صوت للجماهير
يعكس الشعر العربي القضايا الاجتماعية التي تتجلى في كل عصر ومكان، حيث يتناول الموضوعات الاجتماعية المختلفة. يلعب الشاعر هنا دورًا محوريًا، إذ يُعتبر رمزًا لآمال الأمة، ليبدأ بتصوير الأحداث والتجارب، وتقديم القيم النبيلة مثل الشجاعة والكرم. بشكل عام، تتعدد أبعاد الوظيفة الاجتماعية للشعر؛ حيث يتضمن جانبًا إيجابيًا يسلط الضوء على تعليم الفضائل وتخليد القيم الجماعية، وآخر سلبي يتعلق بالمدح والهجاء الذي قد يؤدي إلى نشوء النزاعات بين الأفراد.
منبع المعرفة
يُعتبر الشعر تجسيدًا للتجارب الإنسانية، ومرجعًا للمعرفة الثقافية، حيث يُطلق عليه العرب لقب “ديوان العرب”، ما يعكس دوره كحامل لتجاربهم، وحكمهم، ومعلوماتهم الثقافية.
فهم القرآن والسنة
يعتبر الشعر من المداخل الأساسية لفهم الآيات القرآنية وتفسير معانيها. فقد كان كل من عمر بن الخطاب وابن عباس رضي الله عنهما يستندان إلى الشعر الجاهلي في تفسير القرآن الكريم. كما كان ابن الأزرق يستفسر عن بعض الآيات، فيقدم له ابن عباس تفسيرها، ثم يطلب منه الدليل من كلام العرب، فيقوم ابن عباس بإنشاد أبيات من الشعر العربي.
حافظة اللغة
يلعب الشعر دورًا أساسيًا في الحفاظ على اللغة وتغذيتها، إذ يُعد الوسيلة التي تُعزّز بلاغة اللغة وصقل اللسان. وقد اتفق العلماء والأدباء عبر العصور على أن لغة الشعر تتميز عن لغة النثر؛ فهي تتمتع بالألفاظ القوية والتعبيرات الدقيقة، كما تحتوي على صور بلاغية واستعارات وإشارات متميزة، وقد يُقدم الشاعر أو يؤخر بعض الجمل لإضفاء معاني إضافية.
إعلاء كلمة الحق وكشف الباطل
يُعتبر الشعر الإسلامي من المفاهيم الفكرية التي تشجع على إظهار كلمة الحق ونبذ الظلم والاستبداد. يعكس هذا المفهوم عقلية فكرية صحيحة، وهو يعبر عن الحضارة التي تحتضنها الأمم. قد أشار سيد الشهداء إلى أهمية الاعتراض على الحكام الظالمين، مما يُبرز ضرورة مقاومة الظلم؛ فالأمة التي تساير الحاكم الجائر لا يمكنها أن تُحقق الخير ولا أن تنهض أو تتحرر.