مخاوف يوم القيامة كما وردت في القرآن الكريم

أهوال يوم القيامة في القرآن الكريم

قبض الأرض وطيّ السماء

يُشير الله -عز وجل- في يوم القيامة إلى قبض الأرض بيده وطيّ السماوات بيمينه، بحيث تصبح كأنها لم تكن. وقد قيل إن هذه الأحداث تحدث بعد انقراض الخلق، حيث يقول -عز وجل-: {وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}. وفي سياق طيّ السماوات، يقول -عز وجل-: {يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ}. وقد أكد النبي -صلى الله عليه وسلم- هذا المعنى في الحديث المتفق عليه مع أبي هريرة -رضي الله عنه-، حيث قال: (يَقْبِضُ اللَّهُ الأرْضَ ويَطْوِي السَّمَواتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يقولُ: أنا المَلِكُ، أين مُلُوكُ الأرْضِ).

دكّ الأرض

  • يُخبر الله -تعالى- عن الآيات الكونية التي ستحدث للأرض يوم القيامة، حيث ستتحرك وتزلزل وتُدكّ دكة واحدة، كما يقول: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ}. وفي موضع آخر قال: {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا}، وذكر أيضًا: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا}. وهذا يعني أن الأرض، في ذلك اليوم، ستكون على مستوى واحد كالبساط المستوي، كما يقول -عز وجل-: {فَيَذَرُهَا قاعًا صَفصَفًا* لا تَرى فيها عِوَجًا وَلا أَمتًا}، فهي تلقي ما في باطنها من الأموات وتتخلى عنهم، كما قال -تعالى-: {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتْ}.
  • بعد ذلك، سيتم استبدال الأرض بأرض أخرى، كما ورد في سورة إبراهيم: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ}. وقد ذكرت عائشة -رضي الله عنها- أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- أفاد أن هذا التبديل يحدث عندما يكون الناس على الصراط، حيث سألت: (سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ عن قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} فأين سيكون الناس يومئذٍ؟ فأجاب: على الصراط).

نسف الجبال

تُدكّ الجبال الصلبة دكّة واحدة، حيث تتحول إلى رمل ناعم بعد أن كانت قوية وعالية، كما يقول -عز وجل-: {وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً}. ويقول أيضًا: {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلًا}. وقد ورد في آية أخرى أن الله -عز وجل- سيسأل عن حال الجبال فيقول: {وَيَسأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالِ فَقُل يَنسِفُهَا رَبّي نَسفًا}.

تفجير البحار

ستتعرض البحار لتغييرات جذرية نتيجة أوامر الله -عز وجل-، حيث ستتفجر وتتحول إلى نار، مما يجعل الأرض جافة بلا ماء، كما قال -تعالى-: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ}، وفي آية أخرى يوضح: {وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ}. كما فسر القرطبي هذه الآيات بأنها تعني أن البحار ستختلط وتتجمع في بحر واحد. وفسّر الحسن بأنها ستفقد ماءها وتجف، مما يعني أنها كانت مجمعة مسبقًا).

انفطار السماء وتحول ملامحها

ستشهد السماء تغييرات جسيمة يوم القيامة، حيث ستتصدع وتنهار، مما يؤدي إلى تفكك أركانها واضطرابها، كما يقول -عز وجل-: {يَوْمَ تَمُورُ السَّمَاءِ مَوْرًا}. وعند الانشقاق، ستتخذه شكلًا ولونًا مختلفين، كما ورد في قوله: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ}، حيث يتحول لونها إلى الأحمر، مما يجعلها شبيهة بالزيت المغلي. وفي وصف ضعفها، يقول -تعالى-: {وَانْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ}. وستكون بها أبواب تُنزل منها الملائكة إلى أرض المحشر، وفي النهاية تُبدل بسماء جديدة، كما يذكر -عز وجل-: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}.

تكوير الشمس وخسوف القمر وتناثر النجوم

كما ذكر الله -تعالى-، ستتكور الشمس ويذهب ضوءها، لتصبح مظلمة فقال: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}. وأما القمر، فسيخسف ويغيب نوره أيضًا، كما يقول -عز وجل-: {فَإِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ* وَخَسَفَ الْقَمَرُ}. فيما يتعلق بالنجوم، ستتبدل حالتها بأمر الله -تعالى-، وستتساقط وتتبعثر، كما ورد في قوله: {وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ}.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *