يعتبر الجدري الكاذب من الأمراض التي تحتاج إلى فهم شامل لطرق الوقاية منه. على الرغم من أن الأمراض تتنوع من حيث مواقع الإصابة، إلا أن تأثيرها يمكن أن يمتد إلى جميع أجزاء الجسم.
مع تقدم العلوم الطبية، تمكنا من اكتشاف مجموعة واسعة من العلاجات للعديد من الأمراض، التي لم يكن لها وسائل علاجية فعالة سابقًا، وكانت تشكل مخاطر حقيقية على حياة الأفراد.
ما هو الجدري؟
الجدري هو عدوى فيروسية ناجمة عن نوع معين من الفيروسات، تؤدي إلى شعور الشخص بالتعب والإرهاق الشديد. بفضل جهود التطعيم العالمية، تم تحقيق تقدم كبير في السيطرة على هذا المرض وبالتالي تم اكتشاف علاج له.
الأمراض التي يعاني منها الناس اليوم تتضمن الجدري الكاذب، المعروف أيضًا بجدري الماء. يُعد الجدري مرضًا معديًا اكتُشف منذ العصور القديمة، وكان أحد أوائل الأمراض التي طرحت لها علاجات بعد أن أثرت بشكل كبير على البصر وتسببت في تشوهات جلدية.
يتسم هذا المرض بظهور بقع تشبه البثور على جلد المصاب، والتي قد تؤدي إلى ندبات وتغير لون الجلد.
أسباب الإصابة بالجدري الكاذب
توجد عدة عوامل تزيد من خطر الإصابة بالجدري، منها:
- التواصل المباشر مع شخص مصاب بالجدري، أو التعرض له أثناء العطس أو السعال.
- التواجد في أماكن مغلقة مع شخص مصاب بالمرض دون تهوية كافية.
- استخدام الأدوات الخاصة بالشخص المصاب، مثل الأطباق والأكواب.
أعراض الجدري الكاذب
ينتقل هذا النوع من الأمراض عن طريق العدوى، حيث ينتقل من شخص لآخر من خلال المللمسة أو التنفس. تظهر الأعراض الأولية كصداع شديد، يليه ظهور طفح جلدي يبدأ عادة من الصدر أو الظهر، ثم ينتشر إلى بقية الجسم.
يعاني المصاب من حكة شديدة، ويتحول الطفح الجلدي إلى فقاعات قد تمتلئ بسائل، ويحدث ظهور بقع جديدة مع جفاف القديمة. يعاني المريض أيضًا من ارتفاع في درجة الحرارة يتراوح بين 38 إلى 39 درجة مئوية، مع صداع وإحساس بعدم الارتياح، وقد تترافق الحالة مع التهاب في الحلق وفقدان الشهية.
مدة المرض
تستمر أعراض الجدري الكاذب فترة تتراوح بين 14 و22 يومًا، وغالبًا ما تظهر الإصابة في فصل الشتاء نتيجة لفيروس فارسيلا زوستر، الذي ينتقل عبر استنشاق رذاذ الشخص المصاب أو ملامسة الطفح الجلدي.
عادةً ما يتم الإصابة بالجدري الكاذب خلال فترة الطفولة، وتوفر الشفاء منه مناعة مدى الحياة، إلا أنه في حالات نادرة يمكن أن يصاب الشخص به مرة أخرى.
مضاعفات الجدري
في بعض الحالات، قد يعاني المتعافي من الجدري من اضطرابات لاحقة مثل الهربس النطاقي، حيث يبقى الفيروس في الخلايا العصبية ويظهر لاحقًا كطفح جلدي مؤلم. كما أن الأفراد مثل الحوامل وحديثي الولادة أو المدخنين هم الأكثر عرضة للإصابة بسبب ضعف الجهاز المناعي.
تتضمن المضاعفات الأخرى النادرة ما يعرف بمتلازمة راي، التي تؤثر على الكبد والجهاز العصبي، وقد تؤدي إلى تلف في الدماغ أو الموت، حيث تصل معدلات الوفيات إلى 10-40% بين المصابين.
سبل الوقاية من الجدري الكاذب
يجب على الآباء التأكد من تلقي أطفالهم اللقاح المضاد لهذا المرض، الذي يعد آمنًا وفعالًا. معظم الأشخاص الذين يتلقون هذا اللقاح لا يصابون بالجدري الكاذب، وفي حال حدوث الإصابة، تكون الأعراض أخف وأقل حدة. يمكن الحصول على التطعيم في المراكز الصحية التابعة لوزارة الصحة.
ينبغي تجنب الاقتراب من المصابين خلال فترة الحضانة، والتي تمتد قبل ظهور الطفح الجلدي أو البثور ولمدة أسبوع بعد زوالها.
إرشادات للوقاية من الجدري الكاذب
قدم الأطباء مجموعة من النصائح للوقاية من مرض الجدري:
- عزل الشخص المصاب للحد من انتشار العدوى.
- التخلص من أي إفرازات أو أدوات استخدمها المصاب بطرق صحية.
- تجنب انتشار رذاذ العطس أو السعال بتغطية الأنف والفم.
- عدم مشاركة الأدوات الشخصية مثل المناشف.
- تجنب الازدحام واتباع العادات الصحية السليمة.
- الحذر من المأكولات الملوثة أو السريعة، والابتعاد عنها.
- تجنب النساء الحوامل مخالطة الأطفال المصابين بالمرض.
- الحفاظ على النظافة الشخصية مثل غسل اليدين وتنظيف الأسنان.
- ويجب الحرص على كافة مستلزمات النظافة لتقليل مخاطر الإصابة بالمرض.
علاج الجدري الكاذب
على الرغم من الأعراض الشديدة، قد لا يحتاج الجدري الكاذب إلى أدوية محددة، حيث أن المرض سببه فيروس كما ذكرنا. ومع ذلك، يجب معالجة الأعراض والمضاعفات لضمان راحة المريض.
قد يستلزم الأمر إجراء كمادات باردة للتخفيف من الحكة، كما يُنصح بتجنب استخدام الأسبرين للأطفال، خوفًا من حدوث متلازمة راي. يمكن استخدام مراهم للجلد مثل اللوسيونات التي تحتوي على الكالامين.
كذلك، قد يُعطى المريض مضادات فيروسية مثل الأسيكلوفير لتسريع الشفاء وتقليل الأعراض والمضاعفات. يؤخذ هذا الدواء خمس مرات يوميًا لمدة أسبوع، ومن الأفضل البدء به في أقرب وقت ممكن.