاص في وسط المملكة الأردنية الهاشمية، وتتبع إدارياً محافظة عمان. تبعد هذه القرية حوالي 30 كيلومترًا عن مدينة مأدبا باتجاه الجنوب. تُعرف القرية باسمها القديم “كاسترون ميفعة”، كما ورد في نصوص باللغة اليونانية موجودة في فسيفساء تعود إلى العصر الأموي. وقد ذُكر اسم ميفعة أيضًا في المصادر الرومانية التي أشارت إلى وجود وحدة من الجيش الروماني على حدود الصحراء في المنطقة.
الآثار التاريخية
تتكون قرية أم الرصاص من ثلاثة مكونات رئيسية:
- الحصن الروماني: يُحاط هذا الحصن بسور مدعم بعدد من أبراج مراقبة تحمي الطريق التجاري السلطاني، مما يساهم في تأمين الاستقرار في المناطق المحيطة. بُني هذا الحصن في العصر البيزنطي في القرن الثالث الميلادي، ويحتوي ضمن أسواره على عدد من الكنائس، ويتميز بكونه بناءً مستطيلاً يضم إقامة الفيلق الروماني.
- مجموعة الكنائس: تقع شمال الحصن، حيث تمكنت بعثة مشتركة من معهد الآباء الفرتسيسكان للآثار ودائرة الآثار الأردنية من اكتشاف مجمع ديني يتكون من أربع كنائس، بعضها يتزين بأرضيات فخمة من الفسيفساء مثل كنيسة القديس سيرجيوس وكنيسة القديس أسطفانس.
- برج الناسك: يقع هذا البرج إلى الغرب من الحصن، وفي قمته توجد غرفة استخدمها الراهب لأغراض العبادة.
أهمية القرية
تحظى أم الرصاص بأهمية دينية وأثرية ملحوظة، حيث تعكس أهمية دينية نتيجة لوجود العديد من الكنائس التي أُنشئت في العصر البيزنطي، واستمرت رعايتها وإعادة إعمارها وبناء كنائس جديدة في الفترتين الأموية والعباسية.
كما تتمتع القرية بأهمية جمالية بسبب وجود الفسيفساء ذات النقوش الرائعة التي تمثل صور المحسنين والحيوانات وأشكال معمارية دقيقة، وتعرض الفسيفساء أيضًا أسماء بعض المدن التي كانت مزدهرة في فلسطين والأردن. إن اكتشاف الكنائس التي شُيدت في العصر الأموي يشير إلى التعايش السلمي بين المسلمين والمسيحيين منذ عصور قديمة.
تكتسب قرية أم الرصاص قيمة دينية كبيرة لدى المسلمين، حيث ذُكر في تاريخ ميفعة أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم زارها في شبابه قبل النبوة خلال رحلة تجارية. وقد كان بها راهب يُدعى بحيرة، الذي لاحظ سحابة تظل الجماعة القادمة إلى الدير. دُعي محمد لمرافقة القافلة، وسأل الراهب عن الشاب الذي يرافقهم. بعد التعريف عن محمد، طالب الراهب رفاقه بالحفاظ على هذا الفتى، حيث اعتقد أنه يحمل مستقبلًا عظيمًا، إذ رأى فيه ملامح النبوة بحسب ما ذُكِر في كُتبه الدينية.