تعتبر الممارسة العامة في مجال الخدمة الاجتماعية، والتي تعرف أيضًا باسم منظمة الرعاية الاجتماعية، من المجالات التي تشمل عددًا كبيرًا من الوظائف. الهدف الرئيسي من هذه الممارسة هو تحقيق الأهداف الثابتة والأبحاث المتعلقة بها، وتعد مهنة الخدمة الاجتماعية واحدة من المهن الهامة التي لا تقل شأنًا عن غيرها من المهن.
الخدمة الاجتماعية
- تُعرف الخدمة الاجتماعية أو العمل الاجتماعي على أنها تخصص أكاديمي ومهنة تُعنى بالأفراد والعائلات والمجتمعات، وتهدف إلى تحسين الأداء الاجتماعي وتعزيز الرفاهية العامة.
- يُعتبر العمل الاجتماعي وسيلة تُتيح للأشخاص أداء أدوارهم الاجتماعية. كما أن هذه الممارسة منظمة هيكلية تُقدم الدعم اللازم للأفراد، وتُصنف تحت العلوم الاجتماعية.
- تشمل العلوم الاجتماعية العديد من التخصصات مثل علم الاجتماع، علم النفس، العلوم السياسية، الصحة العامة، تنمية المجتمع، القانون، والاقتصاد، التي تُساعد في فهم وتقييم أنظمة العملاء.
- تعمل هذه الممارسة على حل المشكلات الاجتماعية والشخصية وإحداث تغييرات اجتماعية هامة، وغالبًا ما تُقسم إلى مؤسسات صغيرة تتعامل مع الأفراد والمجموعات.
- يتمثل أحد جوانب العمل الاجتماعي في التعاون مع المجتمع والعمل العام في مجالات السياسات الاجتماعية بهدف تحقيق تغييرات أوسع في المجتمع.
- تطورت مهنة العمل الاجتماعي في القرن التاسع عشر، مستندة إلى الجمعيات الخيرية والتطوعية، حيث كانت الاستجابة للاحتياجات الاجتماعية موجودة قبل نشوء هذه المهنة.
- تلعب هذه الممارسة أيضًا دورًا محوريًا في المؤسسات الخيرية والدينية، وقد أدت الثورة الصناعية والكساد الكبير في الثلاثينيات إلى توسيع نطاق العمل الاجتماعي ليصبح أكثر تعقيدًا.
مفهوم الخدمة الاجتماعية
- تسهم الخدمة الاجتماعية في مساعدة الأفراد والجماعات والمجتمع من خلال تقديم مجموعة من الأنشطة لدعم قدراتهم ومؤهلاتهم، مما يسهل اندماجهم في التفاعل الاجتماعي.
- تعمل على مساعدة الأفراد أو المجموعات في استكشاف إمكاناتهم والتغلب على العقبات التي تواجههم في أداء وظائفهم الاجتماعية.
- يصف ستروب الخدمة الاجتماعية بأنها فن يتطلب توفير مجموعة كبيرة من الموارد لمجموعات متنوعة من الأفراد لتلبية احتياجاتهم.
- ويعرّف كأسيدي الخدمة الاجتماعية على أنها أنشطة منظمة تهدف مباشرة إلى حماية وتحسين الموارد البشرية.
- بينما يُعرّف سبيرون العمل الاجتماعي كمهنة تسعى لحماية الأفراد من المشاكل الاجتماعية وتعزيز وظائفهم اليومية.
الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية
- تعتمد الممارسة العامة على المعرفة والمهارات المرتبطة بالخدمات الاجتماعية التي يقدمها الأخصائيون الاجتماعيون.
- يستخدم الأخصائيون الاجتماعيون مجموعة متنوعة من الأساليب المهنية للتدخل والعمل.
- تشمل الممارسة العامة تعريفات متعددة، وقد تفتقر وزارة العمل الاجتماعي إلى تعريف موحد لذلك.
- يجب أن يرتكز أي تعريف للممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية على أهمية التدخل المهني عبر المستويات المختلفة، بما في ذلك الأفراد والعائلات والجماعات والمنظمات والمجتمع ككل.
