التهاب مجرى البول المتكرر هو حالة تشعر فيها بعدم الارتياح عند التبول، مع إحساس حارق، وقد يتطلب الأمر الذهاب إلى الحمام بشكل متكرر. إذا كنت تعاني من هذه الأعراض، من المحتمل أنك مصاب بالتهاب مجرى البول. في هذه المقالة، سنستعرض كافة المعلومات اللازمة حول هذا الالتهاب وطرق علاجه.
البول
- البول هو سائل أصفر اللون يتم تصفيته من الدم بواسطة الكليتين، ثم يُخزن في المثانة قبل أن يتم التخلص منه عن طريق التبول.
- يكتسب البول لونه الأصفر نتيجة نسبة اليوريا والماء فيه؛ حيث تزداد درجة الاصفرار مع زيادة اليوريا، بينما يصبح أكثر شفافية كلما زاد الماء.
- يعتبر البول سائلًا سامًا بالنسبة للجسم، لذا تقوم الكليتين بتصفيته من الدم من أجل تنقية الجسم، ويخرج الناتج من الجسم عبر عملية التبول.
- يحتوي البول على معظم مكونات البلازما، لكنه يحتوي على كمية منخفضة من البروتينات والدهون، ويكون خاليًا تمامًا من خلايا الدم الحمراء، حيث يدل وجود هذه الخلايا على خلل في النظام البولي.
- يستخدم البول كوسيلة تشخيصية للعديد من الأمراض عند أخذ عينة من البول وتحليلها.
مكونات البول
- يتألف البول من 95% ماء، بالإضافة إلى مواد عضوية وغير عضوية. في المتوسط، يحتوي البول الذي يتم جمعه على مدار اليوم على حوالي 40 جرامًا من المركبات العضوية و20 جرامًا من المركبات غير العضوية.
- يُقدر أن عدد المركبات التي يمكن أن تُفرز في البول يتجاوز 150 نوعًا، وذلك حسب نوعية التغذية المتاحة للجسم.
- تنقسم المركبات في البول إلى نوعين: مركبات غير عضوية ومركبات عضوية. ويعتبر الكلوريد، والكبريتات، والفوسفات، والكربونات، والكالسيوم، والبوتاسيوم، والمغنيسيوم، والأمونيوم من أبرز المركبات غير العضوية.
- بينما تشمل المركبات العضوية اليوريا، وحمض اليوريك، والكرياتين، وصبغة البول. وفي الحالات الطبيعية، لا يحتوي البول على بروتين أو جلوكوز.
تكوين البول
- يتم تصفية حوالي 20% من البلازما بواسطة فرق الضغط بين نهايات الشعيرات الدموية في النيفرون، ويطلق على السائل الناتج اسم “الترشيح”.
- يحتوي هذا السائل على مزيج من المواد المفيدة (مثل الجلوكوز والأحماض الأمينية) والمواد الضارة (مثل الأمونيا واليوريا)، حيث يمتص جسم الإنسان حوالي 180 لترًا من هذا السائل يوميًا، ومعظم هذا يحدث خلال عملية إعادة الامتصاص.
- تتم إعادة امتصاص المواد المفيدة التي تم ترشيحها في النيفرون، وتحدث هذه العملية بشكل رئيسي في الجزء الأول من النيفرون، حيث تلعب بعض الأدوية الخافضة للضغط دورًا في التحكم بحجم الدم وضغط الدم خلال هذه المرحلة.
- تأتي الخطوة الأخيرة في العملية وهي الإفراز، حيث يقوم الجسم بالتخلص من المواد الضارة التي لم يتم التخلص منها خلال مرحلة الترشيح، وغالبًا ما يتم التخلص من الأدوية بهذه العملية.
التهاب مجرى البول المتكرر
- يعتبر التهاب المسالك البولية أكثر شيوعًا بين النساء، ويتميز بعدم الارتياح أثناء التبول، والشعور بحرقان، والذهاب المتكرر إلى الحمام.
- تسبب هذه الالتهابات عادةً البكتيريا التي تصيب الجهاز البولي، وتعد بكتيريا القولونية واحدة من أبرز مسببات هذه الالتهابات.
- ينقسم التهاب مجرى البول إلى نوعين: التهاب المسالك البولية السفلية، والتهاب المسالك البولية العلوية.
