سجود السهو
لقد شرع الله سبحانه وتعالى سجود السهو كوسيلة لتعويض أي نقص أو خلل قد يحدث خلال الصلاة، حيث أن السهو والنسيان يعدان من الصفات البشرية الفطرية. وقد وقع النبي محمد صلى الله عليه وسلم في السهو أثناء الصلاة، حيث قال: “إنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ، أنْسَى كما تَنْسَوْنَ، فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي، وإذَا شَكَّ أحَدُكُمْ في صَلَاتِهِ، فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ فَلْيُتِمَّ عليه، ثُمَّ لِيُسَلِّمْ، ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ”. يعتبر سجود السهو بمثابة طرد للشيطان ووساوسه التي قد تؤثر سلبًا على خشوع المصلي، مما يؤدي إلى حدوث نقص أو خلل في الصلاة، لذا جاء تشريع سجود السهو من الله سبحانه وتعالى لتعويض أي نقص قد يحدث فيها.
أنواع سجود السهو
يوجد عدة أنواع من سجود السهو، وفيما يلي توضيح لهذه الأنواع:
السهو عن ركن من أركان الصلاة
يتمثل هذا النوع من سجود السهو في حالة تأكد المصلي بأنه ترك ركنًا من أركان الصلاة، فيقوم بأداء ركعة ثم يسجد سجدتين بعد التسليم. أما إذا كان المصلي في حالة شك فيما إذا ترك ركنًا من أركان الصلاة، فلا يلزمه القيام بشيءٍ، حيث إنه إذا اعتقد أنه قد أتم الصلاة ثم بدأ الشك بعد التسليم، فلا حرج عليه، وهذا يعد وسواسًا يُنصح بعدم الالتفات إليه. ومن أركان الصلاة تشمل: الركوع، الرفع منه، السجود، قراءة الفاتحة، تكبيرة الإحرام وغير ذلك.
السهو عن سنة من سنن الصلاة
ينطبق هذا النوع من سجود السهو عند ترك المصلي لسنة من سنن الصلاة مثل قول “آمين”. وقد ذهب بعض العلماء إلى أنه لا يلزم المصلي سجود السهو، لكن يُستحب له القيام به، وإذا لم يفعل فلا حرج عليه، حيث تكون صلاته صحيحة. وقد قال ابن عثيمين: “إذا تَرَكَ الإِنسان شيئاً من الأقوال أو الأفعال المستحبَّة نسياناً، وكان من عادته أن يفعله، فإنه يُشرع أن يسجد جَبْراً لهذا النقص الذي هو نَقْصُ كمال، لا نقص واجب؛ لعموم قوله في الحديث: (لكلِّ سهو سجدتان). أما إذا تَرَكَ سُنَّة ليس من عادته أن يفعلها، فهذا لا يُسَنُّ له السُّجود، لأنه لم يطرأ على باله أن يقوم بها”.
السهو في صلاة النافلة
تأخذ صلاة النافلة نفس حكم صلاة الفريضة في سجود السهو. فإذا نسى المصلي فعلاً يتطلب سجود السهو، فإنه يجري في صلاة النافلة، على سبيل المثال إذا نسي سجدة ووقف، فإنه يعود ويؤدي السجدة، ثم يسجد سجدتين قبل التسليم. وإذا نسي التحيات فسلم، فإنه يأتي بالتحيات ثم يسجد سجود السهو، ثم يسلم بعد ذلك.
مواضع سجود السهو
يشرع سجود السهو في ثلاثة مواضع على النحو التالي:
- أولًا: الزيادة في الصلاة، مثل زيادة ركعة، ويتم ذلك بعد التسليم.
- ثانيًا: النقص في الصلاة ويكون محل السجدتين قبل التسليم.
- ثالثًا: الشك في الصلاة وعدم معرفة عدد الركعات، فينصح بتجنب الشك وسجود سجدتين قبل التسليم، أما إذا رجح عنده أحد الأمرين، فتكون السجدتان بعد التسليم.