شعور الضيق غير المبرر في علم النفس

الضيق غير المبرر في علم النفس يُعتبر من المشاعر السلبية التي يختبرها الإنسان. إذا تم تجاهل هذه المشاعر وعدم السعي لفهم سببها، فقد تتفاقم الحالة وتؤدي إلى مشاكل نفسية صعبة العلاج مثل الاكتئاب، فضلًا عن ضعف جهاز المناعة والذي يزيد من قابلية الجسم للإصابة بالأمراض والعدوى.

الضيق في علم النفس

  • الشعور بالضيق والحزن هو تجربة إنسانية طبيعية، حيث يُدرك البعض أنه بحكم طبيعتهم البشرية يحتاج إلى علاج، لكن هذا ليس دقيقًا، فكما يشعر الشخص بالفرح، يشعر أيضًا بالحزن.
  • يعتبر الحزن نوعًا من المشاعر الصادقة التي تعبر عن حالة النفس، وهو في علم النفس يُعد تجربة عميقة ومؤلمة تحدث داخل الذات.
  • يصنف علم النفس الشعور بالضيق إلى نوعين: الأول هو السبب العضوي الذي ينشأ من تغيرات جارية في الجسم، والثاني هو السبب النفسي الذي ينجم عن عوامل خارجية تؤثر على الشخص.
  • التواجد مع شخص يشعر بالضيق لفترات طويلة يؤثر تلقائيًا في مزاجك، حيث تصبح مشاعرك متوافقة مع مشاعره طالما أنك بالقرب منه.
  • يميل الناس إلى الرفقة مع الأشخاص الذين يتمتعون بالمرح، لأنهم ينقلون لهم مشاعر السعادة، مما يؤكد تأثير الحالة النفسية على من نختار مصادقتهم.

أسباب الشعور بالضيق بدون أسباب نفسية

  • يحدث الضيق عندما يعبر العقل الباطن عن مؤثرات عصبية نحو العقل الواعي، مما يُنبه الفرد بوجود مشكلة تحتاج إلى حل، فيشعر بالضيق والحزن والتوتر.
  • قد تُسبب نقص العناصر الحيوية في الجسم، مثل ضعف إفراز هرمون السيروتونين (هرمون السعادة)، وهذا ما يفسر تحسن المزاج بعد تناول الكربوهيدرات أو الشوكولاتة.
  • تشهد النساء شعورًا بالضيق أثناء فترة الحيض نتيجة للتغيرات الهرمونية، مما يؤثر على استقرار حالتهم المزاجية.
  • قضاء فترات طويلة في النوم قد يؤدي إلى الشعور بالضيق والانزعاج.
  • الاختلاط مع الأشخاص السلبيين الذين يتسمون بالهموم يؤدي تلقائيًا إلى انتقال هذه المشاعر إلى الشخص الآخر مع الوقت.
  • شراء الذنوب والمعاصي يُعتبر من الأسباب التي تؤدي إلى إحساس الشخص بالضيق والكآبة.

أسباب الشعور بالضيق بدون أسباب عضوية

  • قد ينتج الضيق عن التعرض لضغوط العمل أو محاولات توفير المال، مما يجبر الفرد على القيام بأعمال لا يرغب فيها، أو قد يكون متأثرًا بضغط عائلي.
  • الاعتياد على شخص عزيز وفقدانه بشكل غير متوقع يؤدي إلى شعور مستمر بالحزن.
  • التذكر المتكرر للذكريات السيئة يؤثر على الشعور بالراحة ويزيد من شعور الضيق.

لماذا تشعر النساء بالضيق أكثر من الرجال؟

الحياة مليئة بالأسباب التي تؤدي إلى الشعور بالضيق، وقد تظهر تأثيرات هذه الأسباب بشكل مختلف على الجنسين، فيبدو أن النساء يعانين من الضيق والألم لأسباب منها:

  • عند فقدان المرأة لشريك حياتها، فإن تأثير هذه الخسارة يكون أكثر حدة في غالب الأحيان مقارنة بالرجال.
  • يُعتقد أن النساء يعبرن عن مشاعرهن بالمشاركة في الحديث مع الآخرين، بينما الرجال يميلون إلى كتمان مشاعرهم، رغم وجود دراسات تشير إلى عكس ذلك.
  • تشير دراسة على 3000 شخص فقدوا شخصاً عزيزًا، إلى أن 30% من النساء لا زلن يشعرن بالحزن نتيجة الخسارة، بينما هذا النسبة كانت 19% فقط بين الرجال.
  • الذكريات القديمة تظل موجودة في حياة المرأة لصفة تفاعلية اجتماعية، بينما قد يجد الرجال راحة في التواصل مع الأصدقاء بشكل أسرع.
  • المسائل المالية تتسبب أيضًا في مشاعر الضيق لدى النساء، حيث يشعرن في كثير من الأحيان بالعجز عن تلبية متطلبات الحياة.

