تعليم الكبار
يُعتبر تعليم الكبار نوعًا موازياً للتعليم الفني والتعليم العام، حيث تستهدف برامجه الأفراد الراغبين في الانضمام إلى نظام التعليم الرسمي، وتعزيز المهارات والقدرات لتلبية متطلبات مهنة أو حرفة معينة. ويُمكن وصف تعليم الكبار بأنه مجموعة من الجهود التربوية التي تهتم بفئة الشباب والبالغين خارج إطار بيئة التعليم التقليدية مثل المدارس والجامعات. يُعتبر هذا النوع من التعليم نشاطًا ثقافيًا وتعليميًا يُمارَس في مؤسسات خاصة، حيث يتوجه إليه الأفراد والجماعات بدوافع شخصية. يُركَّز تعليم الكبار على مجموعة من الأفكار والقيم والممارسات التي تناسب التغيرات المعاصرة وتطوراتها.
عرفت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، ضمن استراتيجيتها لبرامج تعليم الكبار في الوطن العربي، تعليم الكبار على أنه “مجمل العمليات التعليمة التي تُنفذ بشكل نظامي أو غير نظامي، والتي تعزز من قدرات الأفراد الكبار في المجتمع، وتثري معارفهم، وتحسن مؤهلاتهم التقنية والمهنية، أو توفر لهم مسارات جديدة تلبي حاجاتهم ومطالب مجتمعهم. يشمل تعليم الكبار التعليم النظامي، والتعليم المستمر، بالإضافة إلى التعليم غير النظامي وأشكال التعليم غير الرسمية والعفوية التي تتوافر في مجتمعات متعددة الثقافات، مع الاعتراف بالنظريات التي تعتمد على التطبيق العملي.”
أهمية تعليم الكبار
يشغل برنامج تعليم الكبار مكانة مهمة للأفراد والمجتمعات، وتبرز أهميته من خلال النقاط التالية:
- يساعد الأفراد المنتظمين في هذا البرنامج على التعرف على نقاط قوتهم وضعفهم في كيفية التعامل مع البيئة المحيطة، سواء كانت أسرية أو عملية أو مجتمعية.
- يوفر للمنتظمين في برنامج تعليم الكبار مجموعة واسعة من المعارف والمهارات التي تمكنهم من التعامل مع أنفسهم والآخرين بطرق مثالية، ويساعدهم على أداء أدوارهم بفعالية.
- يعرف الأفراد المنتظمين على واجباتهم وحقوقهم، مما يساعدهم على المطالبة بها من خلال وسائل قانونية وديمقراطية، مما يعزز من مكانتهم الفردية والاجتماعية.
- يتماشى مع التقدم المتسارع في مجالات العلوم والتكنولوجيا، حيث يسهم في تنمية المهارات والقدرات لجميع الفئات العمرية في المجتمع.
- يعزز المعرفة المحدثة لدى المنتظمين في البرنامج بما يتماشى مع المخزون المعرفي العالمي.
- يواجه ظاهرة الأمية، التي تفشت بسبب الزيادة السكانية الكبيرة، مما يستدعي تطوير الأنظمة التعليمية القائمة.
- يساهم في تحقيق تواصل وتفاهم أفضل بين الأفراد في المجتمع.
- يمكن الأفراد من تعزيز قدراتهم على حل المشكلات والأفكار الاجتماعية والمهنية التي قد تواجههم.
- يعزز من كفاءة الفرد ويزيد من قدراته الاجتماعية والثقافية والسياسية والاقتصادية.
- يساعد في تصحيح أوجه القصور التي قد تنتج عن أساليب التعليم النظامية.
- يمكن الأفراد من تحقيق طموحاتهم الشخصية في الحاضر والمستقبل.
خصائص تعليم الكبار
يمتاز تعليم الكبار بأربع خصائص بارزة هي:
- هو نشاط طوعي وغير إجباري، حيث ينضم الشخص إليه بإرادته الحرة.
- لا يتطلب تفرغًا كاملاً من المشاركين، إذ يتم تخصيص وقت معين له.
- يمول من عدة جهات، حيث تتولى العديد من المؤسسات، الحكومية وغير الحكومية، تنظيمه وتمويله.
- يشمل تعليم الأفراد الذين تجاوزوا السن القانونية للتعليم الإلزامي، بالإضافة إلى تعليم الأمية بما في ذلك القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأساسية.
سمات نجاح تعليم الكبار
يتميز برنامج تعليم الكبار الناجح بمجموعة من السمات، منها:
- تناسب الموقف التعليمي مع قدرات واهتمامات المشاركين في البرنامج.
- تجنب تمييز المعلم على المتعلمين، وتعزيز العلاقات الودية بينهم.
- مشاركة فعالة للمشاركين في العملية التعليمية، مع تيسير المعلم للعمليات التعليمية.
- استثمار الخبرات المكتسبة من المشاركين في البرامج الخاصة كمصدر للتعلم.
- تأكيد العلاقة الوثيقة بين الجهد المبذول والنجاحات المحققة.
- احترام التنوع والاختلافات الفردية من حيث الخلفيات المهنية والثقافية.
- تحديد الأهداف والإنجازات بالتعاون بين المعلمين والمشاركين.
أنواع تعليم الكبار
يمكن تصنيف تعليم الكبار بناءً على الأهداف المستهدفة في البرامج إلى خمسة أنواع رئيسية، على النحو التالي:
- التعليم المتخصص في الكفاءة التقنية والمهنية: يهدف هذا البرنامج إلى تأهيل الأفراد للالتحاق بوظائف جديدة وتطوير المهارات.
- التعليم المتعلق بالخدمات الاجتماعية والحياة الأسرية والصحة: يشمل برامج تنظيم الأسرة ورعاية الطفل.
- التعليم الخاص بالشؤون السياسية: يتناول موضوعات التنمية المجتمعية والمشاركة السياسية.
- التعليم الرامي إلى تحقيق الذات: يتضمن المهارات المكتسبة في مجالات مثل الفنون والموسيقى.
- التعليم التعويضي: يُعتبر الشرط الأساسي للانخراط في الأنواع الأخرى، حيث يهدف إلى محو الأمية وتعليم القراءة والكتابة لجميع الأعمار.