وكالة ناسا
تُعرف ناسا، والتي هي اختصار لمصطلح (National Aeronautics and Space Administration)، بأنها الوكالة الوطنية للفضاء والطيران. تُعتبر هذه الوكالة مدنيّة تابعة للحكومة الأمريكية، ويقع مقرها في العاصمة واشنطن، مع وجود فروع لها في معظم الولايات الأمريكية. تتركز المهام الأساسية لوكالة ناسا على إجراء الأبحاث وتطوير البرامج وعمليات الطيران لصالح الحكومة الفيدرالية، بالإضافة إلى استكشاف الفضاء الخارجي من خلال إرسال الأقمار الصناعية في الفضاء.
تأسست وكالة ناسا عام 1958 بموجب قرار من الرئيس الأمريكي دوايت أيزنهاور، الذي كان يؤمن بمبادئ الحرية والديمقراطية وحرية الفكر. وقبل تأسيس هذه الوكالة، كان هناك كيان صغير يُعرف باللجنة الوطنية الاستشارية للعلوم الجوية، والتي كانت تُعرف باسم (ناكا).
التنافس الأمريكي الروسي
جاء تحويل اللجنة الاستشارية ناكا إلى وكالة ناسا، ورصد ميزانية كبيرة لها، كرد فعل مباشر من الإدارة الأمريكية على إطلاق الاتحاد السوفيتي لأول قمر صناعي إلى الفضاء. اعتبرت الإدارة الأمريكية ذلك تحدياً كبيراً لقوتها، خاصةً أن كلا البلدين كانا في مرحلة الحرب الباردة حيث كانا يقومان بإرسال الأقمار الصناعية لأغراض التجسس على بعضهما البعض. واستمر هذا التنافس حتى عام 1989 عندما تراجع دور الاتحاد السوفيتي وانحسرت الكيانات الاشتراكية في العالم بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أثناء الإصلاحات الشاملة التي قام بها قادته.
خصصت الحكومة الفيدرالية الأمريكية ميزانية ضخمة لوكالة ناسا لضمان تفوقها على الاتحاد السوفيتي، حيث تُقدر الميزانية بحوالي 16 مليار دولار سنوياً، ويعمل بها أكثر من 21 ألف موظف بشكل مباشر، بالإضافة إلى حوالي 20 ألف موظف آخر يعملون بعقود مؤقتة. وتتلقى الوكالة تمويلها من الميزانية الفيدرالية الأمريكية وليس من ولاية واحدة محددة.
نجحت الولايات المتحدة في إنزال أول إنسان إلى سطح القمر، وهو رائد الفضاء نيل آرمسترونغ، في عام 1969، مما أتاح للولايات المتحدة تقليص الفجوة في التفوق الروسي في مجال التكنولوجيا والصواريخ العلمية، وتحقيق التفوق في استكشاف الفضاء والحصول على المعلومات التي تفيد مصالحها.
وكالة ناسا والشؤون العسكرية
على الرغم من تعرض الرحلات الفضائية التي قامت بها ناسا لبعض الكوارث، فقد استأنفت مشاريعها مجددًا بقوة. أطلقت القوات الجوية الأمريكية بالتعاون مع ناسا قمراً صناعياً يهدف إلى توفير خدمات الاتصالات بين القيادات العسكرية المركزية والجنود المتواجدين في أرض المعركة.
تتضمن هذه الأقمار تزويدها بكاميرات، كما حدث خلال الحرب الأمريكية على العراق، حيث تمت تغطية أحداث المعركة مباشرة للوكالات الفضائية منذ اللحظة الأولى وحتى نهاية المعركة. وفي خطوة مستقبلية، تعتزم شركة أمريكية بناء ميناء للسياحة الفضائية في إمارة رأس الخيمة بدولة الإمارات العربية المتحدة، حيث سيتكفل الجانب الإماراتي بنصف تكاليف المشروع.
