الصخور الرسوبية الفتاتية
تتشكل الصخور الرسوبية الفتاتية نتيجة لتراكم الفتات الصخري والمعدني الناتج عن عمليات التجوية، والتي تشمل تأثير الحتّ على الصخور. تُنقل هذه الرسوبيات بواسطة تيارات الهواء كرياح أو تيارات المياه كالأنهار، حتى تضعف تلك التيارات، مما يؤدي إلى عدم قدرتها على حملها.
تتبع هذه العملية ترسيب الفتات في أحواض أو مناطق على سطح الأرض أقل ارتفاعاً من المناطق المحيطة. وعندما تُدفن هذه الرواسب بعمق كافٍ، تتعرض للضغط الذي يؤدي إلى تماسك الجزيئات، مُنتجاً بذلك الصخور الرسوبية الفتاتية.
تتفاوت أنواع الصخور الرسوبية الفتاتية حسب حجم الفتات المكون لها، حيث يمكن أن يصل حجم الرسوبيات من دقائق الطين المجهرية إلى الحجارة الكبيرة. تُعتبر الطين أصغر حجمًا، تليه الرمل، بينما يُعرف الحصى بأنه الفتات الذي يتجاوز قطره 2 ملم.
أمثلة على الصخور الرسوبية الفتاتية
تشمل أنواع الصخور الرسوبية الفتاتية؛ الطفَل الصفحي الذي يتكون أساسًا من الطين، الحجر الغريني الذي يتكون من حبيبات بحجم الطمي، الصخر الرملي الذي تتراوح دقائقه بين دقائح الرمل، وصخر الرصيص الذي يتكون من حصى مُغلفة بمزيج من الرمل والوحل.
الصخور الرسوبية الكيميائية
تنشأ الصخور الرسوبية الكيميائية من المواد التي تذوب في المياه وتنتقل على شكل أيونات مثل أيونات الكالسيوم والصوديوم وكربونات الهيدروجين. تتعرض هذه الأيونات لعمليات ترسيب كيميائي.
نظرًا لأنه يمكن أن تنتقل الأيونات الذائبة في المياه لآلاف الكيلومترات وقد تبقى معلقة لقرون أو أكثر قبل ترسيبها، يصبح من الصعب تحديد المصدر الصخري لهذه الرواسب الكيميائية.
أمثلة على الصخور الرسوبية الكيميائية
تعتبر التكوينات الحديدية الحزامية وبعض الصخور الأخرى الناتجة عن تبخر المياه من الأمثلة المعروفة على الصخور الرسوبية الكيميائية. ومن المهم الإشارة إلى وجود تداخل وتشابه بين الصخور الرسوبية الفتاتية والكيميائية، حيث تحتوي العديد من الصخور الرسوبية الكيميائية على بعض الفتات الصخري.
كما تحتوي معظم الصخور الرسوبية الفتاتية على مواد لاصقة مكونة من الأيونات الذائبة.
الصخور الرسوبية البيوكيميائية
تنشأ الصخور الرسوبية البيوكيميائية في مياه المحيطات أو البحيرات المالحة وفي الأحواض المائية التي تتوفر فيها أشعة الشمس والمواد المغذية بكثرة.
تتكون الرواسب البيوكيميائية من الكائنات الحية التي تستهلك الأيونات المذابة في المياه مثل أيونات الكالسيوم والمغنسيوم والبوتاسيوم، لتدخل ضمن تركيب أجسامها كالأصداف والعظام. وعندما تموت تلك الكائنات، ترسب هذه الأجزاء في قاع المياه لتشكل رواسب بيوكيميائية، وعند تعرض هذه الرواسب للضغط الكافي، يتماسك ويتحول إلى صخور رسوبية بيوكيميائية.
تحوي الصخور الرسوبية البيوكيميائية أيضًا على المعادن المتراكمة بفعل العمليات العضوية.
أمثلة على الصخور الرسوبية البيوكيميائية
يعتبر الحجر الجيري من أبرز الأمثلة على الصخور الرسوبية البيوكيميائية، إذ يتألف بشكل رئيسي من الكالسيت الموجود في الأصداف وقطع الجسم لبعض الكائنات البحرية مثل الرخويات والمرجان. كما تحتوي معظم أحجار الصوان على بقايا الأصداف المكونة من السيليكا، التي تنحدر من كائنات بحرية ذات مثل الدياتوم.
الصخور الرسوبية العضوية
تشمل الصخور الرسوبية العضوية كمية كبيرة من الجزيئات العضوية، بالأخص تلك التي تحتوي على روابط بين الكربون والهيدروجين.
يجب التنويه أن ليس كل الجزيئات التي تحتوي على الكربون تعتبر جزيئات عضوية؛ فعلى سبيل المثال، معدن الكالسيت يُعتبر معدناً غير عضوي لأنه يحتوي على الكربون بشكل غير مرتبط بالهيدروجين. ومن الأمثلة على الجزيئات العضوية المواد التي تتكون منها الأنسجة اللينة للنباتات والحيوانات.
مثال على الصخور الرسوبية العضوية
الفحم الحجري هو أحد أشهر أنواع الصخور الرسوبية العضوية، ويتكون في أغلبه في المستنقعات القريبة من الأنهار وفي دلتا الأنهار، وفي المناطق ذات المناخ الاستوائي الرطب إلى المعتدل، حيث يتوفر بيئة مناسبة للنمو السريع للنباتات. تتضمن الرسوبيات العضوية تراكم المواد النباتية.
تشير الكثافة العالية للغطاء النباتي إلى وفرة المواد العضوية، التي تتجمع في المياه الراكدة الفقيرة بالأكسجين، مما يقلل من تحللها وتأكسدها. مع مرور الزمن وتحت تأثير هذه العمليات، تتكون طبقة سميكة من المواد، وفي ظل الظروف المحدودة لعمليات التحلل، تتحول هذه المواد إلى خُث.
فيديو عن أنواع الصخور
لمزيد من المعلومات حول أنواع الصخور، يُرجى مشاهدة الفيديو.