- ترتكب عملية التدخل المهني على التفكير المنظم الذي يعتمد على التغيير المستمر والتخطيط المنهجي.
- يعرّف قاموس العمل الاجتماعي الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية بأنها ممارسة تستند إلى مستوى واسع من المعرفة والمهارات المرتبطة بالخدمات الاجتماعية.
- يستخدم الأخصائيون الاجتماعيون أساليب متنوعة للعمل في مجالات مهنية متعددة.
تعريف الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية
- تتمثل تعريف الممارسة العامة في التركيز على القضايا الاجتماعية واحتياجات الأفراد، مع مراعاة وجهات نظر متنوعة حول طبيعة الممارسات في الخدمة الاجتماعية.
- بدلاً من التركيز على المؤسّسات لتنفيذ ممارسات محددة، يوجه الاهتمام نحو تقييم المشكلات ذاتها.
- يتم اختيار الخبراء لإجراء تدخلات نظرية وعملية بناءً على المنظور والبيئة المحيطة.
- كما تعرفها كارلا ميلي وزملاؤها بأنها ممارسة معاصرة تهدف لتحقيق أهداف الخدمة الاجتماعية من خلال التركيز على الأفراد.
- تشمل الممارسة العامة أشكالًا متنوعة من التدخل المهني، وتركز على القضايا الفردية ضمن السياق البيئي.
- تتعاون الممارسة العامة مع نظم اجتماعية متنوعة، بما في ذلك المجتمعات الكبيرة والمحلية والمجموعات الرسمية وغير الرسمية.
- تعمل هذه الممارسة على تعزيز الأداء الاجتماعي من خلال إدراك التغيرات التي تحدث في مختلف السياقات الاجتماعية.
نشأة الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية
- ظهرت الخدمة الاجتماعية كمهنة في الولايات المتحدة في أوائل القرن العشرين، على الرغم من أن جذورها تعود إلى أساليب مختلفة من الرعاية الاجتماعية في المجتمعات القديمة.
- وعليه، يمكن اعتبار الخدمة الاجتماعية امتدادًا للرعاية الاجتماعية التي تطورت لتصبح مهنة متكاملة بغرض تحقيق أهدافها وأسسها العلمية والمهنية.
- مارست الخدمة الاجتماعية في مؤسسات الرعاية المختلفة، وتمحورت حول مجموعة من الأساليب، أبرزها طرق التعامل مع الأفراد، الخدمات الجماعية، وتنظيم المجتمع.
- بدأت الدراسات حول توجهات هذه المهنة لتأهيل الممارسين بناءً على أسلوب تخصصي يتناسب مع كل طريقة من هذه الطرق.
- أسفر ذلك عن ظهور انتقادات خلال الستينيات والسبعينيات، حيث ركزت على الدور الضيق للمهنة في تقديم الدعم والعلاج.
أهداف الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية
- تهدف الممارسة العامة في الخدمة الاجتماعية إلى التأثير على السياسات الاجتماعية وتعزيز التشريعات التي تدعم تحسين البيئة الاجتماعية.
- كما تسعى لحل المشكلات التي تواجه الأفراد والعائلات والمجموعات.
- تحاول أيضًا فهم الأسباب الاجتماعية لهذه المشكلات، ودعم الجهود الموجهة نحو الوقاية منها.
- تساعد الأفراد في اختيار أفضل البدائل لحل مشكلاتهم وتعزيز كفاءتهم في معالجة التحديات.
- تقدم الدعم للأشخاص في الوصول إلى الموارد المتاحة وتوجيههم للاستفادة من الخدمات الاجتماعية اللازمة.
أنساق التعامل في الممارسة العامة للخدمة الاجتماعية
1-
نسق التغيير
- يعتبر الأخصائي الاجتماعي جزءًا من نظام دائم التغيير، حيث يعمل كخبير في الأنظمة المختلفة لدعم الأفراد وتلبية احتياجاتهم.
- يُعتبر أيضًا جزءًا من نظام متغير يتأثر بشكل كبير بسلوك الأخصائيين الاجتماعيين.
