الاختلافات بين الطباق والمقابلة

يواجه العديد من الطلاب صعوبة في التمييز بين الطباق والمقابلة خلال دراستهم لعلم البلاغة في اللغة العربية. في هذه المقالة، سنتناول الفروق بين هذين المفهومين.

التمييز بين الطباق والمقابلة

  • علم البديع يمثل فرعًا من علم البلاغة، ويساعد في تزيين النصوص الأدبية من حيث الشكل والمعنى.
  • يعتبر الطباق نوعًا من المحسنات المعنوية المنضوية تحت علم البديع.
  • الطباق يتجلى في الجمع بين كلمتين تحملان معنيين متضادين داخل نفس الجملة.
  • القاعدة اللغوية المتعلقة بالطباق تنص على أن يكون كل من الكلمتين إما اسمًا مع اسم، أو فعلًا مع فعل، أو حرفًا مع حرف.
    • يمكن أن يحدث تباين بينهما، بمعنى وجود طباق بين اسم وفعل.
  • هناك نوعان من الطباق، أحدهما إيجابي والآخر سلبي.
    • الطباق الإيجابي يعني الجمع بين معنى وضيضه.
    • أما الطباق السلبي فيعني الجمع بين المعنى ونفيه.
  • المقابلة أيضًا نوع من المحسنات البديعية المعنوية، وتُعرف بالطباق المركب.
    • حيث يتم تقديم القسم الأول من الجملة بمعنيين متناسبين، أو حتى بثلاث معانٍ.
    • ثم يأتي القسم الثاني ليعكس ما تم ذكره في القسم الأول، مع الالتزام بالتسلسل.
    • يتميز الجزء الثاني بوجود معنى مضاد لمحتوى القسم الأول.
    • مثال على ذلك: “دواء مر خير من سم جميل”، حيث يتألف القسم الأول “دواء مر” والقسم الثاني “سم جميل”.
  • تبين التعريفات المقدمة للطباق والمقابلة الفروق بينهما.
    • الاختلاف يكمن بشكل رئيسي في عدد الألفاظ المستخدمة في كل منهما.
  • الطباق يعتمد على وجود كلمة وعكسها أو كلمة ونفيها، بينما المقابلة تعتمد على عدد أكبر من الألفاظ.
    • يمكن أن تكون المقابلة بين كلمة واحدة وأخرى، أو بين لفظتين وثلاث أو أكثر.
    • هذا الاختلاف أسفر عن وجود آراء متعددة بخصوص مفهوم الطباق والمقابلة.
  • من الجدير بالذكر أن ابن أبي الإصبع المصري نقل عن الإمام السيوطي تمييزه بين الطباق والمقابلة، حيث أشار إلى وجود اختلافين بينهما:

الاختلاف الأول

الطباق لا يُستخدم إلا في تضادين، في حين أن المقابلة تتطلب وجود أكثر من أربعة تضادات.

الاختلاف الثاني

الطباق يقتصر على الأضداد فقط، بينما تشمل المقابلة الأضداد وغيرها.

آراء العلماء حول مفهوم الطباق والمقابلة

  • القرب بين مفهوم الطباق والمقابلة دفع العلماء إلى البحث عنهما بعمق لكشف الجوانب الغامضة حولهما.
  • اتفق العلماء على بلاغة كل منهما، ولكن ظهرت العديد من الآراء والملاحظات المتعلقة بهما.
  • يمكن أن نستعرض هذه الفروقات من خلال الإشارة إلى آراء علماء البلاغة حول الفرق بين الطباق والمقابلة؛ وهم على النحو التالي:

القسم الأول

  • يرى علماء هذا القسم أن الطباق أوسع مدى من المقابلة، ويستندون في رأيهم إلى أن الطباق هو الأساس، بينما المقابلة تعتبر ثانوية أو فرعية.
  • كان الإمام القزويني مؤيدًا لهذا الرأي، حيث استدلوا على ذلك بأن الطباق يؤثر في المعاني.
    • يمكنه إثراء النصوص الأدبية ووضوح الأضداد بصورة أكبر.
    • لذا يعتبرونه الأساس، لا سيما أنه يقتصر على الأضداد فقط.

