يعد العبد آثماً في حالة عدم وجود أعذار، وهناك أوقات محددة ينبغي على المسلم أن ينهي فيها الصلاة، وقد حثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ذلك، وسوف نوضحها فيما يلي.
الفارق بين الوقت الاختياري والوقت الضروري للصلاة
إليك توضيح الفرق بين الوقت الاختياري والوقت الضروري للصلاة:
- الوقت الاختياري للصلاة هو الوقت الذي يجوز تأخير الصلاة إليه، ولا يعتبر من الأوقات المنهي عن الصلاة فيها.
- أما الوقت الضروري للصلاة فهو الوقت الذي لا يجوز تأخير الصلاة إليه.
- يعتبر أصحاب المذهب المالكي أن تأخير الصلاة إلى الوقت الضروري مسموح فقط لأصحاب الأعذار، وفي هذه الحالة لا يُعد الشخص آثماً.
- تعددت آراء العلماء حول تحديد الوقت الاختياري والضروري للصلاة، وسنستعرض هذه الآراء في السطور التالية:
أوقات الصلاة من حيث بدئها وانتهائها
صلاة الفجر
- تُؤدى صلاة الفجر في الفترة من طلوع الفجر حتى شروق الشمس، حيث يُعتبر وقتها وقتاً اختيارياً، وأفضل وقت لأدائها هو في بدايتها.
صلاة الظهر
- يتخذ وقت صلاة الظهر ككل وقتاً اختيارياً، والأفضل أن تُؤدى في بدايتها رغم عدم وجود وقت ضروري لها.
- يبدأ وقت صلاة الظهر عند زوال الشمس من الشرق إلى الغرب، ويمتد حتى يتماثل طول ظل الشيء.
صلاة العصر
- يمتد الوقت الاختياري لصلاة العصر من دخول الوقت حتى اصفرار الشمس، وبعد ذلك يبدأ الوقت الضروري ويمتد حتى غروب الشمس، حيث لا يجوز تأخير الصلاة إلا لوجود عذر.
صلاة المغرب
- لا يوجد وقت ضروري لصلاة المغرب، بل تُعتبر كلها وقتاً اختيارياً منذ غروب الشمس وحتى زوال الشفق، ويُنصح بأدائها في وقتها.
صلاة العشاء
- يبدأ الوقت الاختياري لصلاة العشاء من غياب الشفق حتى منتصف الليل، ويبدأ الوقت الضروري بعد منتصف الليل حتى طلوع الفجر.
حكم تأخير الصلاة إلى وقت الضرورة
بعد استعراض الفرق بين الوقت الاختياري والضروري للصلاة، نوضّح حكم تأخير أداء الصلوات حتى وقت الضرورة:
- يفضل أن تُؤدى الصلاة في وقتها الاختياري.
- إذا تم أداء الصلاة في وقت الضرورة بسبب وجود عذر، فإن الصلاة تكون مقبولة وتفترض الفريضة عن المصلي.
- أما إذا تم تأخير الصلاة دون عذر إلى وقت الضرورة، فإن هذا يُعتبر إثماً عند أغلب العلماء، بينما بعضهم اعتبر هذا الفعل مكروهاً.
الأوقات المحرمة للصلاة
هناك أوقات يُحرم فيها أداء صلاة التطوع، باستثناء الصلوات الفائتة أو صلاة الجنازة، وتشمل هذه الأوقات:
- تحرم الصلاة من بعد أداء صلاة الفجر حتى شروق الشمس، وذلك استناداً إلى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس”.
- كما يُحرم الصلاة بعد شروق الشمس بحوالي ربع ساعة أو ثلث ساعة حتى ترتفع الشمس مقدار متر تقريباً، حيث قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: “صلِّ صلاة الصبح، ثم اقصر عن الصلاة حتى تطلع الشمس حتى ترتفع”.
- تحرم الصلاة من وقت قيام الشمس حتى زوالها في اتجاه الغرب، والذي ورد في حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه: “ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن”.
- أيضًا، يُحرم الصلاة بعد أداء صلاة العصر حتى غروب الشمس، كما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا صلاة بعد الصبح حتى ترتفع الشمس، ولا صلاة بعد العصر حتى تغيب الشمس”.
نصائح للحفاظ على الصلاة في أوقاتها
إليك مجموعة من النصائح لأداء الصلوات في أوقاتها الاختيارية:
- احرص على أداء الصلاة عند وقت الإقامة، ولا تنشغل بأي أمر آخر، فالصلاة في أوقاتها لها ثواب عظيم.
- تذكر الأهوال العظيمة ليوم القيامة، فهذا يساعدك على الالتزام بأداء الصلوات، ويعزز من قيامك بالأعمال الصالحة.
- يمكنك استخدام تطبيقات تذكير بأوقات الصلاة لضمان أدائها في مواعيدها.
- اجتهد في الدعاء إلى الله، فهو القادر على كل شيء ويمتلك قلوب العباد.
- اقرأ في كتب تحث على الصلاة وأهميتها لتجنب انشغالك عن الصلوات.
- رافِق أهل الصلاح، فهم يعينونك على الصلاة وطاعة الله.
- يمكنك الاستماع إلى مقاطع صوتية أو فيديو توعوية تشجع على أداء الصلاة.
الدليل على أول وآخر وقت لكل صلاة
- صلى جبريل عليه السلام مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وذكر الحديث الآتي حول أوقات الصلاة، حيث صلّى الظهر في البداية عند بدء الفتح.
- ثم صلّى العصر عندما كان كل شيء يماثل ظله.
- وبعدها صلّى المغرب وقت غروب الشمس، ثم العشاء بعد غياب الشفق، وأخيراً الفجر عند بزوغ الفجر.
- وفي الزيارة الثانية، صلّى الظهر عندما بدأ ظل كل شيء يماثله، وبعدها العصر في نفس الوقت.
- ثم صلّى المغرب في وقته الأول، والعشاء الأخيرة عندما ذهب ثلث الليل، وأخيراً صلى الصبح عند إشراقة الأرض.
- ثم أقبل جبريل عليه السلام وقال: “يا محمد، هذا وقت الأنبياء قبلك، والوقت فيما بين هذين الوقتين.”
أوقات الصلاة من حيث المثوبة
-
صلاة الفجر:
- تبدأ من طلوع الفجر الثاني وتستمر حتى شروق الشمس.
- يُحرم تأخيرها إلى آخر الوقت.
- يُجوز صلاتها قبل الإسفار وقبل طلوع الشمس.
-
صلاة الظهر:
- الأفضلية في أوّل الوقت بعد الأخذ بأسباب الصلاة.
- يُحرم تأخيرها إلى آخر الوقت بحيث لا يتسع لأدائها.
- وقت الضرورة يبدأ في آخر الوقت بقدر تكبيرة فأكثر.
-
صلاة العصر:
- الأفضلية في أوّل الوقت حتى يصبح ظل الشيء مثله.
- يُحرم تأخيرها إلى اصفرار الشمس، ولكنها جائزة في هذا الوقت.
- وقت الضرورة يبدأ عند اصفرار الشمس.
-
صلاة المغرب:
- تؤدى عند غروب الشمس حتى غياب الشفق الأحمر.
- يُحرم تأخيرها إلى ما بعد ذلك إلا للضرورة.
-
صلاة العشاء:
- تبدأ من غياب الشفق الأحمر وتنتهي عند طلوع الفجر الصادق.
- يُكره أداؤها بعد ظهور الفجر الكاذب.
- يُحرم تأخيرها إلى آخر وقتها بحيث لا يتسع لأدائها.