تعريف الغنائم
في اللغة: تُعتبر الغنائم جمع كلمة “غنيمة”، وهي مأخوذة من كلمة “الغنم” التي تعني الفوز والانتصار في شيء ما. أما اصطلاحًا، فالغنائم هي الأموال التي تُستَحصل عند القتال ضد الأعداء، وتُعتبر علامة للانتصار والغلبة، وتُعرف أيضاً بالأنفال.
تشريع الغنائم كان في عهد النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- وأمته. جاء في القرآن الكريم: (يَسأَلونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلَّـهِ وَالرَّسولِ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَأَصلِحوا ذاتَ بَينِكُم وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ إِن كُنتُم مُؤمِنينَ).
كما جاء في قوله تعالى: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسولِ وَلِذِي القُربى وَاليَتامى وَالمَساكينِ وَابنِ السَّبيلِ). وقد اختصت الغنائم بهذه الأمة وبنبيها -عليه الصلاة والسلام-. وُرِدَ عن النبي أنه قال: (فُضِّلْنا على الناسِ بثلاثٍ… وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي).
أنواع الغنائم
تتوزع الغنائم التي تُستحصل من الكفار خلال المعارك ضد المسلمين إلى ثلاثة أنواع رئيسية كما يلي:
- الأموال المنقولة، وتشمل النقود، الحيوانات، الطعام، المعدات الحربية، والأسلحة.
- أسرى الحرب والسبايا بما في ذلك النساء والأطفال.
- الأراضي والممتلكات.
الجهات المستفيدة من الغنائم
تُوزع الغنائم على كل ذكر مسلم بالغ عاقل حُر وصحيح شارك في المعركة، سواءً كcombatant أم لا. في حال عدم توفر أي من هذه الشروط، يعود الأمر إلى الإمام الذي له الحق في توزيع جزء من المال العام عليه، كونه لا يُعد من المجاهدين.
وبالتالي، يُستبعد النساء من استلام أي نصيب من الغنائم. وقد أُشير إلى ذلك في حديث نجدة الذي سأل ابن عباس -رضي الله عنهما-: (هَلْ كَانَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يَغْزُو بِالنّسَاءِ؟ وَهَلْ كَانَ يَضْرِبُ لَهُنّ بِسَهْمٍ؟.. فكتب إليه ابن عباس: كَتَبْتَ تَسْأَلُنِي…، بينما كان يَغْزُو بِهِنّ ليداوين الجرحى ولم يكن يُعطى لهن سهم).
كيفية تقسيم الغنائم
كما تم الإشارة إليه، تُعطى الغنائم للمسلمين الذين شاركوا في الجيش في ساحة المعركة، وذلك استنادًا إلى قوله تعالى: (وَاعلَموا أَنَّما غَنِمتُم مِن شَيءٍ فَأَنَّ لِلَّـهِ خُمُسَهُ… إلخ). بناءً عليه، يتم تقسيم الغنائم على النحو التالي:
- الخُمس الأول
يُخصص في سبيل الله لفئات معينة من المسلمين، وقد اتفق الفقهاء بعد وفاة الرسول -صلى الله عليه وسلم- على تقسيم هذا الخمس إلى خمسة أسهم: سهم يُعطى لبيت مال المسلمين، وسهم يُخصص للرسول -صلى الله عليه وسلم- وأقاربه، وسهم يُخصص لليتامى والمحتاجين، بينما يُخصص السهم الأخير لابن السبيل.
- الأخماس المتبقية
تُوزع الأربعة أخماس المتبقية على أولئك الذين شهدوا المعركة من المجاهدين، حيث يُفضل المجاهدون على غيرهم في درجات الأجر والثواب، كما أن الرأي المتفق عليه بين الفقهاء هو توزيع هذه الأخماس على كل من حضر المعركة، سواءً قاتل أم لا، وفقاً لقوله الفاروق عمر -رضي الله عنه-: “إنما الغنيمة لمن شهد الوقيعة”.
مكان تقسيم الغنائم
يرى معظم الفقهاء أن تقسيم الغنائم يجري في مكان الحرب بعد انتهاء المعركة والانتصار، وذلك استنادًا إلى ما قام به النبي -صلى الله عليه وسلم- عندما اعتمر من الجِعْرانَة ثم قام بتقسيم غنائم غزوة حنين في هناك.
وقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قوله: (أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- اعتمر أربع عمرٍ، وكلها في شهر ذي القعدة باستثناء عمرة الحديبية… وعُمرة من الجعْرانة حيث قسَّم غنائم حنين). كما قام الرسول -صلى الله عليه وسلم- بقسمة الغنائم في الذُّحَيْفَة (مكان مخصص لأهل المدينة) بعد غزوة اليهود بني المصطلق.