القسم الثاني

  • من جهة أخرى، يرى غالبية علماء البلاغة أن المقابلة هي الأكثر شمولية من الطباق وأنها الأساس بينما الطباق يلعب دورًا ثانويًا.
  • من بين العلماء القدامى الذين تمسكوا بهذا الرأي هو “ابن حجة الحموي”.
  • أما في العصر الحديث، فهناك “عبد العزيز عتيق” الذي ناقش الفرق بين الطباق والمقابلة.
    • أشار علماء البلاغة إلى وجود اختلافات بشأن المقابلة.
      • بعضهم يعتبرها نوعًا تابعًا للمطابقة ويعتبرها إيهامًا بالتضاد.
      • بينما آخرون يعتبرونها نوعًا مستقلاً تابعًا للبديع، وهذا الرأي هو الأكثر دقة.

أمثلة توضيحية على الفرق بين الطباق والمقابلة

أمثلة على الطباق الإيجابي والسلبي

أولًا: أمثلة على الطباق الإيجابي

  • قول الله تعالى: “وأنه هو أضحك وأبكى * وأنه هو أمات وأحيا”، يظهر الطباق في الآيتين حيث نجد “أضحك وأبكى” و”أميت وأحيا”.
    • هذا الطباق إيجابي لأنه يتمثل في وجود الكلمة وعكسها بكونها أفعالًا.
  • في قوله تعالى: “لا يكلف الله نفسًا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسبت”.
    • الطباق هنا جاء بين “لها” و”عليها”، وهو أيضًا إيجابي لأنه يظهر الثواب والجزاء.
  • قول الله تعالى: “تؤتي الملك من تشاء، وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء”.
    • الطباق يظهر بين “تؤتي وتنزع” و”تعز وتذل”، وهو طباق إيجابي.
  • وفي قوله: “فأما من ثقلت موازينه فهو في عيشة راضية * وأما من خفت موازينه فأمه هاوية”.
    • ظهر الطباق بين “ثقلت” و”خفت”، وهو أيضًا إيجابي.
  • في قوله: “وما يستوي الأعمى والبصير، ولا الظلمات ولا النور”.
    • الطباق يظهر بين “الأعمى والبصير” و”الظلمات والنور”، وهو إيجابي.

ثانيًا: أمثلة على الطباق السلبي

  • قول الله تعالى: “الذين يدعون من دون الله لا يخلقون شيئًا وهم يخلقون”.
    • هنا الطباق بين “لا يخلقون ويخلقون”، وهو طباق سلبي بسبب وجود نفي.
  • العبارة التالية: “إذا تكلمت بالكلمة ملكتك وإذا لم تتكلم بها ملكتها”، يظهر الطباق بين “تكلمت ولم تتكلم”، وهو طباق سلبي.
  • وفي العبارة: “وننكر إن شئنا على الناس قولهم، ولا ينكرون القول حين نقول”.
    • الطباق هنا بين “ننكر ولا ينكرون”، وهو طباق سلبي.
  • كذلك في قوله تعالى: “حتى إذا جاءه لم يجده شيئًا، ووجد الله عنده”، يتمثل الطباق بين “لم يجده ووجد”، وهو سلبي.
  • وفي قوله: “قل هل يستوي الذين يعملون والذين لا يعملون”، يظهر الطباق بين “يعلمون ولا يعلمون”، وهو سلبي أيضًا.
  • وأخيرًا في قوله تعالى: “يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله”، يتجلى الطباق بين “يستخفون ولا يستخفون”، وهو طباق سلبي.

أمثلة على المقابلة

  • العبارة: “ليس له صديق في السر ولا عدو في العلانية”، تظهر المقابلة بين “صديق وعدو” و”السر والعلانية”.
  • أيضًا في قوله تعالى: “يحِل لهم الطيبات، ويحرم عليهم الخبائث”، المقابلة هنا بين “يحِل ويحرم” و”الطيبات والخبائث”.
  • وفي قوله تعالى: “وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئًا وهو شر لكم”، نجد المقابلة بين “تكرهوا وتحبو” و”خير وشر”.
  • أيضًا في قوله تعالى: “فأما من أعطى واتقى وصدّق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى”، هنا المقابلة بين “أعطى وبخل” و”صدّق وكذب”.

Related Posts

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *