أهمية قصص الأنبياء للأطفال
أشار الله -عز وجل- في كتابه العزيز إلى الفوائد المستنبطة من قصص أنبيائه -صلوات الله وسلامه عليهم- حيث قال: (لَقَد كانَ في قَصَصِهِم عِبرَةٌ لِأُولِي الأَلبابِ ما كانَ حَديثًا يُفتَرى وَلكِن تَصديقَ الَّذي بَينَ يَدَيهِ وَتَفصيلَ كُلِّ شَيءٍ وَهُدًى وَرَحمَةً لِقَومٍ يُؤمِنونَ).
تعزيز الإيمان بالله ورسله
تتميز قصص الأنبياء بأنها واقعية وليست خيالية، على عكس حكايات الغيلان وألف ليلة وليلة التي تشمل مبالغات وخيالات. فالأبطال في قصص الأنبياء هم من البشر مثلنا، وقصصهم التي سردها علينا الله -عز وجل- هي دليل على صدق تلك الحقائق.
تظهر هذه القصص مكانة الأنبياء عند الله -سبحانه وتعالى-، وكيفية نصرتهم من رب العالمين، مما يساهم في بناء علاقة قوية بين الأطفال والله -عز وجل-، ويعمق إيمانهم بعباده الذين اختارهم الله ورفع مقامهم وأوصى بالإيمان بهم.
تعزيز محبة الأنبياء والمثل العليا
عندما يستمع الأطفال إلى قصص الأنبياء وما بذلوه من جهد من أجل نشر الخير والفضيلة، وكيف ضحوا من أجل رفاهية الناس وسعادتهم، سيزرع ذلك حبهم لهم في قلوبهم. وعندما يدركون مدى حزن هؤلاء الأنبياء لعدم استجابة أقوامهم، ورحمتهم العظيمة بالمخلوقات، فإن هذه القيم ستؤثر بشكل ملحوظ في حياتهم وتجعلهم حريصين على اقتفاء أثرهم.
تصحيح مفهوم النصر للحق
تساهم قصص الأنبياء في توضيح كيف أن الله -عز وجل- نصرهم وحقق نجاح دعوتهم، وحثَّهم على الثبات في الأرض، بينما أهلك أعداءهم وجعلهم في الخسارة. كما تترك هذه القصص آثارًا لتكون عبرة للناس، مما يعزز في نفوسهم أن أهل الحق هم المنتصرون، وأن دعواتهم هي المؤثرة في المجتمع.
ارتباط الأطفال بالقرآن الكريم
يساهم الإشارة إلى قصص الأنبياء بأسلوب مشوّق ومفيد في تعزيز الارتباط بين الأطفال والقرآن الكريم، الكتاب الذي أنزله الله -عز وجل- على نبيه -صلى الله عليه وسلم-. هذا الارتباط يعطي للقرآن مكانة خاصة في قلوب الأطفال، لأنه المصدر الحقيقي لقصصهم بعيدا عن الكذب والتزييف، وبدونه لما استطعنا معرفتها بشكل دقيق.
تنمية ثقافة الجدية والعمل لتحقيق الأهداف وفقاً لسيرة الأنبياء
قال الله -عز وجل-: (أُولئِكَ الَّذينَ هَدَى اللَّـهُ فَبِهُداهُمُ اقتَدِه)، حيث يأمرنا بالتأسيس على نهج الأنبياء -عليهم السلام- واتباع أسلوب حياتهم المبني على الجدية والاجتهاد. إن العمل المستمر في الدعوة إلى الله -عز وجل- والتأكيد على الإيمان به في قلوب الناس، وتطبيق شرعه في السلوكيات يشكل أساساً لتنشئة أطفال يتمتعون بذهنية العمل الجاد من أجل تحقيق الخير.