إن الله سبحانه وتعالى يتولى قبض النفوس عند وفاة أصحابها، وكذلك النفوس التي لم تمت في منامها. فيقوم الله بمسك تلك التي قضى عليها بالموت، ويرسل الأخرى إلى أجَلٍ محدد، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون.
تفسير آية “الله يتوفى الأنفس حين موتها”
تطرقت العديد من التفاسير إلى هذه الآية الكريمة، حيث تتجلى قدرة الله ورحمته في كيفية قبض الأرواح. فيما يلي بعض التفسيرات التي تناولها علماء التفسير:
- تشير الآية إلى قدرة الله على قبض روح العبد عند انتهاء حياته.
- كما توضح أن أرواح الأحياء والأموات تتصل ببعضها في المنام، حيث يتعارف بعضها كما أراد الله.
- عندما تشتاق الأرواح للعودة إلى أجسادها، يمسك الله أرواح الأموات ويبقيها عنده، بينما يرسل أرواح الأحياء لتعود إلى أجسادها حتى يحين أجلها.
- قال المفسرون إن الآية تشير إلى تلاقي أرواح الأحياء والأموات، حيث يتعارف من شاء الله له ذلك قبل أن يمسك الله بأرواح الموتى.
- وذكر ابن حميد أن الأرواح تُقبض مرتين، مرة عند نوم النائمين، حين يُقبض روحهم، وتلتقي الأرواح ببعضها.
- ثم تُطلق أرواح الأحياء العائدة لأجسادها، بينما يبقى الموتى محبوسين بسبب قضاء الله.
- تعود أرواح الأحياء إلى أجسادها لأجل مسمى حتى تستكمل آجالها.
تفسيرات إضافية لآية “الله يتوفى الأنفس حين موتها”
لفهم آيات القرآن الكريم بشكل أفضل، ينبغي العودة إلى أقوال العلماء الأوائل الذين كانوا يتمتعون بفصاحة اللغة العربية ومعرفة عميقة. وفيما يلي بعض التفاسير الأخرى:
- ذكر يونس عن ابن وهب أن النوم يعتبر وفاة صغرى، حيث يمسك الله أرواح الموتى بينما تُترك أرواح النائمين لتعود إلى أجسادها.
- الغرض من الآية يتبين في قوله تعالى: “إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون”، مما يدل على حكمة الله في قبض الأرواح وإعادتها.
- يوجد سبب أيضًا وراء إرسال بعض الأنفس إلى أجسادها، وهو ما ينطبق على أرواح النائمين التي لم تُقبض بعد.
- توضح الآية قدرة الله على إحياء من يشاء من خلقه وإماتة من يشاء.
أين تذهب الروح عند النوم؟
يجب علينا أن نفهم أن الروح من الأمور الغيبية، ولله وحده علمها. وفيما يلي بعض ما جاء في آيات الله بهذا الشأن:
- {وَيَسْأَلونَكَ عَنِ الروحِ قُلِ الروح مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلً}.
- {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا والَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا ۖ فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَىٰ عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَىٰ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ}.
- {وَهوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكم بِاللَّيْلِ وَيَعْلَم مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ ثُمَّ يَبْعَثُكُم فِيهِ لِيقْضَى أَجَلٍ مُّسَمًّى}.
- كما يوضح الحديث الشريف عن أبي هريرة جزءًا من هذا الموضوع، حيث قال: “إذا آوى أحدكم إلى فراشه، فلينفض فراشه بداخلة إزاره…”.