- التهاب المسالك البولية السفلية، الذي يشمل المثانة والإحليل، يبرز بأعراض مثل الألم أثناء التبول والإلحاح. يعرف هذا النوع أيضًا باسم التهاب المثانة.
- أما التهاب المسالك البولية العلوية، فإن مصدر العدوى يكون من الكلى، مع ظهور أعراض مثل الغثيان والقيء والحمى والصداع.
- قد تؤدي مضاعفات هذه العدوى إلى ارتفاع ضغط الدم وتندب في الكلى وإصابة هيكلية للجهاز البولي.
- تزداد احتمالية الإصابة بالتهابات المسالك البولية بين الرجال الذين تقل أعمارهم عن السنة نتيجة لعيوب خلقية، بينما تزداد النسبة بين النساء لاحقًا بسبب طبيعة تركيب الجهاز البولي.
- تشير الإحصائيات إلى أن 50-80% من النساء قد تعرضن لهذا الالتهاب مرة واحدة على الأقل في حياتهن، كما أن المسنين أكثر عرضة للإصابة بتكرار هذا الالتهاب.
المسنين وزيادة خطر الإصابة بالتهاب المسالك البولية
- تسبب ضعف القدرة على التحكم في التبول والتغوط زيادة احتمال دخول البكتيريا إلى مجرى البول.
- قد تؤدي فترة البقاء في المستشفى أو دور رعاية المسنين إلى إدخال قسطرة، مما يزيد من احتمالية حدوث التهاب المثانة.
- تشير مشاكل تدلي المثانة إلى أن الشخص قد لا يستطيع إفراغ المثانة بالكامل، مما يرفع من خطر الإصابة بالعدوى.
- ينجم نقص هرمون الأستروجين عند النساء في سن اليأس عن زيادة قابلية نمو البكتيريا في المهبل أو مجرى البول، مما يؤدي إلى التهاب المثانة.
- عند الرجال، يمكن أن يؤدي تضخم البروستاتا إلى انسداد جزئي في المسالك البولية.
- تتضمن العوامل الأخرى المساهمة في خطر الإصابة مرض السكري وقلة النشاط البدني وسوء النظافة.
تشخيص التهاب مجرى البول
- إذا اشتبه طبيب المسالك البولية في وجود التهاب، فإنه يطلب إجراء فحص عينة من البول للبحث عن صديد أو خلايا دم حمراء أو بكتيريا (مسببات المرض).
- تتم تحليل عينة البول في المختبر، وأحيانًا يتم إضافة زراعة بولية لتحديد ما إذا كانت هناك عدوى أم لا.
- على الرغم من عدم وجود اختبار بسيط يمكنه التمييز بين المسالك البولية العلوية والسفلية، إلا أن مزيجًا من الالتهاب والألم يمكن أن يشير إلى انتقال العدوى إلى الكلى.
أعراض التهاب مجرى البول
- الألم في أسفل البطن أثناء التبول أو حتى دون التبول.
- الشعور بالألم والحرقة أثناء التبول.
- الرغبة المفاجئة في التبول.
- التبول المتكرر وألم في الخاصرة.
- قد يصاحب ذلك ارتفاع في درجة الحرارة وشعور عام بالتعب.
- التبول بكميات صغيرة ومتكررة.
- تغير لون البول إلى الأحمر أو الوردي، مما يدل على وجود دم في البول.
- رائحة قوية للبول.
- ألم في منطقة الحوض، خاصة عند النساء في منتصف منطقة الحوض وحول عظمة العانة.
مضاعفات التهاب مجرى البول
- تكرار الالتهاب، خصوصًا بين النساء اللواتي يعانين من التهاب المسالك البولية أكثر من مرتين خلال ستة أشهر، أو أربع مرات أو أكثر خلال عام واحد.
- قد يؤدي عدم معالجة التهاب المسالك البولية إلى تلف دائم في الكلى نتيجة التهاب الكلى الحاد أو المزمن.
- زيادة خطر الإصابة بسكري الحمل لدى النساء الحوامل يمكن أن تؤدي إلى ولادة أطفال ناقصي الوزن أو أطفال مبتسرين.
- تضيق مجرى البول عند الذكور نتيجة الالتهابات المتكررة.
