مثال يضربه الله للمشركين
يضرب الله تعالى الأمثال للمشركين، حيث يُمثل لهم بيت العنكبوت كرمز لضعفه وهشاشته. فقد اتخذ هؤلاء آلهة من دون الله سبحانه وتعالى، ويرجون الدعم والرزق من تلك الآلهة، الأمر الذي يجعل تشبيههم في القرآن الكريم ببيت العنكبوت في غاية الملاءمة. فكل من يعتمد على بيت العنكبوت ويتوقع القوة منه يعكس حال المشركين، في حين أن المؤمنين يتشبثون بالعروة الوثقى ويضعون إيمانهم في الله تعالى، الذي يعلم بشركهم وسيجازيهم عليه، وهو حكيم في ذلك.
ضعفُ بيت العنكبوت
تظهر الآية الواردة في سورة العنكبوت جلياً أن أوهن البيوت هو بيت العنكبوت، كما يوضح قوله تعالى: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّـهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنكَبُوتِ). هذه الآية تحمل معنىً واضحاً يعكس ضعفه وهشاشته. وقد أثبتت الدراسات العلمية الحديثة أن خيوط العنكبوت مصنوعة من سائل بروتيني يتصلب بشكل سريع عند تعرضه للهواء، ومن المدهش أنه لو اجتمعت هذه الخيوط بكثافة تعادل سماكة الإصبع، فإنها ستكون أقوى من الفولاذ بمقدار عشرين مرة وتستطيع تحمل أوزان ضخمة. ومع ذلك، فإن المعنى المستفاد من الآية ينصب على الضعف الأسري والأخلاقي لبيت العنكبوت، حيث تركز الآية على أنثى العنكبوت التي تأخذ بيتاً لها، وتناول الذكر بعد التزاوج، بالإضافة إلى أكل صغارها، مما يبرز تقطيع الروابط والعلاقات بين الكافرين وما يعبدون من دون الله تعالى.
الإشارات الكونية في سورة العنكبوت
تؤكد السورة على قدرة الله تعالى في بدء خلق الكون وإعادة تشكيله، في دورة الحياة التي تشمل النمو والموت. من خلال دراسة علوم الأرض، يمكننا أن نفهم بدء الخلق، وأن النشأة في الدار الآخرة ستسير وفق نفس الأنظمة والقوانين. لذا، يُعتبر بيت العنكبوت رمزا لضعف البيوت على المستويين المادي والمعنوي.