وادي فاطمة
يعتبر وادي فاطمة من الأودية البارزة في المملكة العربية السعودية، وقد عُرف في الماضي بعدة أسماء مختلفة عن الاسم الحالي. ويوجد بعض التفسيرات حول سبب تسميته بهذا الاسم، وسنستعرضها لاحقاً.
موقع وادي فاطمة
يتميز وادي فاطمة بكونه واحداً من الأودية الكبيرة في منطقة تهامة، وتقع في الجهة الغربية من المملكة. يبدأ جريان الوادي من الشرق ويتجه نحو الغرب، حيث ينطلق من قرب مدينة الطائف الواقعة في جبال السراة، وينتهي في المنطقة بين مدينتي مكة وجدة، المعروفة ببلدة بحرة.
يُعرف هذا الوادي بغزارة مياهه وخصوبة أراضيه، ويحتوي على عدد من القرى، ومن أبرزها قرية الجموم. وقد أبدت الدولة اهتماماً كبيراً بهذا الوادي ومجرى نهره، مما استدعى بناء سد عليه في عام 1405 هجري، والذي يعرف باسم سد وادي فاطمة.
تاريخ تسمية الوادي
في العصور القديمة، كان يُعرف وادي فاطمة باسم (وادي مرّ الظهران). وقد أوضح البكري في معجمه السبب وراء هذه التسمية، حيث أشار إلى أن كثير عزة ذكر أن الوادي سُميَ (مرا) لما يتميز به من مرارة. كما أضاف أبو غسان أن الاسم يعود لوقوع الوادي في بطن المنطقة.
جدير بالذكر أن سكان وادي فاطمة ينتمون لقبيلة عكّ، التي كانت تعيش في هذا الوادي قبل أن تحل محلها قبيلة خزاعة وقبيلة بني الدئل، التي ترجع أصولها إلى بني بكر من قبيلة كنانة.
تسمية الوادي في العصر الحديث
تم اعتماد اسم وادي فاطمة في القرن العاشر الهجري، إلا أن المؤرخين اختلفوا حول أصل التسمية. هناك خمس نساء يحملن اسم فاطمة، وقد ورد ذكرهن في مراجع تاريخية، وهن:
- فاطمة بنت سعيد الخزاعية: تعتبر أمّ قصيّ بن كلاب القرشي، وهي إحدى النسوة الحاملات لاسم فاطمة من عائلة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام.
- فاطمة بنت محمد: هي ابنة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم.
- فاطمة الخزاعية: شخصية مختلفة عن بنت سعيد، إذ كانت طبيبة معروفة.
- فاطمة بنت ثقبة بن رميثة: ابنة الشّريف الذي تولى إمارة مكة، وتزوجها الشريف أحمد بن عجلان، الذي أنجب منها ولداً يدعى محمد، والذي أصبح والياً لمكة بعد وفاة والده.
- فاطمة الطبريّة: ابنة عبد الواحد بن محمد بن أحمد الطبري.