- الإنتان هو أحد المضاعفات الناتجة عن العدوى ويمكن أن يهدد الحياة إذا انتشرت العدوى داخل الكلى أو طول المسالك البولية.
الحالات الحرجة
- الأطفال الذين يعانون من مشاكل اضطراب مجرى البول ويعجزون عن فرز البول بشكل طبيعي يزيد عندهم احتمال الإصابة بعدوى المسالك البولية بسبب احتباس البول.
- حصوات الكلى أو تضخم البروستاتا قد تؤدي إلى احتباس البول في المثانة، مما يزيد خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
- قد تؤدي الأمراض المزمنة مثل السكري وضعف المناعة إلى رفع احتمالية حدوث العدوى.
- الأشخاص الذين يحتاجون إلى مساعدة للتبول أو الذين يستخدمون القسطرات أكثر عرضة للإصابة بهذه العدوى.
- قد تزيد الفحوصات أو العمليات الجراحية التي تتضمن استخدام أجهزة طبية من خطر الإصابة بعدوى المسالك البولية.
أسباب التهاب مجرى البول
- تحدث التهابات المسالك البولية عادة عندما تدخل البكتيريا عبر مجرى البول وتبدأ بالتكاثر في المثانة، على الرغم من أن جهاز البول مُهيأ لمنع هذه الغزوات.
- تعتبر بكتيريا القولونية هي السبب الرئيسي لعدوى المثانة، وهي بكتيريا شائعة في الجهاز الهضمي.
- قد يؤدي الاتصال الجنسي إلى التهاب المثانة، لكن لا يشترط أن تكون نشطًا جنسيًا، فجميع النساء مشمولات في خطر الإصابة.
- تحدث عدوى مجرى البول عند انتشار البكتيريا من فتحة الشرج إلى مجرى البول.
إصابة النساء بالتهاب مجرى البول
- يكون طول مجرى البول لدى النساء أقصر منه عند الرجال، مما يسهل على البكتيريا الوصول إلى المثانة.
- النساء الناشطات جنسيًا هنّ أكثر عرضة للإصابة بالتهاب المسالك البولية مقارنة بالنساء غير النشطات، وقد يزيد الجماع مع شريك جديد من المخاطر.
- تكون النساء اللاتي يتناولن حبوب منع الحمل أكثر عرضة، وكذلك اللواتي يستعملن مبيدات النطاف.
- بعد انقطاع الطمث، يتسبب انخفاض هرمون الأستروجين في تغييرات في المسالك البولية، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالالتهاب.
علاج التهاب مجرى البول
- في حالة كانت العدوى متكررة، يُفضل العلاج بجرعات منخفضة من المضادات الحيوية على المدى الطويل.
- عند حدوث التهاب مجرى البول، يعتمد اختيار المضاد الحيوي على عوامل عدة، ويمتد العلاج لفترة مؤقتة عبر الفم أو بالتنقيط الوريدي.
عوامل اختيار العلاج
- عمر المصاب.
- الحالات المرضية الأخرى.
- العيوب في الجهاز البولي.
- وظائف الكلى.
- الحمل.
- الحساسية تجاه المضادات الحيوية.
- شدة الالتهاب.
- نوع الجراثيم وحساسيتها للأدوية.
طرق الوقاية من التهاب مجرى البول
- أثبتت الدراسات أن زيادة معدل شرب الماء تقلل من نسبة البكتيريا الموجودة في الجهاز البولي، لذا يُنصح بشرب كميات كافية من الماء.
- تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول عصير التوت البري يعدل التوازن الحمضي في المسالك البولية ويساعد على القضاء على البكتيريا.
- يجب تجنب حبس البول لفترات طويلة لتفادي تكوين بقايا سائلة مع البكتيريا.
- من المهم الحفاظ على النظافة الشخصية، وتغيير الملابس الداخلية يوميًا واستخدام الملابس الداخلية القطنية لتقليل الحرارة في منطقة المهبل، وهي بيئة جيدة للبكتيريا.
- ينصح بغسل المنطقة بعد ممارسة الجنس للقضاء على أي بكتيريا قد تكون دخلت.
- يجب تنظيف المهبل بشكل صحيح بعد التغوط لمنع انتقال البكتيريا من البراز إلى المثانة.