يواجه الكثير من متعلمي اللغة العربية، وخاصة في مجال البلاغة، صعوبة في التمييز بين التشبيه والاستعارة. في هذا المقال، سنوضح الفروق بينهما ونستعرض كلا المفهومين بشكل شامل.
الفرق بين التشبيه والاستعارة
يكمن الاختلاف الأساسي بين التشبيه والاستعارة في فهم كل منهما على حدة، وتوضح النقاط التالية تلك الفروق:
التشبيه
- التشبيه هو عملية مقارنة شيء بشيء آخر، حيث يشترك العنصران في صفة معينة تجعل منهما قريبين لبعضهما البعض، وغالباً ما يكون العنصر الأول هو الأكثر تميزاً.
- تستخدم أدوات التشبيه في الجملة لتوضيح الفكرة أو تجميلها، بهدف تقريبها للمستمع.
- لا يشترط أن يكون العنصران الممثلان في التشبيه من نفس الفئة أو الجنس، مثال على ذلك تشبيه إنسان بحيوان، كما في قولنا: “أحمد كالأسد”، حيث يُقارن إنسان بحيوان. وكذلك عند قول: “أميرة كالبدر”، حيث يتم تشبيه إنسان بجماد.
أدوات التشبيه
- أداة التشبيه هي الرابط بين المشبه والمشبه به، ويجب أن تستعمل أدوات التشبيه في التشبيهات.
- من الجدير بالذكر أنه يمكن حذف أدوات التشبيه، مما يعزز البلاغة أكثر من إبقائها، وتنقسم أدوات التشبيه إلى ثلاثة فئات، وهي:
أداة التشبيه كاسم
يتم استخدام أدوات أسماء مثل:
- شبه.
- مثل.
- شبيهه.
- مثيل.
مثل قولنا: “البنت مثل القمر”.
أداة التشبيه كحرف
- يمكن استخدام حرف مثل “ك” للمقارنة، مثال: “أحمد كالأسد”، حيث يشير حرف الكاف إلى التشبيه بين أحمد والأسد نظراً لشجاعته.
- أيضًا يمكن استخدام “كأن” كأداة تشبيه، ويجب أن تتقدم على المشبه به في الجملة، كما في “كأن أحمد ثعلبًا”، حيث يبرز ذكاء أحمد.
أداة التشبيه كفعل
يمكن أن تكون أداة التشبيه فعلًا، مثل:
- يشبه.
- يماثل.
- يشابه.
- يحسب.
بمثال: “شكلها يماثل القمر”، مما يدل على جمال شكلها.
أداة التشبيه “ك”
- تعتبر أداة “ك” من أكثر أدوات التشبيه استخدامًا في اللغة العربية، وتتبعه المشبه به في الجمل.
- مثل قوله تعالى: “وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه”.
- في بعض الحالات لا تتبع “ك” المشبه به، كما في قوله: “واضرب لهم مثل الحياة الدنيا كماء أنزلناه من السماء”، حيث تعتبر “الماء” هي المشبه به.
أمثلة على أداة التشبيه “ك”
- أحمد كالأسد في قوته.
- عندما تهطل الأمطار، تصبح الأرض كالجنة.
- محمد سريع كالنمر.
- سحر جميلة كالقمر.
أداة التشبيه “كأن”
- تعد “كأن” أداة تشبيه شائعة الاستخدام في اللغة العربية، غالباً ما تسبق المشبه به.
- ومن الأمثلة القرآنية: “ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون”.
- تتميز “كأن” بعدة فوائد؛ فهي تعزز المعنى وتساعد في فهم المقصود بشكل أفضل، ويمكن استخدامها لتصوير أمور غير حقيقية.
أنواع التشبيه
- تنوعت أنواع التشبيه في اللغة العربية، وكل نوع له استخدام خاص يعبر عن بلاغة اللغة.
تتضمن أنواع التشبيه التالية:
التشبيه المرسل
هو الذي يشمل ذكر الأداة الخاصة بالتشبيه.
التشبيه المؤكد
يتم فيه حذف أداة التشبيه.
التشبيه المجمل
هو تشبيه لا يُذكر فيه أوجه التشابه بين المشبه والمشبه به.
التشبيه المفصل
هو الذي يتم فيه ذكر وجه التشابه.
التشبيه البليغ
هو الذي يتم فيه حذف الأداة ووجه التشابه.
الاستعارة
- لتمييز الاستعارة عن التشبيه، يتوجب علينا النظر إلى الشق الثاني من المقارنة.
- تعرف الاستعارة لغويًا بأنها تغيير موقع شيء أو لفظ، كما في مثال “استعرت من محمد نقودًا”، أي أخذتها منه.
- أما من الزاوية الاصطلاحية، فهي جزء من علوم البلاغة، حيث عرَّف العديد من الأدباء مثل الجرجاني والكاحظ الاستعارة بأنها استخدام كلمة أو معنى بشكل مختلف عما اعتادت عليه.
- تستخدم الاستعارة للتعبير عن الأفكار بطريقة موسعة، وعادة ما يتم حذف جانب من جوانب التشبيه، كما في قولنا: “المرض نشب أظافره”.
- هنا يُشبه المرض بحيوان مفترس، رغم أن المرض لا يمتلك أظافرًا.
أركان الاستعارة
- الاستعارة تعتبر فرعًا من المجاز اللغوي، وعادة ما تكون قريبة من المعنى الحقيقي، وتتجة نحو معنى مجازي مختلف.
- وفيما يلي أركان الاستعارة:
المستعار منه
يمثل المعنى الأساسي للألفاظ الذي بُنيت عليه الجملة.
المستعار له
يمثل المعاني الفرعية للمشبه.
المستعار
يختص بالألفاظ المنقولة بين المشبه والمشبه به.
القرينة
وهي ما تنتج عن تغيير المعنى الحقيقي، كما يمكن أن تأتي بشكل لفظي أو حالي لتوضيح الحالة.
أنواع الاستعارة
- تتميز الاستعارة بجمالها عندما تحتوي على أسلوب بلاغي متميز، بينما تظهر القبح عند افتقارها لذلك.
- تتعدد أنواع الاستعارة، وأي نوع يعبر عن جمال اللغة يمكن أن يعطي معنىً مختلفاً.
الاستعارة من حيث ذكر أحد أطرافها
تنقسم إلى:
استعارة تصريحية
تشمل ذكر المشبه به بشكل واضح.
استعارة مكنية
تقوم بحذف المشبه به ورمز له بشيء آخر.
الاستعارة من حيث اللفظ
تنقسم إلى:
استعارة أصلية
حيث تكون الألفاظ غير مشتقة.
استعارة تبعية
حيث تكون الألفاظ مشتقة.