- تتعلق أدوارهم المهنية بحل المشكلات وتحقيق متطلبات العملاء من خلال السياسات والموارد المتاحة.
2-
نسق العملاء
- يسعى الناس للحصول على خدمات الأخصائيين الاجتماعيين مما يجعلهم جزءًا من نظام العملاء، ويتفرع ذلك إلى ثلاثة أنساق: النسق الفردي، النسق الجماعي، والنسق المؤسسي.
- النسق الفردي يتعامل مع الأفراد كمختصين يقدمون المساعدة في قضاياهم الشخصية.
- بينما النسق الجماعي يشمل تعاون الممارس العام مع مجموعات معينة تحاكي القضايا ذات الصلة.
- أما النسق المؤسسي، فيعنى بالتعامل مع المجتمع ويشمل المؤسسات المهنية الأخرى.
3-
نسق الهدف
- يمثل النموذج المستخدم الشخص أو المجموعة التي يتعين تغييرها لتحقيق أهداف التدخل المهني.
- يمكن أن يكون نموذج العميل في بعض الأحيان هو النموذج المستهدف، حيث يتطلب الأمر إجراء تغييرات على العميل نفسه.
- ويعكس هذا النسق الهدف الأوسع للتأثير على الأفراد أو المجتمع أو المنظمة لتحقيق الهدف المنشود.
4-
نسق العمل أو جهاز العمل
- يمكن رؤية نموذج العمل من منظورين: التعاون بين الأخصائيين الاجتماعيين وفرق العمل لتحقيق الأهداف، أو التفاعل مع وسائل أخرى لتحقيق النتائج المرجوة.
5-
النسق المهني
- يتكون النظام المهني من منظمات العمل الاجتماعي التي تُعزز المعرفة والثقافة والقيم المهنية بين الممارسين.
- يُسهم هذا النظام في تعزيز المهارات والمعرفة اللازمة لنجاح العمل الاجتماعي باعتباره مصدرًا رئيسيًا للتغيير الاجتماعي.
6-
نسق تحديد المشكلة
- يمثل هذا النموذج نطاق اهتمام الأخصائي الاجتماعي، حيث يُركز على المشاكل والجهود المطلوبة لحلها.
- يمكن أن يتمحور هذا النموذج حول العميل نفسه أو ينفتح ليشمل طلب المساعدة من الجهات الخارجية.
- يمثل ذلك كيفية تقييم نطاق وطبيعة المشكلة، مما يؤثر على تحديد أشكال التدخل المهني الأخرى التي سيتم استخدامها.
قواعد الممارسة المهنية للخدمة الاجتماعية
- تتطلب الممارسة العامة كفاءة تنظيمية واحترافية، حيث يتطلب العمل الأدوار المهنية المختلفة واستخدام مهارات التفكير النقدي في التعديلات المخطط لها، مما يعزز تمكين العملاء بشكل فعال.
1-
قاعدة المعرفة الانتقائية
- تتضمن قاعدة المعرفة المتعلقة بالمجالات العملية المختلفة، مثل نظرية النموذج العام والمنظور البيئي، إضافة إلى المعرفة حول السلوك البشري والبيئة الاجتماعية.
- كما تتطلب معرفة واسعة بسياسات وخدمات الرعاية الاجتماعية وممارسات العمل الاجتماعي.
2-
تطبيق مجموعة من المهارات لاستهداف الأنساق
بالتالي، يشمل منظور الممارسة العامة مجموعة من المهارات للعمل على مستويات مختلفة، سواء أكانت متناهية الصغر أو وسيط أو محترف.
مهارات التفكير النقدي
- يضم الممارسون الاجتماعيون العاديون قدرات متعددة، تشمل المعرفة الانتقائية والالتزام بالقيم المهنية الأساسية.
- كما يقومون بتطبيق مهارات مهنية واسعة تتعلق بالتعامل مع عملاء من مختلف المستويات، مما يمكنهم من أداء أدوار متنوعة بفعالية.
- تتطلب الممارسة الاجتماعية معياً مهماً أن يكون لدى الممارسين القدرة على استخدام التفكير النقدي خلال عملية تطوير خطة العمل.