اختلافات بين التقويم والتقييم: فهم المعاني والوظائف

التمييز بين التقويم والتقييم يعتبر من الأمور الحيوية التي تستدعي اهتمام الكثيرين، خاصةً في إطار فهم آلية عمل النظام التعليمي والمصطلحات المستخدمة فيه، والتي تُحدد مستويات الطلاب. ومع ذلك، يظهر أحياناً لبس في تفسير بعض المصطلحات، حيث يعتقد البعض أن التقويم والتقييم هما امران متشابهان، وهذا ليس دقيقًا، إذ يوجد فرق واضح بينهما، وسنوضح هذا الفرق بالتفصيل.

الفرق بين التقويم والتقييم

يعاني البعض من خلط بين مفهومي التقويم والتقييم، لذلك من الضروري أن يدرك المعلم الفرق بينهما ويقوم بشرحه للطلاب بوضوح:

  • في السياق التعليمي، هناك أربعة مصطلحات رئيسية قد يعتبرها البعض متشابهة، لكنها في الحقيقة تختلف، وتكمل كل منها الآخر لتشكل نظامًا تعليميًا تربويًا متكاملاً.
  • تناقش هذه المصطلحات الأربعة: الاختبار، القياس، التقويم، والتقييم.
  • القياس في التعليم يشير إلى تقدير رقمي يهدف إلى الحصول على بيانات دقيقة، مستخدمًا طرقًا مختلفة وفقًا لما هو مطلوب قياسه، سعياً للوصول إلى نتائج صحيحة بنسبة 100%.
  • التقويم هو عملية تحليلية تهدف إلى التحسين والتطوير، وليست فقط لتقديم الأحكام، فهو يسعى إلى تحسين الأداء وجودة التعليم.
  • التقييم يتعلق بحكم على الجودة وفق معايير محددة؛ فإذا حقق الطالب جميع المعايير، يكون تقييمه «ممتاز»، وإذا لم يستوفِ بعض الشروط، فقد يتراوح تقييمه بين جيد جداً، وجيد، ومقبول، وضعيف، وهذا ما يحدد نسبة تحقيق الطالب للمعايير المعينة.
  • لذا، فإن قياس نتيجة الطالب في الامتحان يعد تمهيدًا للتقييم الذي يحدد مستوى الطالب، وينتهي بالتقويم الذي يهدف إلى الإصلاح والجودة.

ما هو مفهوم التقويم في النظام التعليمي؟

لكي نفهم الفرق بين التقييم والتقويم، من المهم توضيح مفهوم التقويم بشكل مفصل، بما في ذلك أهدافه وطرق تنفيذه في التعليم:

  • يهدف التقويم إلى التحليل والإصلاح والكشف والتشخيص والعلاج؛ حيث يستند إلى دراسة سلوك الطالب ومهاراته وقدراته.
  • بعد تحديد المشكلة، يتم العمل على تحسين الجودة المطلوبة، مع التركيز على الاستمرارية والتنوع والكمال، مشكلاً تحليلًا أعمق من القياس.
  • توجد أنواع مختلفة من التقويم، مثل التقويم التشخيصي أو التحليلي، الذي يهدف للتعرف على مستويات الطلاب المختلفة قبل شرح درس جديد أو البدء في فصل دراسي جديد.
  • يمكن أن يقوم المعلم بإجراء اختبار غير رسمي، مثل نقاشات أو استفسارات، سواء كانت مكتوبة أو شفوية، لتحديد المستوى الفعلي للطلاب والفروقات بينهم.
  • التقويم التكويني يركز على مستوى فهم الطالب للمعلومات، ويحاول معرفة المشكلات الخاصة باستيعاب الدروس عبر طرح أسئلة مفاجئة.
  • التقويم النهائي يُجرى في نهاية كل مرحلة تعليمية، كاختبارات نصف العام أو نهاية السنة، وهو يُظهر ما تم تحقيقه وتقدير مستوى الطالب بالمقارنة مع الأهداف المحددة.

ما هو معنى التقويم في اللغة؟

تعرفنا على مفهوم التقويم والغرض منه في النظام التعليمي، لكن هل تم اختيار الاسم من باب الصدفة أم أن هناك معنى لغوي يبرز ما يُستخدم من أجله؟ إليك ما يتعلق بهذا الموضوع:

  • تأتي كلمة «تقويم» بمعنى تقييم أو تسوية، أي تصحيح الاعوجاج. كما يمكن أن تعني استقامة الشيء وقياس قيمته.
  • تم ذكر مشتقات كلمة التقويم في القرآن الكريم، مثلًا، في قوله: (إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم).
  • كما وردت في سورة التين، حيث تشير إلى أن الإنسان خُلق في أحسن تقويم، مما يعكس أفضل صورة له.
  • يتضح من الآيات أن الكلمة تحمل معنى الاستقامة والعدل، مما يجعل مفهوم التقويم شاملًا للتقويم وإزالة الاعوجاج.

ما هو مفهوم التقييم في التعليم واللغة؟

التقييم هو إصدار حكم بناءً على مقاييس معينة، وفيما يلي تفصيل لهذا المفهوم:

  • هدف التقييم هو تحديد ما إذا كان الشخص قد تخطى المعايير المطلوبة بدقة، مما يمكنه من الحصول على تقييم ملائم.
  • يعتبر التقييم عملية تحكمية تعتمد على الجودة المتوقعة، حيث أن النتيجة النهائية تمثل التشخيص دون تقديم حلول للمشكلات.
  • المعايير التي تستخدم في التقييم يتم تحديدها من قِبل المُقيّم نفسه، ومعنى كلمة تقييم يكمن في توضيح قيمة الشيء أو تكلفته.

كيف يقوم المعلم بالتقويم؟

تتعدد أساليب التقويم المستخدمة لدعم تحسين النظام التعليمي، ومن أبرز هذه الطرق ما يلي:

  • المتابعة والملاحظة أثناء عملية التدريس، حيث ينبغي على المعلم أن يهتم بتفاعل الطلاب ومشاركتهم.
  • تنمية المهارات لدى الطلاب من خلال تكليفهم بمشاريع وأبحاث ومتابعة تقدمهم، مما يساعد في تعزيز ثقتهم بأنفسهم.
  • التنوع في أساليب الاختبارات والمراقبة الدورية، لضمان تقديم تقييم عادل وشامل لمستوى الطلاب.

أهمية التقويم وأهدافه

يحظى التقويم بأهمية كبيرة في النظام التعليمي، إذ يؤدي تحقيق هذه الأهداف إلى فوائد متعددة مثل:

  • تشجيع الطلاب على الدراسة باستمرار وإثارة رغبتهم في التعلم.
  • مساعدة المعلم في فهم مستوى الطالب ومدى استجابته لأساليب التدريس المختلفة، مما يعكس تقدمه أو تقهقره.
  • زيادة وعي المعلم بأساليب التقييم المختلفة، لتطبيقها بشكل فعال مع الطلاب والإسهام في تحسين النتائج التعليمية.
  • تطوير مهارات المعلم من خلال التصميم والتدريب، حيث يتيح له اتباع أساليب فعالة ومُمنهجة لرفع جودة التعليم.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *