موقع معركة مرج دابق
تجلى موقع معركة مرج دابق في السهول الشمالية لمدينة حلب في سوريا، والتي تُعرف بمرج دابق. شهدت هذه المنطقة المعركة الشهيرة التي انتهت بفوز العثمانيين وسيطرتهم على بلاد الشام، مما أدى إلى انتزاعها من حكم المماليك.
أسباب معركة مرج دابق
وقعت المعركة بين السلطان العثماني سليم الأول -رحمه الله- والسلطان المملوكي قانصوه الغوري -رحمه الله-. ومن أبرز عوامل هذه المعركة ما يلي:
- سعي السلطان سليم الأول لتوحيد مختلف الدول الإسلامية تحت لواء الدولة العثمانية.
- ضعف المماليك وتخاذلهم في مواجهة التهديدات الخارجية، خاصةً بعد احتلال البرتغاليين لبعض المناطق في اليمن وعمان، بهدف الوصول إلى المدينة المنورة والمتاجرة بقبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، فضلًا عن الوصول إلى القدس الشريف.
- استياء السلطان سليم الأول من المماليك لدعمهم للصفويين ضد العثمانيين.
- النزاعات المستمرة بين العثمانيين والمماليك على إمارة ذي قار شمال سوريا.
- عجز المماليك عن صد الهجمات الإسبانية من الغرب والبرتغالية من الجنوب.
- إصرار السلطان سليم على خوض المعركة ورفض أي محاولات للتهدئة من جانب المماليك.
وقائع معركة مرج دابق
بعد أن استولى العثمانيون على إمارة ذي قار، قام السلطان قانصوه الغوري -رحمه الله- بتجهيز جيشه لمواجهة السلطان سليم الأول -رحمه الله-، حيث حاول إرسال رسول للصلح، إلا أن السلطان سليم الأول طرده، مصممًا على خوض الحرب بسبب تحالف قانصوه مع الصفويين في معركة ذي قار.
كان السلطان سليم الأول قد أعد الجيش ونسق تحالفات مع عدد من أمراء الشام، حيث وعدهم بالحفاظ على مناصبهم. ولقد تزايدت مخاوف الأمراء من التمدد البرتغالي، مما دفعهم للموافقة على معاهدات السلطان سليم. وفي يوم (25 من رجب عام 922هـ)، توجه السلطان سليم إلى مرج دابق لمواجهة الجيش المملوكي.
رغم البداية القوية للجيش المملوكي، إلا أن الأمور تغيرت بسرعة لصالح العثمانيين بسبب الانشقاق في صفوف الجيش المملوكي، حيث انتقل بعض أمراء الشام إلى النظام العثماني، ورفض عدد من الجنود المماليك البقاء في صفوفهم.
وزادت الأمور تعقيدًا مع انتشار شائعات بمقتل السلطان قانصوه، مما أدى إلى عدم نجاح محاولاته في الحفاظ على صفوف جيشه، مما أسفر عن هزيمة ساحقة وقضى الأمر إلى وفاة السلطان المملوكي قانصوه. وبذلك، تمكن السلطان سليم الأول من السيطرة على بلاد الشام، والتي تمثل نصف دولة المماليك.
نتائج معركة مرج دابق
أبرزت معركة مرج دابق مجموعة من النتائج المهمة التي كان لها تأثير كبير على العالم الإسلامي عمومًا وعلى الدولة العثمانية بشكل خاص، ومنها:
- فتح الطريق إلى مصر بعد السيطرة على بلاد الشام.
- بداية الزوال الفعلي لدولة المماليك.
- مقتل السلطان المملوكي قانصوه الغوري.
- دخول العديد من المدن الشامية تحت راية الدولة العثمانية دون مقاومة تذكر.
- تعيين طومان باي كسلطان على المماليك.