البكاء في علم النفس عند الشعور بالضيق والحزن

يعتبر البكاء من العوامل التي تساعد في تخليص الشخص من المشاعر السلبية ويطرح بعض الأسباب لذلك:

  • تتميز النساء عمومًا بحساسية أكبر تجعلهن أكثر عرضة للبكاء في لحظات الضعف مقارنةً بالرجال.
  • في المجتمعات الشرقية، يُعتبر بكاء الرجال موقفًا مُحرِجًا، مما يجعلهم يتجنبون إظهار دموعهم، فهي تُعتبر علامة على الضعف.
  • ينصح الأطباء النفسيون بالبكاء كوسيلة تخفيف للضغط النفسي، حيث يُساعد في تحقيق الراحة النفسية.
  • إن البكاء هو جزء من طبيعة الإنسان منذ القدم، وقد ورد ذكره في القرآن الكريم.

أعراض الإصابة بالضيق في علم النفس

يشترك في الشعور بالضيق والحزن مجموعة من الأعراض كما يلي:

  • اضطرابات في المزاج وتفكير مشوش.
  • فقدان الشهية.
  • اضطرابات النوم وقلة في ساعات النوم.
  • الرغبة في العزلة والابتعاد عن الآخرين.
  • الأفكار السلبية تسيطر على الشخص مما يُقلّل من تفاعله الاجتماعي.
  • عدم الرغبة في الذهاب للعمل.
  • انعدام الرغبة والاهتمام بالأشياء والأشخاص.

طرق علاج الضيق

  • زيادة تناول الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية مثل الفواكه والخضار والتقليل من الوجبات الدسمة.
  • التأمل والجلوس مع النفس لمعرفة سبب الضيق والسعي لإيجاد حلول مناسبة.
  • يجب عدم تجاهل المشاكل بل السعي لحلها حتى لا تتفاقم المشاعر السلبية.
  • تفريغ السلبيات من النفس وشحن العقل بأفكار إيجابية.
  • محاولة السيطرة على مشاعر الغضب والحزن في المناسبات المختلفة.
  • التقرب من الأشخاص الإيجابيين والابتعاد عن السلبيين.
  • العودة إلى الله من خلال الصلاة وقراءة القرآن، مما يساعد على استقرار النفس.
  • تجنب رفقة الأشخاص الذين يمرون بحالات اكتئاب إذا كنت في وضع نفسي صعب.
  • تحديد السبب الرئيسي للضيق من عدة أسباب قد تسبب مشاعر غير مبررة، ومواجهته مباشرة.

فوائد الشعور بالضيق والحزن

أثبت بعض الخبراء أن مشاعر الضيق والغضب والحزن يمكن أن تحمل فوائد مثل:

  • تعزيز الذاكرة، حيث يمكن أن يدفع الحزن الشخص للتفكير بشكل أعمق بمصادر مشاعره.
  • زيادة المثابرة، حيث أظهرت دراسات أن الأفراد في حالة حزن يميلون إلى القيام بمجهود أكبر في مهماتهم.
  • تحسن التواصل مع الآخرين، حيث يُصبح الأشخاص في مزاج سيء أكثر انتباهًا عند التعامل مع الأحداث.
  • تسهيل الفهم والإدراك للمواضيع الغامضة عند التواصل.
  • تجنب العجلة في الحكم على الآخرين من خلال التحليل الواضح والدقيق.
  • ظهور العقلانية وعدم الأنانية في التعامل مع الآخرين.

الفرق بين الضيق والاكتئاب

  • يعتبر الضيق مرحلة أولية، حيث ينتقل الشخص لمرحلة الاكتئاب عند زيادة شدة المشاعر السلبية.
  • الاكتئاب هو حالة شديدة من اضطراب المزاج، مما يسبب إحباطًا وفقدان الاهتمام بالأشياء.
  • يمكن أن تستمر أعراض الاكتئاب لفترات تتراوح بين أسابيع إلى سنوات، وتؤثر على جميع الفئات العمرية.
  • بعض الأدوية قد تسبب اكتئابًا كأثر جانبي، خاصة أدوية معالجة السرطان والمضادات الفيروسية.
  • يمكن أن تكون الوراثة سببًا في الاكتئاب عند بعض الأفراد.
  • إذا تفاقمت الأعراض النفسية، ينبغي زيارة أخصائي نفسي للحصول على العلاج المناسب، وقد يشمل ذلك الأدوية المضادة للاكتئاب.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *