الموقع الجغرافيّ لهضبة الصمّان
تتموضع هضبة الصمّان في الجهة الشرقية من شبه الجزيرة العربية، وتتميز بشكلها المستطيل. تمتد هذه الهضبة بدءًا من منطقة الربع الخالي في الجنوب وصولاً إلى الحدود العراقية في الشمال، مما يمنحها طولًا يصل إلى 1000 كيلومتر. يتراوح عرض الهضبة بين 80 إلى 250 كيلومتر، ويبلغ ارتفاعها 25 مترًا من الجهة الشرقية و400 متر من الجهة الغربية. تبرز الهضبة شرق الدهناء، حيث تنحدر جهة الشرق إلى سهول طويلة وضيقة، التي تستمر وصولاً إلى الربع الخالي. تُعرف هذه السهول بتسميات متنوعة اعتمادًا على أجزاءها المختلفة، بما في ذلك نفوذ الثويرات، ونفوذ السر، ونفوذ الدحى، ونفوذ قنيفدة.
الحدود الجغرافية للصمّان
تحد هضبة الصمّان من الجهة الغربية صحراء الدهناء، بينما من الجهة الشرقية يُحدها السهل الساحلي للخليج العربي. يُطلق على الجزء الجنوبي من الصمّان اسم “الصلب”، في حين يُعرف الجزء الشمالي بهذا الاسم أيضًا. وغالبًا ما يحدث لبس بين الجزءين. وقد أشار المؤرخ الراحل حمد الجاسر إلى أن الصمّان تُعتبر من أشهر المواقع الصحراوية، خاصة عندما تسقط الأمطار، حيث تتحول إلى أراض خصبة ومراعي غنية، تمتاز بتنوع الحشائش.
الصمّان في معجم البلدان
حسب قول الأصمعي، فإن الصمّان عبارة عن أرض متسعة وعالية دون جبل، فيما يذكر ابن منصور أنه شهدت الصمّان هطول مطرتين، مما أدى إلى خصوبة الأرض وغناها. تضم الصمّان مناطق مرتفعة وقيعان، بالإضافة إلى حقول تُثمر السدر. كما تحتوي على بساتين عشبية، مما يجعلها وجهة مفضلة للعرب في فصل الربيع. يُقال إن الصمّان كانت مسكنًا لنبي حنظلة، والحزن لقبيلة يربوع، وجزءً من الدهناء لجماعتهم، وهو واحد من المناطق المجاورة للدهناء. ويُعتقد أن الصمّان تُعتبر بمثابة جبل في أرض تميم.
تاريخ الصمّان
تُعتبر الصمّان منطقة صحراوية تعيش فيها عدة قبائل عربية. يُذكر أن قبائل بكر بن وائل استوطنت هذه المنطقة في الفترة الجاهلية، ثم انتقلت السيطرة عليها إلى قبيلة تميم. في عصر صدر الإسلام، سكنها بنو حنظلة، الذين هم أحد بطون تميم. في عام 1823م، استقرت قبيلة مطير في الصمّان، وبعد ذلك تم تأسيس العديد من المدن في المنطقة، خاصة بعد إعلان قيام الدولة السعودية، ومن أبرز المناطق التي أُسست هي قرية العُليا.